حمدى نصر يكتب: الانتحار لماذا ؟ وأين نحن ؟

الحمد لله وهب للإنسان الحياة وأمره أن يحفظها، وأخبره أنه سيسأل عنها.

وبعد

فحياة الإنسان هبة له من خالقه دون أن يتكلف فى هذا شيئا، ولو حوسب الإنسان على حياته ما وجد ما يسد به، فمن أجل نعمة واحدة يستطيع الإنسان أن يدفع من أجلها الكثير والكثير والكثير .

لذلك حذر ربنا من هلاك الإنسان نفسه  قال تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، بل وحرم الإسلام كل ما يؤذى النفس سواء كان من الإنسان نفسه أو من غيره، بل وجعل الإسلام النفس من الكليات الخمس التى أمر بالحفاظ عليها وصيانتها، وأوجب التدواى لمن نزل به داء ، وأمر بالعلاج لمن حل به مرض.

وأخبر رسولنا أن هدم الكعبة أهون عند الله من قتل النفس وسفك الدم، كل هذا وغيره لأن الإنسان بنيان الله فيلعن الله من هدمه أو تسبب فى ذلك، بل ولك أن تعلم أنه من شدة حرص الإسلام على سلامة النفس وحفاظ الروح جعل من يشترك فى القتل ولى بشطر كلمة جعله شريكا فى القتل، وأوجب القصاص فى القتل وفى إصابة اى عضو من أعضاء الجسد أو الاعتداء عليه.

ومع تكرار موضوع الانتحار لأكثر من حالة لسبب أو لآخر،هناك سؤال  لماذا ؟ فالدين يحتاج إلى مراجعة، الإيمان يحتاج قوة، الثقة فى الله تحتاج يقين، وقضاء الله يحتاج إلى رضا، مهما كانت الشدة ومهما كان الابتلاء لابد من حسن الظن بالله ومن شدة اليقين به.

ثم بعد ذلك أين نحن من احتواء من حولنا من أولادنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا وآبائنا وأمهاتنا، أين نحن منهم بحسن التوجيه والربط على قلوبهم والتخفيف عنهم أليس المسلم للمسلم ؟

ونحذر من كثرة اللوم والعتاب والوعيد بالانتقام، ولابد من تحاور الاولاد واحتوائهم لانتركهم يفكرون وحدهم بل يجب ان تعلم كيف يفكرون ونقوم هذا التفكير إن احتاج، كفى لهوا بالدنيا عامة ووسائل التواصل وغيرها خاصة عن أولادنا وعن حياتهم.

وينبغى أألا نقارن أولادنا بغيرهم فهذا رزق من الله بل نوجه ونعلم ونربى ونصحح ونكون سندا لهم بدلا من هجرهم، وربما دفع البعض أولاده إلى التفكير فى التخلص من حياته، وليكن الأمر على قدره ولنعش بالثواب والعقاب، ولنعلم أن مع العسر يسر ومع الشدة فرج، ربك يحبك ويريد أن يسمع صوتك بالدعاء والمناجاة بالصلاة وتلاوة القراَن بالصدقة والإحسان إلى الآخرين ولو بالدعاء.

الانتحار نتيجة تفكير سلبى وظروف غير سوية احاطتت بالمنتحر مع ضعف إيمانه بربه وقلة يقينه به وتزعزع ثقته فيه، لابد من مراجعة الإيمان بالله والرضا به وعنه والسعى إليه والثقة فيه واليقين به، واحتواء من حولنا فهى رسالة جميع طوائف المجتمع.

حمدى أحمد نصر

إمام وخطيب بوزارة الأوقاف

 

زر الذهاب إلى الأعلى