طارق متولى يكتب: مابين الإرتقاء والسقوط

مثل الطفل عندما يتعلم المشى فى أول حياته ؟!، يحاول النهوض ويقع، ثم يحاول مرة أخرى ويتعثر ويظل يحاول حتى يستطيع النهوض والوقف بثبات.. هذه هى حال الإنسان فى كل مراحل حياته يحول الإرتقاء والنهوض ويقع ويفشل ويحاول مرات عديدة حتى ينجح ويثبت أقدامه.

يولد الإنسان فى هذه الحياة من العدم فيصير كائنا حيا ينبض ويتحرك يسمع ويرى يبدأ فى التعلم من بيئته المحيطة به  يكتسب المهارات كل يوم ليصبح قادرا على المضى قدما فى الحياة، تتبللور شخصيتة حسب تربيته وما يتلقاه من العلم منذ الطفولة وحتى نهاية حياته.

وهو فى هذه  الرحلة  يحاول الصعود والإرتقاء للأفضل، الأفضل مما هو فيه أو عليه، حسب طاقته وقدرته، وما يبذله من جهد وتعب للوصول إلى النموذح الأفضل فى الحياة ماديا ومعنويا وخلقيا.

ولابد للإنسان أن تقابله فى رحلة حياته هذه كثير من العقبات التى تحد من تقدمه وصعوده لاختبار قوته وصموده، فيتغلب عليها أحيانا، ويواصل تقدمه، وأحيانا أخرى ينهزم أمامها ويتقهقر ويعود خطوات إلى الخلف.

وهزيمته أمام تلك العقبات يعنى أنها كانت أقوى منه وأنه لم يكن مستعدا تماما لمواجهتها والتغلب عليها وأنه كان ساهيا عنها وغير منتبه مشغول عنها بأمور أخرى خدعته لكى ينشغل عن مهمته فى الصعود والإرتقاء فى الحياة حتى تطرحه أرضا وتلقى به بعيدا عن الوصول إلى أهدافه.

لهذا كان من أهم أسباب النجاح فى الحياة هو الإصرار على التقدم، فأذا سهى مرة وضعف وسقط، يعاود النهوض ويتعلم من أخطاءه ويواصل التقدم وينتبه ويستعد للتغلب على العقبات والمحبطات ووسائل الخداع .

الحياة ليست نزهة والنجاح فيها ليس له نهاية إلا بإنتهاء عمر الإنسان.. فالحياة سباق طويل فى تحصيل الخير والفائدة.

طريق صاعد فى الأخلاق والسمو  من الأسفل إلى الأعلى تبدأ صافرته منذ الولادة وخط النهاية هو عمر الإنسان.

فيجب أن يستعد الإنسان جيدا لهذه الرحلة وهذا السباق بأن يعرف الطريق جيدا، فلا يتوه ولا يضل عنه فيتأخر أو يعود إدراجه، ويتحول من الصعود إلى الهبوط، أو يركن فى وسط الطريق ليحصل راحة ولذة عابرة فينغمس فيها وينسى إنه فى سباق فيغلبه الوقت ويجد نفسه يصل إلى خط النهاية دون أن يحصل شيئا، دون أى فائدة أو نفع، وكأن حياته ذهبت كلها هباء لم يستفد منها، لا هو نفسه ولا أسرتة الصغيرة ولامجتمعه الكبير، فيعض أصابع الندم على ما فرط فيه من الوقت دون أن يحقق شىء يذكر له.

والإنسان الذكى هو الذى يرتقى بنفسه طوال الوقت إلى حال أفضل، وأحسن فى جميع المجالات، والذى يعرف جيدا طبيعة السباق فيجد ويتأهب للفوز والتغلب على خصومه ويظل يتقدم ويرتقى حتى أخر نفس وأخر لحظة فى الحياة.

زر الذهاب إلى الأعلى