هاميلتون موراو نائب رئيس البرازيل فى مصر.. لماذا هى زيارة هامة ؟

كتب: على طه

تأتى زيارة، إلى مصر تمثل أهمية كبيرة، ونقلة نوعية، ربما لا يدركها كثيرون.

وفى لقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسى، نقل موراو تحيات الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو إلى الرئيس السيسى، مشيداً بما حققته مصر خلال السنوات الماضية من تقدم ملموس على صعيد الإصلاح الاقتصادي وتحقيق التنمية الشاملة.

زيارة نائب رئيس جمهورية البرازيل، هى الزيارة الأعلى مستوى ثنائيا بين الدولتين منذ سنوات، لاسيما أن آخر زيارة لمسؤول مصري رفيع المستوى للبرازيل، كانت زيارة وزير التجارة والصناعة الأسبق للبرازيل، والتى جرت عام ٢٠١٧ خلال قمة رؤساء دول الميركسور بالعاصمة البرازيلية برازيليا، وتلتها زيارة وزيرة الزراعة البرازيلية لمصر في عام ٢٠١٩.

رئيس وزراء مصر يستقبل نائب الرئيس البرازيلى فى المطار

رئيس وزراء مصر يستقبل نائب الرئيس البرازيلى فى المطار

تشابه فى الظروف

وبين البلدين مصر والبرازيل، هناك تشابه فى الظروف، إضافة إلى الشراكة الطبيعية، والتاريخية على مدى العقود الماضية، وكلا البلدان مصر والبرازيل تعيشان تجربة تنموية حالية، إضافة إلى الأهمية الاستراتيجية التي تمثلها البرازيل بالنسبة لمصر باعتبارها شريك تجاري هام لها في أمريكا اللاتينية.

وللبلدان تأثير كبير فى محيطهما الأقليمى، وتتشابه الأدوار التي يقوم بها كلا البلدين في محيطه، باعتبارهما الدولتين الأكبر في إقليميهما، والأكثر تأثيرا في قضايا الإقليم، هذا فضلا عن دورهما المعروف في الدفاع والتعبير عن مواقف الدول النامية في المحافل الدولية.

التنسيق السياسى

وعى الأسس السابقة تأتى أهمية التنسيق المصري البرازيلي في الفترة الحالية فيما يتعلق بالقضايا الدولية والإقليمية خاصة في ظل العضوية المرتقبة للبرازيل في مجلس الأمن الدولي عامي ٢٠٢٢ و٢٠٢٣.

لذلك سوف تشهد زيارة ضيف مصر والوفد المرافق له مباحثات على المستوى السياسى سوف تتطرق إلى القضايا الإقليمية والدولية، ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والوضع في ليبيا، وبالطبع قضية سد النهضة.

وننوه هنا إلى أهمية التنسيق المصري البرازيلي في الفترة الحالية فيما يتعلق بالقضايا الدولية والإقليمية خاصة في ظل العضوية المرتقبة للبرازيل في مجلس الأمن الدولي عامي ٢٠٢٢ و٢٠٢٣.

اتفاقية تجارة حرة

مصر وقعت اتفاقية تجارة حرة مع دول “تجمع الميركوسور” وهو تكتل اقتصادي للسوق المشتركة لدول جنوب أمريكا اللاتينية، ويضم كل من الأرجنتين والبرازيل والأوروجواى وباراجواى.

ووفق هذه الاتفاقية تنفذ المنتجات المصرية إلى دول “التجمع” بخفض جمركى لبعض السلع وصولا إلى التحرر الكامل من الجمارك وكذلك العكس.

ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ مطلع شهر سبتمبر عام 2017، وبدء سريان الخفض الجمركى على السلع، حيث تتيح الاتفاقية دخول المنتجات المصرية إلى دول الأرجنتين والبرازيل وأوروجواى وباراجواى، وكذلك نفاذ منتجات هذه الدول إلى مصر بتخفيضات جمركية معينة.

وفى هذا الصدد أعلنت الحكومة المصرية إعفاء 600 سلعة من الجمارك بدءا من شهر سبتمبر من العام الماضى (2020).

العلاقات الاقتصادية

وحجم التبادل التجاري بين مصر والبرازيل، يترواح سنويا ما بين ٢.٥ إلى ٣ مليارات دولار، إلا أن الميزان التجارى يميل لصالح البرازيل نظرا للحجم الكبير نسبيا من الواردات المصرية من اللحوم والدواجن البرازيلية، في حين تستورد البرازيل من مصر بعض المنتجات الزراعية وكميات من الأسمدة الزراعية بما قيمته حوالى 200 إلى 250 مليون دولار سنويا.

ويقول خبراء الاقتصاد إنه آن الأوان لانتقال العلاقات الاقتصادية بين مصر والبرازيل من مرحلة التصدير والاستيراد في شكله البسيط إلى مرحلة القيمة المضافة ممثلة في الإستثمارات المتبادلة، والشراكات الفعلية، وتبادل الخبرات والتجارب والاستفادة منها، وإقامة مشروعات مشتركة تستفيد من نقاط قوة كل طرف بما في ذلك في دخول الأسواق المجاورة وبحيث تصبح مصر بوابة البرازيل للمنطقة العربية وإفريقيا وأن تصبح البرازيل بواية مصر لأسواق أمريكا اللاتينية.

ويوصى الخبراء بأنه يجب تعزيز التعاون بين البلدين، وخاصة فى قطاعات التقنيات الفنية، والبحث العلمى، والتكنولوجيا المتقدمة، وتكنولوجيا المعلومات، وكذا أبحاث وتصنيع الدواء فضلا عن القطاع الصناعى الذي حقق فيه البلدان تقدما كبيرا خلال السنوات الأخيرة.

رحلات طيران مباشرة

وعل الأسس السابقة فأن أهم الموضوعات التي سوف تتطرق لها مباحثات نائب الرئيس البرازيلي خلال زيارته الحالية لمصر والتى سوف تؤثر بشكل كبير على العلاقات الاقتصادية، هو موضوع تسيير رحلات طيران مباشرة لمصر للطيران إلى البرازيل.

ومعنى تسيير رحلات طيران مباشرة هو إزالة أهم عقبة أمام تطوير العلاقات الثنائية، وتتمثل هذه العقبة في البعد الجغرافى، وإزالة هذه العقبة بالتأكيد سوف ينعكس على العلاقات سواء الرسمية بين الدولتين، من خلال زيادة فرص التواصل، وكذا إثراء علاقات مجتمع الأعمال في الجانبين فضلا بطبيعة الحال عن عوائده على القطاع السياحى في مصر، حيث يمثل السوق السياحى البرازيلي أكثر من 200 مليون نسمة لديهم شغف كبير بالحضارة المصرية القديمة وبالموروث الحضارى لمصر.

 

زر الذهاب إلى الأعلى