الجزائرية صفية جلال لـ”بيان”: أعشق التحدي منذُ الصغر.. وإعاقتي لم تمنعني من تحقيق أهدافي

صاحبة الرقم القياسي العالمي في رمي الجلة

البعض راهن أخسر وكسبت.. ورغم الإعاقة امتلك قلب أسد

التواجد العربي في طوكيو مشرّف.. لكننا نحتاج إلى صناعة بطل أولمبي منذ الصغر

الدول العربية تمتلك كنوز رياضية تحتاج إلى من يحتضنها ويحافظ عليها

حوار: إسلام فليفل

“التحدي” كانت كلمة السر وراء تحقيق جزء من طموحاتها التي مازالت تسعى إليها، فلم تكن تتوقع يومًا ما أنها ستواجه تلك التحديات، بعد أن نشأت منذ الصغر بإعاقة منعتها بالوقوف على قدميها، هي البطلة صفية جلال، 38عامًا، ابنة الجزائر البيضاء، التي تمكنت من إهداء بلادها ميدالية ذهبية جديدة، بعد تتويجها في منافسة رمي الجلة ضمن فئة “ف57″، خلال دورة الألعاب البارالمبية “طوكيو 2020”.

وحققت جلال، رمية قدرت بـ”11.29″ متر، محطمة بذلك الرقم القياسي العالمي، مما دفع “بيان” لإجراء هذا الحوار معها للتعرف على بدايتها وسر تفوقها في دورة الألعاب البارالمبية.. وإلى نصّ الحوار:

بداية.. نود أن نُطلع الجمهور عن بدايتك في عالم رياضة “رمي الجلة” ؟
بدأت منذ سنوات خطواتي الأولى بالإختصاص في “رمي الرمح” وحصلت على الرقم القياسي العالمي آنذاك في هذا التخصص، لكن سرعان ما تم حذفه من قبل الـ”IPC” فئة “فـ56/57” بعد أن خضت شوط كبير بداخل هذا التخصص، فقررت بعدها رفقة مدربي التوجه إلى رمي القرص والجلة، والحمد لله حققت نجاحات كبيرة في هذا التخصص، بعد أن انخرطت في أدق تفاصيل اللعبة.

كيف بدأتِ التحضير للأولمبياد خلال فترة كورونا؟
دعني في البداية أشكر مسؤولي ولاية باتنة، الذين قدموا إلينا يد العون بعد غلق جميع المنشآت الرياضية التي تساعدنا على التأهيل والتدريب، حيث خصصوا لنا مكان مناسب لطبيعة التدريب وإغتنمنا تلك الفرصة، وبذلنا كل ما بوسعنا حتى نصل إلى الفورمة التي تؤهلني للحصول على ميدالية خلال دورة الألعاب البارالمبية طوكيو2020، وبالرغم من أزمة كورونا التي أجبرت الجميع على إلتزام المنازل لأطول فترة ممكنه، إلا أننا تحديناها، وكان في مخيلتنا إن لم نتدرب في هذه الفترة لن نحقق النتائج المرجوة.

حدثيني عن شعورك بعد التتويج بالميدالية الذهبية؟
شعوري بعد التتويج بالميدالية الذهبية لا يوصف خاصة بعد تحطيم الرقم القياسي البرالمبي العالمي، وحققت رمية قدرت بـ”11.29″ متر، حيث كانت المنافسة شرسة جدًا، ومنذ بداية مشاركتي في الألعاب والمنافسات العالمية لم أرى في حياتي هذا العدد من المشاركين في الألومبياد، وهذا إن دل يدل على نجاح البطولة هذا العام رغم كل الصعاب والشائعات التي نالت اللجنة المنظمة قبل الإنطلاق بأيام قليلة.

وما أبرز الصعوبات التي واجهتك خلال مشوارك للأولمبياد؟
الصعوبات لا تعد ولا تحصى رغم إسم النادي الذي أنتمي إليه “أوراس التحدي للمعاقات حركيًا”، ومنذ أن فكرت في الدخول إلى عالم الرياضة تلقيت رسائل إحباط كبيرة من بعض الحاقدين، لكن لم تنال من عزيمتي وإصراري على إثبات الذات، وهنا كان لأسرتي ولمحبين صفية جلال دور بارز في حياتي، وهذا ظهر جليًا أثناء التحضيرات لألومبياد طوكيو2020، التدريبات خلال تلك الفترة كانت صعبة جدًا بسبب الحظر وتوقف الأنشطة الرياضية في الجزائر، “لكن بدأت أشتغل على نفسي مع مدربي بن موسى شريف وقررت أقفل على نفسي ومسمعش أي كلام محبط، وركزت في تدريبي” وفي النهاية راهنوا عليّ أخسر وكسبت.

ما طموحك خلال الفترة المقبلة بعد التتويج بالميدالية الذهبية الأولمبية؟
كبرت الطموحات لدي، وأقول  لـ”شبه المسؤولين” في الجزائر قررت الإعتزال في وقت مضى بسبب العوائق التي وضعتموها أمامي،  لكن بعد تحطيمي للرقم القياسي العالمي، أخبركم أنني ولدت من جديد وأعدكم بتتويجات أخرى، وإنجازات لا تتوقف.

وهل معنى هذا أنك تستعدين لبطولات في القريب العاجل؟
بمجرد حصولي على الذهبية، فكرت في المستقبل ووضعت أمامي هدف أريد تحقيقة، فرغم الإعاقة لكني أمتلك قلب أسد أستطيع من خلالة خوض التجارب بكل شجاعة وقوة، و لدي عدد من البطولات التي استعد لخوضها، أبرزها بطولة العالم وبطولة آسيا في الأردن، ودورة الألعاب الأسيوية في الصين.

ما رأيك في التواجد العربي بطوكيو وهل حقق المطلوب؟
التواجد العربي في طوكيو كان مشرف جدًا، وخاصة الرياضة النسوية، بفضلهن شهدن عدة ارقام قياسية عالمية، وبهذه المناسبة اوجه تحية شكر إلى المشاركين من مختلف الدول العربية، من مصر الشقيقة أرض الكنانة إلى تونس الخضراء وعراق الرافدين و أسود الاطلس المغرب و السعودية قبلة المسلمين وقطر والبحرين والأردن والإمارات التي لها دور كبير في تطوير ذوي الهمم دون أن ننسى الجزائر البيضاء.

ما رسالتك للشباب العربي وكيف نصنع بطلاً اولمبيًا مميزاً؟
رسالتي للشباب العربي هي”الرياضة القلب النابض بالخير والصحة لكل شاب”، وصنع بطل أولمبي يحتاج إلى تفعيل مشروع رياضي كبير يتطلب من القائمين عليه دراسة هيكلته بالشكل المناسب للخروج من مأزق الفشل الرياضي، حتى نتمكن من مناطحة دول الغرب المتفوقة على المستوى العالمي، خاصة أننا لا نقل عنهم من حيث الموهبة، الدول العربية تمتلك كنوز من الشباب الرياضيين، لكن تحتاج إلى من يحتضنها ويحافظ عليها ويضعها على الطريق الصحيح، وأتمنى التعاون وعدم المحاربة بجدوى وبدون جدوى لأصحاب الهمم، لإن هذه الأمور تكون عائقًا أمام أي بارقة أمل لهم.

هل قدمت وزارة الشباب الجزائرية الدعم اللازم لكم قبل بداية البطولة؟
صراحة لولا دعم السلطات العليا للبلاد وخاصة وزارة الشباب والرياضة الجزائرية، ما تقدمنا خطوة واحدة ، الوزارة وفرت لنا معسكرات قبل إنطلاق الأولمبياد بشهور قليلة خارج الجزائر، حتى نتمكن من رفع الكفاءة التدريبة والبدنية ورفع مستوى التدريب والتأهب لخوض الأولمبياد بكل قوة، التدريبات كانت شاقة ومتعبة في بعض الأحيان، وفي نهاية كل جولة تدريبية، هناك إختبار من قبل المدرب، حينها تنبأنا بتحقيق إنجاز جديد.

زر الذهاب إلى الأعلى