كاتب إسرائيلى يفكك كل الأساطير المؤسسة للصهيونية ويحذر: إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة

كتب: حسام معوض
تحت عنوان « علينا أن نرحل» نشر الكاتب الإسرائيلي آري شبيت، منذ أيام قليلة مقالا فى في صحيفة هارتس الإسرائيلية، يمكن أن نلخصة فى جملة وردت فى مقال الكاتب يقول فيها: “إن إسرائيل إجتازت نقطة اللا عودة.”
ويواصل بعدها معترفا بالحال الذى وصلت إليه دولة الكيان التى ينتمى إليها: ” لم يعد بإمكانها إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وتحقيق السلام.”
يصدّر شبيت، مقاله متحثا بضمير الجماعة (بالطبع ضميره هو وليس ضمير إسرائيل السلطة والجماعة) فيقول: “يبدو أننا إجتزنا نقطة اللا عودة، ولم يعد بإمكان اسرائيل إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وتحقيق السلام، ويبدو أنه لم يعد بالإمكان إعادة إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم الناس في هذه الدولة.
ويواصل، إذا كان الوضع كذلك، فإنه لا طعم للعيش في هذه البلاد، وليس هناك طعم للكتابة في هآرتس، ولا طعم لقراءة هآرتس، ليأخذ قارىء المقال إلى النتيجة يريدها والتى أعلن عنها فى البداية وهى أهمية تطبيق مقترح (روغل ألفر) قبل عامين، فى مغادرة البلاد، مشيرًا إلى أنه إذا كانت الإسرائيلية واليهودية ليستا عاملاً حيوياً في الهوية، وإذا كان هناك جواز سفر أجنبي لدى كل مواطن إسرائيلي ، ليس فقط بالمعنى التقني، بل بالمعنى النفسي أيضاً، فقد انتهى الأمر.
ويمضى الكاتب يقول: ” من هناك، من بلاد القومية المتطرفة الألمانية الجديدة، أو بلاد القومية المتطرفة الأميركية الجديدة، يجب النظر بهدوء ومشاهدة دولة إسرائيل وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة. يجب أن نخطو ثلاث خطوات إلى الوراء، لنشاهد الدولة اليهودية الديمقراطية وهي تغرق. يمكن أن تكون المسألة لم توضع بعد.. ويمكن أننا لم نجتز نقطة اللا عودة بعد.. ويمكن أنه ما زال بالإمكان إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وإعادة إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم البلاد.
أضع اصبعي في عين نتنياهو وليبرمان والنازيين الجدد، لأوقظهم من هذيانهم الصهيوني، أن ترامب وكوشنير وبايدن وباراك أوباما وهيلاري كلينتون ليسوا هم اللذين سينهون الاحتلال، مؤكدًا أنه الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لم يوقفان الاستيطان.”
ويلفت الكاتب، فى مقاله إلى أن القوة الوحيدة في العالم القادرة على إنقاذ إسرائيل من نفسها، هم الإسرائيليون أنفسهم، وذلك بابتداع لغة سياسية جديدة، تعترف بالواقع، وبأن الفلسطينيين متجذرون في هذه الأرض.”
ويحث الكاتب بنى جلدته على البحث عما أسماه الطريق الثالث من أجل البقاء على قيد الحياة هنا، وعدم الموت، قائلًا: “الإسرائيليون منذ أن جاؤوا إلى فلسطين، يدركون أنهم حصيلة كذبة ابتدعتها الحركة الصهيونية، استخدمت خلالها كل المكر في الشخصية اليهودية عبر التاريخ”.
ويكشف شبيت، عن استغلال إسرائيل بما سمي المحرقة على يد هتلر “الهولوكوست” وتضخيمها، ويؤكد أنها الحركة الصهيونية استطاعت أن تقنع العالم بأن فلسطين هي أرض الميعاد، وأن الهيكل المزعوم موجود تحت المسجد الأقصى، وهكذا تحول الذئب إلى حمَل يرضع من أموال دافعي الضرائب الأميركيين والأوروبيين، حتى بات وحشاً نووياً.
ويفجر الكاتب قنبلة من العيار الثقيل حين يشير إلى أن علماء آثار غربيون ويهود، من أشهرهم «إسرائيل فلنتشتاين» من جامعة تل أبيب، أكدوا أن الهيكل أيضاً كذبة، وقصة خرافية ليس لها وجود، وأثبتت جميع الحفريات أنه اندثر تماماً منذ آلاف السنين، وورد ذلك صراحة في عدد كبير من المراجع اليهودية، وكثير من علماء الآثار الغربيين أكدوا ذلك، وكان آخرهم عام 1968 م، عالمة الآثار البريطانية الدكتورة «كاتلين كابينوس»، حين كانت مديرة للحفائر في المدرسة البريطانية للآثار بالقدس، وقامت بأعمال حفريات بالقدس، وطردت من فلسطين بسبب فضحها للأساطير الإسرائيلية، حول وجود آثار لهيكل سليمان أسفل المسجد الأقصى.
ويلفت شبيت إلى أن العالمة قررت عدم وجود أي آثار أبداً لهيكل سليمان، واكتشفت أن ما يسميه «الإسرائيليون» مبنى إسطبلات سليمان، ليس له علاقة بسليمان ولا إسطبلات أصلاً، بل هو نموذج معماري لقصر شائع البناء في عدة مناطق بفلسطين.
وقال شبيت، إن لعنة الكذب هي التي تلاحق الإسرائيليين، ويوماً بعد يوم، تصفعهم على وجوههم بشكل سكين بيد مقدسي وخليلي ونابلسي، أو بحجر جمّاعيني أو سائق حافلة من يافا وحيفا وعكا، لافتًا إلى أن الإسرائيليون يدركون أنه لا مستقبل لهم في فلسطين، فهي ليست أرضاً بلا شعب كما كذبوا، ويلجأ شبيت إلى الاستشهاد بكاتب آخر هو جدعون ليفي، ويقول عنه: ” ها هو كاتب آخر يعترف، ليس بوجود الشعب الفلسطيني، بل وبتفوقه على الإسرائيليين، هو (جدعون ليفي) الصهيوني اليساري.
واستكمل الكاتب، يبدو أن الفلسطينيين طينتهم تختلف عن باقي البشر، فقد احتللنا أرضهم، وأطلقنا على شبابهم الغانيات وبنات الهوى والمخدرات، وقلنا ستمر بضع سنوات، وسينسون وطنهم وأرضهم، وإذا بجيلهم الشاب يفجر انتفاضة عام 87..فأدخلناهم السجون وقلنا سنربيهم في السجون، وبعد سنوات، وبعد أن ظننا أنهم استوعبوا الدرس، إذا بهم يعودون إلينا بانتفاضة مسلحة عام 2000، أكلت الأخضر واليابس، فقلنا نهدم بيوتهم ونحاصرهم سنين طويلة، وإذا بهم يستخرجون من المستحيل صواريخ يضربوننا بها، رغم الحصار والدمار، فأخذنا نخطط لهم بالجدران والأسلاك الشائكة.. وإذا بهم يأتوننا من تحت الأرض وبالأنفاق، حتى أثخنوا فينا قتلاً في الحرب الماضية,
حاربناهم بالعقول، فإذا بهم يستولون على القمر الصناعي الإسرائيلي (عاموس ويدخلون الرعب إلى كل بيت في إسرائيل، عبر بث التهديد والوعيد، كما حدث حينما استطاع شبابهم الاستيلاء على القناة الثانية الاسرائيلية.”
وفى سطر النهاية يكتب آري شبيت : “خلاصة القول، يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ، ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال.”

زر الذهاب إلى الأعلى