باسم أبو العينين: نحتاج قناة إخبارية بنكهة عالمية.. والمشهد الإعلامي تخلص من العشوائية
• أتمنى تقديم برنامج اجتماعي يرتقى بفكر الإنسان.. وأفضل الشكل الأمريكي في تقديم نشرات الأخبار
• “المتحدة” تقود المشهد الإعلامي في مصر بنجاح.. والسوق مفتوح للمنافسة
• قلدت أسامة منير في بدايتي.. واتمنيت أكون زي تامر أمين
حوار: إسلام فليفل
خامة صوت نادرة، وموهبة تلألأت في قناة النهار، أكسبهُ الجلوس خلف ميكروفونها شغفًا بما يقول، وخبرة فيما يعمل، جعلته متمكنًا من التلاعب بحروف اللغة، فيجعلك تعيش حالة الخبر بتضاريس صوته، إن سمعتُه مرّة، لن تتردد في تكراره على مسامعك آلاف المرات، يُشعرُك برغبةٍ في استكمال إبداعاته، فَطموحه لا يتوقف، وآماله لا تنته، نال شهرة كبيرة في المجال الإذاعي والتليفزيوني في عالمنا العربي، وفي مصر على وجة الخصوص، أرض الكنانة التي جعلته الصوت الأشهر، دخل قلوب الملايين بعد أن سمعته آذانهم.
“بيان” تحاور المذيع الشاب باسم أبو العينين، وتكشف محطات مختلفة ورحلة طويلة كتبها على شاشات التليفزيون.
وإليكم نص الحوار:
في البداية.. كيف بدأت مشوارك الإعلامي؟
بدأت من قناة “دريم” الفضائية، أوائل 2004 كمراسل تحت التدريب في برنامج “فن أون لاين”، ثم قررت العمل في التعليق الصوتي بنفس القناة، حتى وصلت إلى تقديم نشرة “عيون على الأحداث” المسموعة بقناة دريم، وبعدها انتقلت لتسجيل التنويهات الصوتية بالمشاركة مع الأستاذ أسامة منير، والذي كان المسؤول عن بروموهات قناة دريم، وذلك حتى عام 2009.
وهل أُتيحت لك الفرصة للظهور على الشاشة من قبل؟
عملت في عدة قنوات، أبرزها “مودرن سبورت” وقناة “النادي الأهلي”، ووقع علىّ الإختيار للعمل في شركة من شركات الإعلانات الصوتية، ثم ظهرت على قناة “صفا” الخليجية، لتقديم برنامج سياسي مباشر من داخل مدينة الإنتاج الإعلامي، ولظروف ما نُقلت القناة للسعودية، وفضّل القائمون عليها الاستعانة بمذيع سعودي للعمل معهم.
وكيف كانت بدايتك في قناة النهار؟
بدأت العمل في قناة “النهار” الفضائية عام 2013، كمذيع تنويهات صوتية، وخلال 5 سنوات أصبحت الصوت الرسمي لشبكة قنوات النهار، ليأتي ظهوري الأول على شاشة القناة يوم السادس من أكتوبر عام 2018، من خلال نشرات الأخبار، لأكون واحد من ضمن مجموعة مذيعين ومازلت مستمر في عملي كمذيع للأخبار.
حدثنا عن الصعوبات التي واجهتك وأنت في طريقك نحو تحقيق أهدافك؟
أبرز الصعوبات كانت بعض “الأنانية” التي رأيتها من بعض الأشخاص غير الراغبين في تقديم يد العون والمساعدة، ونقل الخبرات لأجيال جديدة تريد أن تتعلم، وفي حقيقة الأمر “مكنش ليا واسطة في شغلي”، ودائما أعتمد على نفسي، ولا أخفي عليكم أن تحركاتي كانت بطيئة في البداية بسبب “إني معنديش حد يوصي عليا”، ودي كانت من الآفات الكبرى المفيدة وغير المفيدة في نفس الوقت، إفادتها تتلخص في عدم حسباني على أحد، وبطبيعتي اجتهد وشغلي هو “رأس مالي”، وهو من يرشحني في كل الأماكن التي عملت بها، وفي نفس الوقت كان وحش لإنه كان بيعطلني وبيضيع عليا فرص، ولكن في النهاية قضاء الله نافذ والحمد لله “راضي عن مسيرتي”، وأتمنى دائما الأفضل.
وماذا عن أهم الأحداث التي قمت بتغطيتها على الهواء؟
هناك حدثان أراهم الأبرز في حياتي، الحدث الصوتي الأهم، كان في قناة دريم عام 2005 حينما ترشح الرئيس الراحل حسني مبارك لفترة رئاسية جديدة، كانت قناة دريم في ذاك الوقت الناقل الرسمي للبرنامج الرئاسي، فكنت المختص بتسجيل التنويهات الصوتية الخاصة به، والحدث المرئي الأهم عام 2019، بخصوص ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي لولاية ثانية، وكنت أقوم بالتغطية الإخبارية الممتدة على شاشة تليفزيون النهار، مع الأستاذ تامر أمين، وشرفت بالمشاركة على التغطية الانتخابية والاستفتاء على التعديلات الدستورية أيضًا.
ومن الذي يمكن أن نقول عليه “صاحب الفضل” على باسم أبو العينين؟
الأستاذ الفاضل الدكتور عماد عبدة، استاذ الصوتيات في معهد السينما، كان حينها متواجد في قناة دريم وهو يعتبر المكتشف الأول لباسم أبو العينين، حينما أُعجب بصوتي وقدمني إلى “البروموشن”، فكان صاحب الفضل في ظهور صوتي على شاشة قناة دريم.
وكيف كان اللقاء الأول الذي جمع بينك وبين عمرو الكحكي؟
جمعتني صداقة بأحد الزملاء القدماء في الوسط الإعلامي، وطلبت منه المساعدة إن وجدت فرصة للعمل بقناة النهار، وبالفعل طلب عينة صوتية لي وأعطيته إياها، وبعد 6 أشهر تواصلوا معي وبدأت في تسجيل عينات صوتية تخص القناة، ونال هذا التسجيل إعجاب الجميع ومنهم الأستاذ عمرو الكحكي الذي كان يشغل حينها منصب رئيس الشبكة والأستاذ علاء الكحكي مالك قناة النهار في ذاك الوقت تحمس أيضًا لصوتي ومن تلك اللحظة أصبحت الصوت الرسمي لشبكة تليفزيون النهار.
وما هي طقوسك قبل الظهور على الشاشة؟
قبل الظهور على الشاشة أقوم باختيار الملابس، مع مراعاة المعايير الموضوعة لذلك، بالإضافة إلى تناول بعض المشروبات الدافئة، وفي الغالب يحدث هذا قبل الموجز الأول.
من هو قدوتك في مجال الإعلام؟
هناك أنماط كثيرة اعتز بها، على سبيل المثال كل من هو وقور، وعلى قدر عالي من المهنية ويتمتع بثقل وكاريزما على الشاشة، اعتبره قدوة، ولا أنسى عام 1991، أثناء الغزو الأمريكي على العراق ظهور الإعلامي تامر أمين مذيع للأخبار على شاشة قناة النيل، وفي تلك اللحظة “عجبتني طلته” على الشاشة، وتمنيت أن أكون مذيع أخبار مثل تامر أمين، ليشاء القدر ونعمل سويًا في قناة النهار.
وأي طريقة يميل لها باسم أبو العينين أثناء تقديم الأخبار؟
أفضل الشكل الغربي والأمريكي تحديًدا في تقديم الأخبار، على الرغم من النصائح الكثيرة التي تلقيتها، وأرى أنني “ابتدعت” البداية والنهاية لموجز الأخبار، حيث ابدأ بابتسامة في النشرات التي تخلو من أي أعمال مؤسفة، وفي الختام أيضًا ابتسامة مصحوبة بجملة، “كان هذا موجز الأخبار من تليفزيون النهار”، لإن المشاهد له حق علينا، وهنا لابد ان نشير إلى أن مذيع الأخبار لابد ان ينقل الخبر كما هو.
ما هي نصيحتك لخريجي إعلام ممن يرغبون في الالتحاق بالعمل الإعلامي وخصوصًا الـ”V.O”؟
الـ”v.o” بدأ معي كموهبة، ولإني قارئ محترف للقرآن الكريم، كان هذا سبب رئيسي لإتقان مخارج الحروف بالشكل الأمثل، واعطائها حقها في النطق، وهذ الأمر أفادني على المستوى المهني بشكل كبير جدًا، ونصيحتي لكل من يريد العمل كـ”v.o” البدء في تنمية موهبة الصوت بالتدريب المتواصل، وإذا أُتيحت الفرصة للدراسة فهذا يساعد بشكل كبير، بالإضافة إلى الإلمام بقواعد اللغة العربية، وعلى المستوى الشخصي نميت موهبة الصوت التي امتلكها بالتدريب المستمر، كان أبرز عناصر التدريب وقتها “التقليد”، وبحكم عملي في قناة دريم وتواجدي مع أسامة منير كنت “بقلده” في الطبقة الصوتية لتشابهها الكبير بيننا، ثم استطعت الظهور بستايل خاص بي.
وكيف ترى المشهد الإعلامي في مصر؟
المشهد الإعلامي في مصر يشهد تطور كبير، وهذا يرجع للمنهجية الموضوعة لتحسين الإعلام في مصر، خصوصًا بعد حالة العشوائية التي وجدت عام 2011، حينها كان المشهد الإعلامي متخبط، ولا يوجد أي إحساس فيما يتعلق بالأمن القومي المصري، وهذا يرجع لعدم المتابعة او مراجعة ما يقال، لكن في الوقت الحالي يوجد إرتقاء في المهنية الإعلامية، ونتمنى الإستمرار في تحسين شكل الإعلام المصري بصورة تنقله من الشكل المحلى إلى الدولي.
البعض يتهم الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بإضعاف الإعلام.. ماتعليقك؟
المشهد الإعلامي في مصر مفتوح، والمنافسة موجودة، والشركة المتحدة من ضمن الشركات التي تنافس في السوق المصري وتقدم إعلام يحظى بقبول المجتمع المصري، وأقوى دليل على أنها شركة ناجحة وجودها على مدار سنوات وقيادتها للمشهد الإعلامي في مصر بنجاح وبمتابعة جماهيرية كبيرة.
هل ترى أن هناك خطوط حمراء أو قيود في العمل الإعلامي في الوقت الحالي؟
نعم يوجد خطوط حمراء، وأي بلد في العالم لابد أن يكون لإعلامها قيود، وهذا لا يعني تكميم الأفواه ولكن تعني حفظ كرامة هذا الوطن وشعبه.
هل تحتاج مصر إلى قناة إخبارية عالمية؟
نعم نحتاج إلى قناة مصرية بنكهة عالمية، وكما ترى قنوات كثيرة مثل cnn، الجزيرة، والحرة، كلها قنوات شكلت وعي على مستوى العالم، وعلى المستوى الدولي، ولأننا قوة دولية ترتقي يوميًا، فلابد ان نمتلك قناة أخبارية عالمية تنافس و تخاطب العالم و”تقول له مصر دي تبقى ايه”، فلابد من إبراز كل الخيرات والإنجازات التي حدثت داخل مصر في ظل الظروف الصعبة التي مر بها العالم أجمع.
كيف ترى اهتمام الدولة بالشباب في الوقت الحالي؟
الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ اليوم الأول لتحمله المسئولية وهو يحمل على عاتقه النهوض بالوطن، رغم كل المعوقات والعقبات والمحاربين لطموحاته في إنشاء وبناء وطن قوي بشكل جديد بجمهورية جديدة، كان معتمد على عنصر الشباب وهذا ظهر جليًا من خلال مؤتمرات الشباب وتمكين الشباب، والجميع يرى تولى الشباب لمناصب قيادية في مختلف القطاعات، والرئيس أراد أن يضخ دماء جديدة ويجعل الدولة شابة، وهذا الأمر واضح في اهتمامه بالرياضة، وتكريمه للعديد من الشباب الرياضي الناجح وإطلاق اسماء البعض من أبطال طوكيو على المحاور الرئيسية كما حدث منذ فترة أكبر دليل للإهتمام بالشباب والرياضة.
أود أن نختم حديثنا عن ما تطمح إليه في المستقبل؟
أتمنى أن تتكرر تجربة قناة “النهار اليوم”، وفي الوقت الراهن أتمنى أن يتطور موجز الأخبار في النهار من خلال عمل نشرة أخبار مجمعة سواء يومية أو أسبوعية، تحتوي على أهم أحداث اليوم أو الأسبوع، ولكن على المستوى المحلي والعربي والدولي، من كل المجالات، وهذا يؤدي إلى تقوية محور الأخبار داخل شبكة تليفزيون النهار، وبالنسبة لطموحي الشخصي أتمنى تقديم توك شو بشكل جديد وليس تقليدي، بالإضافة إلى تقديم برنامج اجتماعي إنساني يرتقي بفكر الإنسان ومعاملاته خصوصًا بعد التدهور الأخلاقي الموجود بكثافة في المجتمع، وهذا ما دفعني إلى تدشين هاشتاج “فن الوصال”، وأتمنى في يوم من الأيام عمل برنامج من سلسلة حلقات تحمل هذا الاسم.