تجمّع “فيشجراد مع مصر”.. النفاذ إلى قلب أوروبا عن طريق بودابست
كتب: عاطف عبد الغنى
تأتى أهمية زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى المجر، ومشاركته فى قمة دول تجمع “فيشجراد مع مصر” من أهمية هذا التجمع وتأثيره فى محيطه الإقليمى، وفى المؤسسات الدولية، مثل الأمم المتحدة وبالطبع تأثيره فى الاتحاد الأوروبى بحكم وجود دول التجمع فى الاتحاد الشريك التجارى الأول لمصر.
“تجمع فيشجراد” هو تكتل لأربع دول تقع فى أوروبا الوسطى هى المجر والتشيك وبولندا وسلوفكيا، وهى دول ذات ثقافات متشابهة، ولها ثقل فى الاتحاد الأوروبى يأتى مباشرة بعد مجموعة العشرين.
اقرأ أيضا.. شاهد| لحظة وصول الرئيس السيسي إلى المجر
ومصر أول دولة عربية وشرق أوسطية وأفريقية تدعى لحضور هذه القمة “قمة فيشجراد ومصر” ، أما الدول النظيرة والتى سبق دعوتها فهى دولتى ألمانيا من أوروبا، واليابان من أسيا، ومعروف بالطبع ثقل الدولتين على المستويين السياسى والاقتصادى بالنسبة لدول العالم، وأن تكون مصر هى الدولة الثالثة فهذا ما يعكس مكانة مصر وثقلها الأقليمى والدولى، وهو ما تؤمن به بالفعل دول المجموعة، التى تدرك تأثير مصر على استقرار الشرق الأوسط، وكذا دورها الأقليمى والقارى المتنامى.
اسم تجمع تكتل “فيشجراد” مأخوذ من المدينة التى تقع شمال العاصمة المجرية بودابست، على ضفة نهر الدانواب، والتى اجتمعت فيها الدول الأربع المؤسسة، والمكونة للتكتل (المجر والتشيك وبولندا وسلوفاكيا) لأول مرة عام 1991.
مشاركة مصر فى القمة تأتى للمرة الثانية، وكانت المرة الأولى تلك التى دُعى لها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى قمة 2017.
أهم الموضوعات التى سوف تتناولها القمة هى مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، وأمن الطاقة، وفرص تطوير العلاقات التجارية والسياحية بين دول المجموعة، ومصر.
فى ذات السياق سوف يتم بحث سبل تطوير العلاقات مع الاتحاد الأوروبى الذى تتمتع دول التجمع بعضويته.
وفى سياق قريب سوف يتم بحث تطوير العلاقات الثنائية بين مصر والمجر، حيث تشهد زيارة الرئيس مباحثات ثنائية مكثفة مع كل من رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان، ورئيس المجر يانوش أدير، لبحث تعزيز العلاقات بين البلدين.
فى شهر ديسمبر 2016 استقبل وزير خارجية مصر سامح شكرى ، وزراء خارجية تكتل “فيشجراد” فى إطار تثبيت آليات التشاور بين مصر ودول المجموعة، ما يعنى أن مصر تضع المجموعة فى دائرة اهتماماتها بالنسبة للسياسة الخارجية.
من جانبها تعتبر دول المجموعة المناطق السياحية المصرية على رأس المقاصد السياحية لشعوبها وخاصة السياحة الأثرية، والترفيهية.
تعول دول المجموعة والمسئولون فيها على التعاون الاقتصادى مع مصر وخاصة فى مجالات الزراعة ومعالجة المياه، والسكك الحديدية، والسياحة، والسياحة العلاجية.
الدعم المتبادل فى المحافل الدولية هو عنوان التفاهم والتنسيق السياسى بين مصر والمجر، وعلى سبيل المثال، فقد أعلنت المجر دعمها الكامل لحصول مصر على مقعد في مجلس الأمن الدولي، ودعمت مصر ترشح المجر لعضوية مجلس حقوق الإنسان بجنيف عامي ٢٠١٦ – ٢٠١٧.
ولا يجب أن ننسى أن المجر عضو بالاتحاد الأوروبي الذي يعد الشريك التجاري الأكبر لمصر.
وجدير بالذكر ان العلاقات المصرية المجرية ممتدة فى التاريخ لما يقرب لقرن من الزمان، وبالتحديد 93 عاما، وبعد أن أن انفصلت المجر عن إمبراطورية المجر – النمسا، عام 1928، وكانت مصر أول دولة عربية تفتح فيها المجر بعثة دبلوماسية، ، وذلك عام 1939.