شاهد كلمة الرئيس السيسي كاملة أمام قمة تجمع فيشجراد
كتب: أحمد السيد
اقرأ أيضا.. رسائل الرئيس السيسي فى قمة فيشجراد
وشدد الرئيس السيسي خلال كلمته فى المؤتمر الصحفى المشترك لزعماء قمة “فيشجراد مع مصر” بحضور زعماء المجر والتشيك وسلوفاكيا وبولندا والذى عقد العاصمة المجرية بودابست، اليوم الثلاثاء، على أن مصر لم تترك اللاجئين الذين تستضيفهم ليلقوا مصيرهم فى البحر أو للمجهول، بل تدمجهم فى المجتمع المصرى، مضيفًا أن مصر لم تقبل من منظور أخلاقى أو إنسانى أن تجمع اللاجئين فى معسكرات، أو تصدرهم إلى أوروبا عن طريق الهجرة غير الشرعية.
وأشار السيسى، إلى الحاجة لمقاربة مختلفة للتعامل مع قضية الهجرة غير الشرعية، مشددا على أنه لا توجد معسكرات للاجئين فى مصر، وتابع: “يوجد 6 ملايين لاجئ فى مصر يعيشون كمواطنين عاديين، وليس داخل معسكرات”، مشددا على أنه لم تخرج هجرة غير شرعية واحدة من مصر، مضيفا: “نحتاج إلى شكل أعمق من الحوار فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية”، متسائلاً: “هل الدول الأوروبية مستعدة لمساعدة الدول الفقيرة التى يخرج منها المهاجرون غير الشرعيين على تحسين الأوضاع المعيشية لشعوبهم؟”.
وأكد الرئيس أنه من منظور حقوق الإنسان رفضت مصر المزايدة على استضافة اللاجئين على أراضيها، وأن مصر تسعى – بإصرار وعزيمة – من أجل التقدم فى جميع المجالات لتوفير حياة كريمة لشعبها.
وأوضح أن الدولة المصرية أطلقت مبادرة “حياة كريمة” لتحسين أوضاع 60 مليون شخص فى الريف المصرى فى جميع المجالات ومن بينها التعليم والصحة ومعالجة المياه والرى والطرق والصرف الصحى وغيرها.
كما أكد الرئيس السيسى، أن فى مصر قيادة تحترم شعبها وتسعى من أجل تقدمه، ولا تنصاع لأى إملاءات لما تفعله.
وشدد السيسى على متانة العلاقات التى تجمع مصر ودول تجمع فيشجراد، معربا عن تطلعه لمواصلة تطوير تلك العلاقات لتصل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية مع تلك الدول.
وأعرب الرئيس، عن سعادته للقاء قادة تجمع فيشجراد للمرة الثانية ومناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، بما يعكس متانة العلاقات التى تجمع مصر ودول التجمع.
وأضاف السيسى، أن مصر ترتبط بعلاقات صداقة تاريخية مع دول تجمع فيشجراد، معربا عن اعتزازه لما تشهده تلك العلاقات من تعاون وثيق فى مختلف المجالات، والمستوى الرفيع من التنسيق والتعاون على المستويين الثنائى والمتعدد الأطراف.
وقال الرئيس، إن العالم واجه – فى العامين الماضيين – تحديات جمة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والصحية، نتيجة فيروس كورونا، مشيرا إلى أن استمرار الجائحة منذ قرابة العامين، أثبت أن البشرية مثلما تتشارك فى الأخوة الإنسانية، فإنها عرضة كذلك للتشارك فيما تواجهه من تحديات، مهما تفاوتت مستويات تقدمها، بما يفرض على المجتمع الدولى تضافر جهوده وتعزيز التعاون بين شتى الدول.
وأشار الرئيس، إلى أنه فى ظل إدراك مصر بخطورة التباين فى مسارات التعافى الاقتصادى بين الدول، حرصت على السعى لتوطين صناعة اللقاحات ليس فقط لتلبية احتياجات مواطنيها، لكن أيضا للتصدير الى القارة الإفريقية فى محاولة منها لرأب الفجوة بين الدول النامية والدول المتقدمة فى تلقى اللقاح، معربا عن تطلعه للتعاون مع دول التجمع لتحقيق هذا الهدف.
وقال السيسى، إن لقاء قمة تجمع فيشجراد تناول العديد من الموضوعات مثل الهجرة غير الشرعية والإرهاب، مثمنا مواقف “الصديق” رئيس الوزراء المجر فيكتور أوربان، والأصدقاء من بولندا وسلوفاكيا فيما يتعلق بدعم مصر.
وتابع: “لدى فرصة من خلال هذا المؤتمر ليسمعنى أصدقائى الأوروبيون، أنا أتصور أن الهجرة غير الشرعية كعنوان تعكس شكلا من أشكال حقوق الإنسان المفقودة فى منطقتنا، لكن من منظور مختلف، ليس منظور التعبير عن الرأى والممارسة السياسية”.
واستطرد: “هناك حقوق أخرى كثيرة لم تتوافر بعد فى منطقتنا، هل الدول الأوروبية مستعدة للمساهمة والمشاركة مع هذه الدول بالمنطقة فى تحسين أوضاعها السياسية والاقتصادية والثقافية، حتى نصل إلى مقاربة مختلفة لفهم ما يخص حقوق الإنسان والذى يكون دائما موضوعا جدليا كبيرا؟”.
وأوضح: “أتحدث عن مصر على سبيل المثال والدول الأوروبية، فأنا لا أرفض مناقشة هذا الموضوع، لكن مناقشته من أى مقاربة، هل من مقاربة توفير حياة كريمة لـ100 مليون مصرى، وهل أنتم كأصدقاء أوربيين ودول مهتمة بحقوق الإنسان على استعداد لتوفير لنا ذلك، وخلق فرص لحدوث توأمة مع جامعاتكم الأوروبية المتقدمة، حتى نقدم شكلا جيدا من التعليم يناسب متطلبات العصر، وهل أنتم مستعدون لنقل نوع من الصناعة فى بلادكم لبلادنا وتوطينها لتوفير فرص عمل لأكثر من 65% من شعبنا من الشباب؟”.
وأكد الرئيس، أنه لم يخرج مركب واحد للهجرة غير الشرعية فى مصر، لافتا إلى أن الهجرة التى جاءت إلى مصر كانت من الدول الإفريقية التى تعرضت إلى مشاكل وصل عددهم حتى الآن إلى 6 ملايين مواطن ومواطنة من إفريقيا ودول أخرى، عانت من عدم الاستقرار.
وقال: “مصر رفضت من منظور حقوق الإنسان أن تسمح بالمزايدة بهذه الفئة، والتى نسميهم فى مصر ضيوفا وليس لاجئين، فنحن لا نمتلك معسكرات للاجئين فى مصر، بل إنهم يعيشون بيننا مثل ما يعيش باقى المصريين، يتعلمون فى مدارسنا، ويتلقون العلاج فى مستشفياتنا، كما أننا وفرنا لهم اللقاح المضاد لفيروس كورونا على الرغم من قلة إمكانياتنا مقارنة بالدول الأوروبية المتقدمة”.
وأعرب الرئيس عن شكره على إهداء مصر 250 ألف لقاح مضاد لفيروس كورونا.
وأضاف السيسى: “أنا مسؤول عن حياة 100 مليون مواطن، والحفاظ عليهم، وهذا أمر ليس باليسير، أنتم تتحدثون وفى الوقت ذاته يوجد فى المجر 10 ملايين نسمة، وبولندا 40 مليونا، وجمهورية التشيك 10 ملايين”.