اللواء الدكتور سمير فرج يفتح قلبه وعقله لـ «بيان»: حوار الرئيس وسام وتكريمه أسعدنى كثيرا

- الرئيس السيسي يكشف لأول مرة: اللواء سمير فرج كان قائد كتيبتي و"العين مش هتترفع عن الحاجب" - الرئيس السيسي نجح فى القضاء على حكم المرشد.. وسيكتب له التاريخ أنه أنقذ مصر من الإخوان وتلقوا ضربة موجعة - الرئيس السيسي صاحب قرار و يتميز بالكثير من الحزم والجدية - صفقات السلاح لحماية مصالحنا - ليس غريباً على القوات المسلحة المصرية أن نجدها دوماً الدرع فى أوقات المحن والسيف فى أوقات الحرب

حوار أجراه: عاطف عبد الغنى ومنال قاسم

تابع المصريون وكثير من الشعوب العربية، بانبهار وشغف هذه المساجلة الإنسانية التى دارات فى بث مباشر على الهواء، بين رئيس مصر وجنرال سابق بالجيش المصرى، وقد كان الأخير ذات يوم قائدا لضابط شاب أصبح هذا الضابط فيما بعد رئيسا لمصر، ودار الحوار بين القطبين كالتالى:

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن اللواء سمير فرج، مدير الشئون المعنوية الأسبق، كان قائدا لكتيبته في الجيش منذ نحو 40 عاما.

وأضاف الرئيس – على هامش الندوة التثقيفية للقوات المسلحة في الذكرى الـ 48 لحرب أكتوبر: اللواء سمير فرج كان قائد كتيبتي وعمره ما ذكر ده، وده أمر أنا بقدره.

وأوضح الرئيس:

“كنت ملازم أول وقالوا المقدم سمير فرج جاي يمسك الكتيبة، وكان السمعة والقدرة العلمية معروفة جدا، وكان راجع من بريطانيا، ولما روحت بريطانيا، كان أشهر حاجة المناظرة اللي تمت بين شارون واللواء سمير فرج، طب أنا اتعلمت إيه منه، اتعلمت منه حل المشاكل، خدني ظابط استطلاع، وفوجئت إن كل المشاكل بيلاقي طريقة لحلها بهدوء ويسر وفكر، وكان ليا حظ إني خدمت معاه، كقائد للفرقة 33، فأنا بوجه ليه كل التحية والتقدير”.

و جاء رد اللواء سمير فرج:

“عمري ما ذكرت هذا حتى لا يقال أنني أتملق، ولن أتحدث في هذا الأمر مطلقا، كنت ملازم أول عبدالفتاح سعيد السيسي، ويوم ما سبت الكتيبة، كتبت التقرير السري، وعملت التقرير، وكان الملازم أول الوحيد اللي خد تقدير امتياز كنت حضرتك، ولما كتبت الامتياز، كتبت في تقرير ليه الامتياز؟، كنا بنلف في عربية جيب وحصلت عاصفة رملية، وبلغنا قيادة اللواء وبعتوا بلدوزر، والكتيبة كان فيها مواقع مناعية، وقلت النهار له عينين، والملازم عبدالفتاح السيسي، قالي المدنيين لازم يعدوا الصبح، ونزل الملازم عبدالفتاح يفتح الطريق، وقالي أنا حافظ الطريق يا فندم، وكلم الشئون الإدارية يجهزوا الفطار، وغير الفطار من جبنة بيضة إلى عدس عشان الشتاء، وطلب توزيع جبنة مثلثات بدل الجبنة اللي في صفايح عشان أسهل فى التوزيع، وتاني يوم قالي تمام في كل شيئ.

وواصل فرج: الظابط اللي ياخد كل القرارات دي، يبقى صاحب قرار، الكلام ده من 40 سنة وإديتك امتياز، ومكنتش عارف إنك هتكون رئيس جمهورية، القرار شفته لما بتخلص مصر من الإخوان”.

س و ج

على خلفية المقدمة السابقة كان لابد أن يكون سؤال “بيان” الأول للواء الدكتور سمير فرج هو:

– ماذا كان أحساسك أثناء هذا الحوار ؟

# كان فيها استدعاء للتاريخ، وكما قال سيادة الرئيس بيدوقونا طعم اللي اتعمل، الرئيس كرمنى بخلقه الرفيع وحفظه للعهد وعرفانه، ومصر عظيمة برجالها يكفى أن جميع من يحدثونى يذكروا قيمة ماقالة الرئيس وأنه إعلاء لقيمة الوفاء والخلق الرفيع لرئيس الجمهوريه تجاه رجال القوات المسلحة جميعا.

– حسب شهادتك أمام الرئيس أنه لولاه لأصبحت مصر كندهار واستطاعت مصر كسر شوكة تنظيم الإخوان بعد سقوطهم من سدة الحكم؟

# سيكتب التاريخ عن هذه الفترة وأن عبدالفتاح السيسى هو الذى خلّص مصر من الإخوان ونجح فى القضاء على حكم المرشد، وهذا حدث كبير ومهم، فإن لم يتخذ هذا الإجراء كان من الممكن أن تظل مصر لمدة 50 عاما، تحت حكم الإخوان وكان الموقف قد تغير بالكامل، وكنا أصبحنا مثل إيران وافغانستان اليوم، فالشعب الإيرانى – حتى الآن – لا يعرف كيف يتخلص من الحكم الإسلاموى المتطرف.

اللواء الدكتور سمير فرج يفتح قلبه وعقله لمحاوريه عاطف عبد الغنى ومنال قاسم

 اختراق الأمن القومى

– باعتبار سيادتك كنت فى المجلس العسكري خلال أحداث ٢٥ يناير، كيف قرأت سيناريو اختراق الأمن القومى، فى أحداث يناير وما أوجه التشابة والاختلاف بينها وبين ثورة 30 يونية؟

# ما حدث فى 25 يناير فالبعض يعتبره ثورة، والبعض يعتبره مجرد أحداث، لكنها فى الحقيقة كانت تحركا من الشعب لأنه كان يشعر أن هناك شيئا خطأ فى نظام الحكم، وبالرغم من أننى أحب الرئيس مبارك، إلا أن السنوات العشر الأخيرة من حكمه كانت فترة صعبة جدا وبها مشكلات كثيرة.

 طالع المزيد: سمير فرج: نصر أكتوبر أعظم ذكرى للجيش المصرى

ولو كان «مبارك» قد ترك الحكم بعد 20 سنة كان الوضع قد تغير، ولذلك فإن أحداث 25 يناير نحمد الله أن مصر خرجت منها سليمة، وأستشهد ببعض الآراء فقد كان لدينا أكبر مسئول أمريكى، تولى وظائف رئيسية فى الـ20 عاما الماضية بأمريكا، وقت حدوث ثورة 25 يناير، والذى صرح بأن المجلس العسكرى استطاع أن يخرج مصر من هذه الثورة دون أن تصبح مثل سوريا أو العراق، فمصر لو تعرضت للسقوط لسقط العالم العربى بأكمله، فما تم فى 25 يناير سواء كان ثورة أو مجرد أحداث نحمد الله أننا خرجنا منها سالمين بفضل حكمة المجلس العسكرى.

أبرز التحديات

– ما أبرز التحديات التى تواجهها مصر الآن فى ظل فترة يسودها البناء والتعمير فى كافة المجالات؟

# أعتقد أن أبرز التحديات تجلت فى القفزة الاقتصادية التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فهو يعمل على كافة الأصعدة من أجل تحقيق طفرة اقتصادية حقيقية، وحياة كريمة ليست عنوان فقط ولكنها تحدى حقيقى لتوفير حياة تليق بكل مواطن، فالتحديات كثيرة خاصة أنه لأول مرة فى تاريخ مصر لدينا أربعة اتجاهات استراتيجية مهددة، لكن مصر دولة قوية بقائدها وشعبها.

وهذه الاتجاهات الأربعة تشمل سيناء بوابة مصر الشرقية وما يحدث فيها من عمليات إرهابية يتم حصارها بأبطال مصر من قوات الجيش وجنوبا المياه والبحر الأحمر وباب المندب مع الحوثيين وإيران وإثيوبيا، وغربا فى ليبيا وشمالا غاز وثروات البحر المتوسط لدرجة أن بعض المحللين والخبراء يصرحون بأن الحرب القادمة هى حرب الغاز والمياه.

ولولا قوة القوات المسلحة لكانت مصر مطمعا للجميع، فمصر الآن دولة قوية عصية على أهل الشر تواجه أعتى التحديات لكنها قوية ومتماسكة ويكفى «السيسى» شرفا أنه خطط ونفذ وقاد مسيرة الإصلاح الاقتصادى التى تعثرت على مدى عقود طويلة، وعمل على دعم قواتنا المسلحة، ويحسب له أن فى عهده تم ترسيم الحدود البحرية.

ونحن نمتلك الآن قوة الردع ليس للعدوان على أحد ولكن للحفاظ على مقدرات الشعب واستثماراته، فمصر اليوم هى القوة رقم 9 عسكريا فى العالم ورقم 6 بحريا فى وقت تخوض فيه مصاعب ثلاث معضلات كبرى هى الحرب على الإرهاب ووباء «كورونا» والإصلاح الاقتصادى، التى حققت فيها خطوات إيجابية كبيرة.

ويرد على أسئلة رئيس التحرير

الصراعات القادمة

 – فى تصريحات سابقة قلت إن الصراعات القادمة بالمنطقة ستكون على الغاز والبترول فى البحر المتوسط فهل ترى أن توقعاتك تحققت؟

# هى تتحقق بالفعل، فالصراع كان على المياه لكن مشكلة المياه ستحل، لأن هناك قانونا دوليا سوف يحكمها، لكن الصراع القادم هو صراع الغاز فى منطقة شرق المتوسط، وهذه معلومات نشرت ضمن وثيقة، فشرق المتوسط سيصبح هو المشكلة القادمة، فالدول كلها لديها غاز إلا تركيا وذلك بناء على الدراسات الجيولوجية الأمريكية خاصة أن بعض الأراضى فى قبرص واليونان كانت فى الأصل تابعة لتركيا.

وعندما قامت الحرب العالمية الأولى وهزمت تم ضم هذه الأراضى لليونان وقبرص، فالصراع القادم سيكون على الغاز والبترول، فلماذا اتفقت تركيا مع ليبيا وقامتا بترسيم الحدود؟.. كل ذلك فى سبيل الغاز، فأطماع أردوغان فى ليبيا ودافعها الثروة غاز ونفط.

جهود القوات المسلحة

– وما تقييمك لجهود القوات المسلحة فى ملف الحرب على الإرهاب فى سيناء؟

# لابد من التعاون الأمنى بين الدول سواء على مستوى تقديم المعلومات عن التمويل وتدريب العناصر الإرهابية واحتضانها، وانتفاء شخصيات جديدة فى قياداتهم، فعلى سبيل المثال فإن فرنسا أغلقت عدة مساجد  لأنها تدعو إلى الإرهاب الدينى المتطرف، فلابد أن يكون هناك تضييق خناق على عناصر الإرهاب من خلال عقد مؤتمر عالمى يتم الاتفاق فيه بين الدول على سبل مجابهة الإرهاب الدولى الإسلاموى المتطرف، والحمد لله فإن القوات المسلحة تسير بخطوات ثابتة وجيدة جدا فى مجابهة العناصر الإرهابية فى سيناء.

وقد قلت التفجيرات والخسائر التى كانت تحدث بشكل مستمر، وبالرغم من حدوث بعض العمليات الإرهابية الصغيرة التى يهدف منها عناصر وفلول الإرهابيين إثبات وجودهم، وبث رسالة لمن يمولونهم بأنهم مازالوا متواجدين ويعملون حتى يتلقوا التمويل فى سبيل ذلك، إلا أن القوات المسلحة لديها خبرة كبيرة فى التعامل مع ملف الإرهاب وقد حققت نتائج جيدة ومذهلة.

الشعب

– هل تعتقد أن ما يتم من إصلاحات اقتصادية سيحسب للشعب؟

# الإصلاح الاقتصادى كان إجراء مهما ورائعا، والبطل الثانى بعد الرئيس هو الشعب المصرى والمرأة المصرية التى تحملت نتائج هذا الإصلاح، وما يتم فى مصر الآن إعجاز مذهل، فعلى سبيل المثال تم تطوير وإحياء 11 بحيرة فى مصر مثل بحيرة المنزلة والبروديل والبرلس، ثانيا إقامة مدن للذهب والحرفيين والجلود والأثاث، وإنشاء مدن خارج الدلتا، أيضاً تطوير شبكات الطرق والبنية التحتية ومشروع التأمين الصحى وتطوير الريف وغيرها من المشروعات القومية الكبرى.

– هل ترى ثنة هناك مشاكل تعرقل الاستمرار فى التنمية ؟

# مشكلتنا فى مصر هى الإدارة، فلابد من المتابعة المستمرة بعد التخطيط ثم التطبيق، ولذلك الرئيس السيسى نجح بسبب متابعته المستمرة والدقيقة لكافة المشروعات، فنحمد الله على استقرار مصر والمشروعات الكبرى التى تقام فيها، وفى ظل أزمة «كورونا» اتخذت الدولة إجراءات هائلة لعبور الأزمة، بالإضافة إلى أن ما يتم فى الملف الاقتصادى المصرى رائع.

الجمهورية الجديدة

– ونحن ندخل عصر الجمهورية الجديدة ما هو دور الجيش فى هذه الجمهورية؟

# ليس غريباً على القوات المسلحة المصرية أن نجدها، دوماً، الدرع فى أوقات المحن، كما نجدها السيف فى أوقات الحرب، فدائما نجد القوات المساحة عاملا مشتركا في أغلب المهمات التي تتطلب إنجازها بسرعة، وهذا ما يدعونا، كعسكريين، ومدنيين، للفخر بها، وبأفرادها، ونظامها، لثقتنا، اللانهائية، فى قدرتها على تخطى الأزمات، ولما تبذله من جهد، وتضحيات، لتأمين الوطن، فالقوات المساحه تتحمل المهمة، والمسئولية، بسرعة وإنجاز.

– ما هو بالتحديد دور الجيش فى مشروعات البناء والتنمية التى تقام فى ربوع  مصر المختلفة ؟

# الجيش بيشرف على التخطيط والتنفيذ والاستلام من الشركات التى تنفذ المهمات  لكن الناس فاكرين الجيش بيشتغل بقواته لكن لأ.. عمل الجيش فى مشروعات الخدمة الوطنية، لكن “مفيش عسكرى لابس أوفرول بينزل ينفذ مشروع”،  الجيش يعمل فى مهماته فقط مثل إزالة الالغام وما إلى ذلك، ودوره أنه بينفذ بسرعة ويشرف على الإجراءات ويتسلم من الشركات إذا  كان موعد استلام المشروع.

حروب الشائعات

– فى زمن حروب الشائعات وحروب الجيل الرابع واللعب على تغييب الوعى الوطنى، كيف نحمى الجيش من اختراق هذه الدعايات لصفوفه؟

# فى معركة الوعى، يهتم الجيش بعقلية الضابط والمجند، فقائد الفصيلة مسئول عن تثقيف المجند، وجريدة القوات المسلحة أصبحت فى يد كل جندى، وهناك الاهتمام بالمجند وكل مايخصه، ورفع مستواه، مهمات إعاشته من إيواء وأكل وملابس، فرفع الروح المعنوية للمجند مهمة.

الرسالة

– ما هو حلمك للوطن، والرسالة التى توجهها، وإلى من؟

# رسالتى للشعب المصرى: ساندوا قيادتكم وضعوا أيديكم فى يد الرئيس السيسى، لأن هذا الرجل يعمل لصالح البلد وليس له هدف غير مصلحة الوطن، وما يتم الآن وخلال السنوات الماضية أعتقد أنه لم يكن يتم فى 30 سنة مضت، وأتمنى الخير لمصر شعبا وجيشا  وأولادى وأحفادى.

.. من هو سمير فرج ؟  

هو المفكر والخبير الاستراتيجى اللواء الدكتور سمير فرج، أحد صقور القوات المسلحة المصرية، ولد فى 14 يناير بمدينة بورسعيد، وتخرج فى الكلية الحربية عام 1963، والتحق بسلاح المشاة ليتدرج فى المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكى، كما التحق بكلية «كمبرلى» الملكية بإنجلترا إحدى أكبر كليات العلوم العسكرية والأمن القومى فى العالم، وفور تخرجه بتفوق «الأول على دفعته»، تم تعيينه مدرسا بها، ليكون أول ضابط من خارج دول حلف الناتو والكومنولث البريطانى يعمل مدرسًا بهذه الكلية الرائدة.

شغل اللواء سمير فرج العديد من المناصب المهمة فى القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات وهيئة البحوث العسكرية وعمل مدرسا فى معهد المشاة ومدرسا بكلية القادة والأركان.

كما تتلمذ على يديه الكثير من الشخصيات العسكرية والسياسية البارزة خلال عمله مدرسا فى معهد المشاة، وفى كلية القادة والأركان المصرية ومديرا لمكتب المخابرات الحربية.

وله العديد من المؤلفات العسكرية والكتب المهمة، فيما يخص أساليب القتال فى العقيدة الغربية العسكرية.

ولم تقتصر حياته العملية على المناصب العسكرية، فقط، لكنه شغل العديد من المنصاب المدنية الحيوية عقب انتهاء خدمته العسكرية، فقد عمل وكيلاً أول لوزارة السياحة ورئيس دار الأوبرا المصرية ومحافظ الأقصر.

كما شغل العديد من عضويات الجامعات والمراكز البحثية العالمية، فهو عضو مجلس إدارة كلية الفنون الجميلة بجامعة عين شمس ومجلس إدارة جامعة جنوب الوادى فى قنا والمجلس الأمريكى المصرى، ومثل مصر لمدة عامين كعضو مركز الدراسات الاستراتيجية فى لندن.

حصل «فرج» على العديد من الأوسمة والتكريمات مثل وسام الجمهورية من الطبقة الثانية، ونوط الواجب العسكرى «الطبقة الثانية»، ونوط الخدمة الممتاز وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة.

كما كرمه رئيس الجمهورية الأسبق وكرمه الاتحاد الأوروبى لتحويل الأقصر لأكبر متحف مفتوح وإعادة فتح «طريق الكباش»، وكرمته أكثر من 20 جامعة مصرية خلال محاضراته السنوية بها فى احتفالات مصر بذكرى حرب أكتوبر 1973.

 

صورة تذكارية اللواء سمير فرج وعاطف عبد الغنى

زر الذهاب إلى الأعلى