بشرة أمل.. كيف نجح العلماء في زرع “كُلية” خنزير بجسم إنسان ؟
كتب- باسل عبد الغني
خلال الساعات القليلة الماضية أعلن جراحيين أمريكيين نجاح عملية زرع كِلية خنزير في جسد امرأة مريضة متوفاة دماغياً، دون أن يرفض جهاز المناعة في جسم المتلقي العضو المزروع.
اقرأ أيضا.. بأمر الرئيس.. طفلة الرويسات داخل معهد القلب لإجراء عملية جراحية
الأمر الذي أثار ضجة كبيرة ليس في أمريكا وحدها بل في العالم بالكامل، وهو تقدم كبير يحتمل أن يؤدي في نهاية المطاف للتخفيف من النقص الحاد في الأعضاء البشرية الجاهزة للزراعة، لكن تلك ليست المرة الأولى من نوعها.
ليست المرة الأولى
الحقيقة أن هذا النوع من العمليات ليس المرة الأولى فقد سبق استعمال بعض خلايا ودماء الخنازير، كما تم استخدام صمامات قلب الخنزير في البشر، وصناعة دواء «الهيبارين المميع للدم» المضاد للتخثر لمنع تشكل تخثرات في الدم وهو مشتق من أمعاء الخنازير.
جلد الخنزير
فيما يتم استخدام ترقيع جلد الخنزير على الحروق وقد استخدم الجراحون الصينيون قرنيات الخنازير لاستعادة البصر، أول عملية زرع قرنية من خنزير إلى إنسان حدثت في عام 1838، حسب صحيفة «ذي جارديان» البريطانية.
خلايا الخنزير تساعد في علاج مرض السكري
وبالعودة إلى عام 2011، تجد ، عملت على تطوير عمليات زرع خلايا الخنازير لعلاج أمراض مثل السكري ومرض باركنسون ومرض هنتنغتون (مرض وراثي نادر يصيب الخلايات العصبية) والسكتة الدماغية وفقدان السمع، باستعمال خلايا سلالة فريدة من الخنازير، والتي تأتي في الأصل من جزر أوكلاند.
قامت شركة «LCT» ومقرها مدينة أوكلاند في نيوزيلندا، بتصميم وبناء مرافق خاصة لإيواء الخنازير والتأكد من بقائها خالية من مسببات الأمراض وأن تظل صحية وتظهر سلوكيات طبيعية.
وتمت تجارب زرع خلايا الخنازير كعلاج لمرض السكري من النوع الأول، حيث ينتج داء السكري من النوع الأول عن فقدان الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس.
كلية الخنزير
يذكر أن الجراحون أقدموا نحو تجربة فريدة من نوعها، تشمل تثبيت كلية خنزير داخل جسم إنسان، حيث كان إدخالهم الخنزير ضمن الحيوانات، اللاتي يحصلن من خلالها على الأعضاء، هي أحدث الأبحاث لمعالجة نقص الأعضاء، لكن السكر الموجود في خلاياها، هو غريب عن جسم الإنسان، يسبب رفضًا فوريًا للأعضاء في جسم الإنسان، وكانت الكلية المستخدمة في هذه التجربة من حيوان معدل جينيًا، ليساعد في القضاء على هذا السكر وتجنب هجوم الجهاز المناعي.
وتضمنت العملية التي أجراها الجراحون ربط كلية الخنزير باثنين من الأوعية الدموية الكبيرة خارج جسم المتوفي وراقبوها لمدة يومين، وبالفعل أدت الكلية دورها الطبيعي بتصفية الفضلات وإخراج البول ولم تواجه مشكلة خلال تلك المراحل.
وقال الدكتور روبرت مونتجمري، الذي قاد الفريق الجراحي في سبتمبر في جامعة نيويورك «لانجون هيلث» في مدينة نيويورك: «كان للكلى وظيفة طبيعية تمامًا.. ولم يكن لديها هذا الرفض الفوري الذي قلقنا بشأنه».
ويذكر أن حلم زراعة الأعضاء من حيوان إلى إنسان أو زرع الأعضاء الخارجية تعود إلى القرن السابع عشر بمحاولات متعثرة لاستخدام دم الحيوان في عمليات نقل الدم.
وبحلول القرن العشرين، كان الجراحون يحاولون زرع أعضاء من قرد البابون إلى البشر، ولا سيما «بيبي فاي»، الرضيع المحتضر، الذي عاش 21 يومًا بقلب قرد، حسب الصحيفة.
وأضافت أنه مع عدم وجود نجاح دائم وكثير من الضجة العامة حول الفكرة، تحول العلماء من الرئيسيات إلى الخنازير، والعبث بجيناتهم لسد الفجوة بين الأنواع، حيث تتمتع الخنازير بمزايا مقارنة للقرود والقردة، وذلك لأنها يمكن تناولها عالميًا على مستوى العالم، لذا فإن استخدامهم لأعضائها لا يثير مخاوف أخلاقية.