لمرضى هشاشة العظام.. «نوفارتس» تستعد للكشف عن دواء يعيد نمو غضاريف الركبة (فيديو)
كتب: على طه
استلهم باحثو شركة “نوفارتيس”، من كائنات الحياة البرية، (التى تعيد ذاتيا نمو أجزاء من أجسادها) تطوير علاجًا يعمل على إعادة نمو الغضاريف المتآكلة في مفصل “الركبة” وخاصة فى حالات مرضى هشاشة العظام.دواء
ويقول باحثو “نوفارتيس”، إنها محاولة طموحة لإيجاد علاج لتجديد الأنسجة، مضيفين أن هذه البحوث هى جانب من جهد أوسع في “نوفارتيس” لإيجاد طريقة لعلاج هشاشة العظام.
ويوضح باحثو “نوفارتيس”، أن الحالة المرضية تحدث عندما تتدهور الوسادة الملساء التي تحمي المفصل بمرور الوقت حتى يتبقى القليل من الحماية، وغالبًا ما يحتاج المرضى فى الحلات المتقدمة من المرض إلى استبدال المفاصل جراحيًا.
ويشير الباحثون أنه حال نجاح هذه البحوث، فسوف تقلل آلام المرضى ، ويتجنبوا استبدال الركبة ويمكّن المرضى من استعادة حركتهم.
وتصيب هشاشة العظام أكثر من 300 مليون شخص حول العالم، والسبب الأكثر شيوعًا للإعاقة هو التقدم فى السن.
ومع استمرار الارتفاع فى معدلات العمر بالنسبة لسكان العالم، تصبح إصابات الركبة أكثر شيوعًا بين الشباب، ويزداد عبء هشاشة العظام.
وحتى الآن، لا توجد خيارات علاج معتمدة لعلاج المرض بشكل مطلق، ولكن تركز الأدوية الموجودة على تخفيف الأعراض بدلاً من معالجة مصدر المرض، فقط يحصل المرضى على أدوية تسكن الالام مؤقتا، لكن لا شيء يمكن أن يمنع المرض من التفاقم.
تقول مارينا ميلوتينوفيتش ، التي تقود تطوير عدد من العلاجات المحتملة لهشاشة العظام في نوفارتيس: “إن الخيارات المتاحة حاليًا تحجب فقط تطور التهاب المفاصل”. “هناك حاجة كبيرة للعلاجات التي يمكن أن توقف المرض، أو حتى تعيد الركبة صحيحة بشكل مثالي.”
طالع المزيد| توجيهات رئاسية بتوفير كافة الموارد المالية لدعم وتطوير صناعة الدواء
ويتيح الغضروف لمفاصل الركبة التحرك بسلاسة، ولكن في بعض الأشخاص، يمكن لعوامل مثل الإصابات والسمنة أن تؤدي إلى تآكل الغضروف وتتسبب في تفككه إلى قطع، والعلاج فى هذه الحالة يبدأ بتنظيف الركبة عن طريق تجميع فريق من البروتينات التي تتخلص من أجزاء الغضروف المهملة، وهذه العملية مؤقتة.
وإذا كانت العملية السابقة تساعد في التخلص من الأنسجة المنفصلة، فأنه مع المرضى الذين يعانون من هشاشة العظام، تستمر عملية التنظيف ويمكن أن تلحق الضرر بالغضروف السليم، وتصل إلى أن تتآكل الوسادة الواقية وتحتك العظام ببعضها البعض وتسبب الألم والتصلب وضعف الحركة.
والغضروف هو وسادة واقية تمكن الركبتين والمفاصل الأخرى من التحرك بسلاسة.
وفي المرضى الذين يعانون من هشاشة العظام، يتلاشى حتى تحك العظام معًا ويسبب الألم والتصلب وضعف الحركة.
ويقول سيليست سكوتي ، الذي يقود فريق التطوير السريري الذي يعمل على هذا العلاج “إذا كنت تعاني من إصابة في الغضروف، فإنها تزداد سوءًا بمرور الوقت”، مضيفا أن هناك حاجة ماسة للعلاجات التي يمكن أن توقف المرض أو حتى تعيده بشكل مثالي.
ويعمل فريق “نوفارتيس” على الوصول لعلاج التهاب المفاصل، حيث الأمل فى العلاج الاستقصائي، الذي اكتشفه باحثو نوفارتيس، ويمكن أن يحفز الغضروف في الركبة للنمو مجددا، وملء الحفر والفجوات الموجودة بأنسجة صحية تعمل مثل الغضروف الطبيعي.
في الدراسات المبكرة للعلاج ، كان على الباحثين في شركة “نوفارتيس” اكتشاف كيفية التحقق من أن الغضروف المتجدد يكون عالي الجودة.
ومكنت تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي المتقدمة فريق البحث من فحص مفاصل الركبة قبل العلاج وبعده وتصوير الغضروف المتجدد على مستوى الجزيئات.
وأظهر صور الرنين المغناطيسي كيف تمتلئ آفة غضروف الفخذ بغضروف سليم على مدار ستة أشهر بعد إعطاء الطب التجريبي.
ويلزم إجراء مزيد من الاختبارات في الدراسات السريرية لإثبات أن العلاج التجريبي آمن وفعال.
يتذكر أحد الباحثين المرة الأولى التي رأى فيها ثقوبًا في الغضروف تغلق بمرور الوقت، وعلق على ذلك قائلا: “لقد كانت لحظة مدهشة.. هذا لا يحدث بالصدفة.. أن آفات الغضروف تزداد مع مرور الوقت، ورصدنا في الدراسات الأولية كيف أعاد تدخلنا نمو الغضروف”.
ويؤكد فريق البحث أنه يلزم إجراء مزيد من الاختبارات في الدراسات السريرية لإثبات أن العلاج التجريبي آمن وفعال، وأن دراسة المرحلة IIb جارية في مواقع مختلفة حول العالم.
وإذا نجح العلاج ، يمكن أن يساعد المرضى على الشعور بألم أقل واستعادة القدرة على الحركة وتجنب جراحة استبدال الركبة.