سيد الطاهر يكتب: مدبولى يعلن عن قوة مصر الكامنة فى الطاقة

كثيراً هو الحديث عن قوة مصر الناعمة الممثلة فى الأزهر والكنيسة والفنون وآرث مصر الحضارى الفرعونى و القبطى و الإسلامى، وغيرها من القوى الكامنة فى أعمدة الدكتور ميلاد حنا السبعة.

واليوم خلال زيارة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى للعاصمة الفرنسية باريس تتصدر الطاقة جلسة مباحثات رئيس الوزراء و الوفد المرافق له، والذى يتقدمه الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء لتتصدر أخبار الطاقة النظيفة ومشروعاتها عناوين الأخبار، ليؤكد أن المحرك الأساسى لأى إقتصاد هو الطاقة ليس فقط بمعناها اللغوى بل بمحتواها الإقتصادى الشامل، فمصر تمتلك قوة ضاربة من الطاقة .

وعلى الرغم من طبيعة مشروعات الطاقة التى تتميز بطول أمد ثمارها، فأن إنجازات الطاقة فى مصرسريعة الإثمار والإنتاج ، ومشروعات مصر فى الفترة الأخيرة حولتها من دولة تعانى عجز فى الطاقة نتيجة ظروف سياسية و إقتصادية إلى دولة رائدة تنتج طاقتها، وتمتلك فائضا ومخزونا إستراتيجيا يجعل من الطاقة لأول مرة جسر للتواصل بين مصر بثقلها الإقليمى وبين جيرانها ليس فقط فى الشرق الأوسط، ولكن أيضا دول الجوار بل جسر غاطس فى مياه المتوسط ينقل الطاقة من مصر إلى امتدادها الحضارى فى اليونان وقبرص، ويعيد تشكيل الخريطة العالمية التى تتحكم الطاقة فى ملامحها.

و بالنظر إلى قوة مصر الكامنة فى طاقتها، سنجد أن قوتها نابعة من نقاء مصدرها، فالعالم اليوم لم يعد يبحث عن الطاقة فحسب بل الأهم أن تكون الطاقة نظيفة، وهو ما أكد عليه رئيس الوزراء خلال حديثه لينقل للشركات الفرنسية التى أصطفت أمامه، أن مصر تشارك العالم إرداك أهمية الطاقة النظيفة، ومصر فى جمهوريتها الجديدة تمد يدها للقطاع الخاص للمشاركة فى مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة التى تعد أحد أبرز المجالات الواعدة فى مصر.

طالع المزيد| م. سيد الطاهر يكتب: من محاور الطرق إلى محاور الطاقة

وأكد أضا رئيس الوزراء أن مصر بجمهوريتها الجديدة تمد يدها لأى مبادرة جادة تسعى للتقدم فى مجال الطاقة.

ومصر من الدول القليلة التى تناقش بشكل جاد مشروعات الهيدروجين الأخضر، وشهدت توقيع أول تعاقد بين شركتى قطاع خاص برعاية صندوق مصر السيادى، بما يعكس إيمان الدولة المصرية بأهمية دور القطاع الخاص المؤهل بفضل التسهيلات الإستثمارية ورعاية القيادة السياسية لقيادة خطة تنمية شاملة تصنع قوة تنافسية قادرة على خلق فرص كبيرة للتصدير.

وهنا لا نتحدث عن فائض الطاقة الذى يتم مشاركته مع دول الجوار مثل ليبيا والسودان أو عقود الربط الكهربائى التى تم توقيعها مؤخراً مع المملكة العربية السعودية، بل نتحدث عن التصدير لأبعد من ذلك، ليس جغرافياً فقط بل القدرات تحطم الأرقام المؤلوفة لتبنى أرقام جديدة كانت فى الماضى درب من الخيال.

ولم يكن الغاز الطبيعى ببعيد عن جلسة رئيس الوزراء التى أثارت شهية المستثمر الفرنسى، حيث أكد رئيس الوزراء أن مصر تتخذ كل خطوة جادة من شأنها تعزيز الأستفادة من الموارد الطبيعية وعلى رأسها الغاز وعملية تسييله، بل أن تحويل مصر إلى إلى مركز إقليمي للغاز الطبيعى هو استراتيجية حكومية تدعمها بنية تحتية ضخمة لتسييل الغاز، وموقع جغرافى فريد.

زر الذهاب إلى الأعلى