أبو العلا السلامونى يكتب: خطاب مفتوح إلى (السيدة الدكتورة) محافظ دمياط
لم يحدث فى أى مكان فى مصر والعالم أن تم هدم مسرح وإزالته من الوجود دون اعادة بنائه.
وبأمر رسمى من المسئولين وليس بأمر من المتطرفين أو الجهلاء، هذا وللأسف الشديد يحدث فى محافظتنا دمياط التى تعتبرأعرق محافظات مصر، وأقدم موانيها، وأكثرها تعرضا للغزوات وأهمها شهرة فى الصناعات، وبها أقدم قرية سياحية مصرية، وربما فى المنطقة (رأس البر).
وهى المحافظة التى أنجبت نخبة من أفضل الأدباء والعلماء والمفكرين والسياسيين.
وكل ما سبق لم يشفع لها إعادة بناء ماهدم من “مسرحين” عريقين، حتى كدنا نحن المثقفون فى دمياط نتمنى أن تخسف بنا الأرض خجلا حين يؤنبنا أحد بأننا هدمنا صرحين عريقين للثقافة، الأول “مسرح مجلس مدينة دمياط”، الذى عرضت على خشبته وخرجت مسرحيات كبار المخرجين، ومنهم سعد أردش، ونبيل الألفى، والثانى “مسرح 6 أكتوبر برأس البر” الذى يعود تاريخه إلى أوائل القرن الماضى، حين كانت الفرق التى أنشأها طلعت حرب تأتى رأس البر ومعها كبار فنانى مصر وأدبائها ونخبتها السياسية، فضلا عن حفلات أم كلثوم أثناء المصيف.
طالع المزيد| وزير الإسكان ومحافظ دمياط يبحثان مقترحات تطوير بعض المناطق بمدينة رأس البر
التخطيط تستعرض منظومة حياة كريمة مع مسئولي المبادرة في 15 محافظة
ألم يستوعب أحد ما يردده الرئيس السيسى، فى كل حين من أن قضية مصر اليوم هى قضية الوعى؟، وهو ما يلقى على عاتقنا أهمية بناء هذا الوعى بأدواتنا الثقافية، وعلى رأسهاالمسرح.
والحقيقة أن المسرح ليس مجرد مبنى، كما قد يظن البعض وإنما هو بوتقة لكل الفنون التى تنمى الوعى وتبنى الإنسان، الذى هو أساس مشروعنا القومى “حياة كريمة” الذى نصرف عليه دم قلبنا.
إن وجود مسرح فى مكان يعنى بؤرة متوهجة من الشعر والنثر والموسيقى والرقص والأداء والتشكيل والإعلام وغيرها، وكل هذا يعنى بناء الروح والوعى وتوظيفهما من أجل بناء الجمهورية الجديدة.
لا أريد أن أطيل، ولكن أود أن أنبه الدكتورة منال عوض، محافظ دمياط إلى خطورة وأهمية هذا الأمر الذى إذا سكتنا عليه فانه يعتبر بمثابة خيانة عظمى فى حقنا وحق الوطن.
هذا وبالله التوفيق.