المذيع الأردني محمد عمر: السوشيال ميديا تنساق وراء المجهول.. ومؤتمرات الشباب حلمٌ للإبداع
- أثناء التعليق الصوتي أشعر بالشغف للنهاية مثل المشاهد.. والعمل الوثائقي لا يُضاهيه أي عمل إعلامي.
- إنتاج الأفلام الوثائقية غير متاح في مصر.. والساعة الوثائقية تكلفتها 15 مليون دولار.
- البعد عن القراءة ساهم في شهرة الأفلام الوثائقية عند العرب.
- مصر لها مكانة كبيرة في قلبي.. وأحب الشعب المصري.
- إتقان اللغة العربية والثقافة يُميزان المذيع عن غيره.
حوار: إسلام فليفل
درس الصحافة والإعلام في جامعة “البتراء” بالأردن، وعمل في عدد من المحطات المحلية لقرابة الـ٨ سنوات، وكان أصغر معلّق صوتي في الثامنة من عمره.
اقرأ أيضا| الكاتبة النمساوية سونيا بوماد لـ”بيان”: ثقب الذاكرة الأسود ساعدتني في تخطي أزمة كورونا.. وأضع نفسي مكان القارئ قبل أن أكتب
أُعتمد صوته في الإذاعة والتعليق، ليكون مذيعًا بارعا في “سكاي نيوز”، ومعد تقارير في هيئة الإذاعة البريطانية خلال عام ٢٠١٨، حيثُ تنقل بين الفضائيات وهو محمّل بالخبرات والأفكار المُختلفة، ليصبح واحدا من أفضل المذيعين الأردنيين.
هو المذيع الأردني محمد عمر، والتي أجرت معه “بيان” حوار ساخن، كشفت من خلاله أبرز الجوانب الخفية في حياته الشخصية والمهنية.
وإلى نصّ الحوار:
في البداية.. كيف كانت رحلتك التعليمية في مجال الإعلام والمهنية حتى الآن؟
درست الصحافة والإعلام بجامعة البتراء في الأردن، عملت خلالها في عددًا من المحطات المحلية في الأردن لثمانية سنوات، وبدأت في التعليق الصوتي منذ كنت في الثامنة عشر من عمري في ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي، وكنت أصغر ملعق صوت معتمد هناك في الوطن العربي.
علقت على الآلاف من الساعات الوثائقية، وكنت أعمل في نفس الوقت كمقدم تليفزيوني وإذاعي، ثم سافرت الإمارات للعمل كمذيع أخبر رئيسي بقناة “الآن” لمدة خمس سنوات، وفي عام 2017 التحقت للعمل بإذاعة سكاي نيوز الجديدة، وصحفي ومعد تقارير أيضا في هيئة الإذاعة البريطانية خلال عام 2018، ثم انتقلت للعمل كمذيع أول في قناة Trtعربي منذ أكتوبر 2018 وحتى الآن.
بالنسبة لك.. ما الفارق بين عملك كمعلق صوتي وعملك كمذيع تلفزيوني؟
الفارق بينهما كبير، فالإمكانيات التي يملكها المعلق الصوتي كبيرة من حيث الصوت واللغة ومخارج الحروف، أي أن كل شيء يكون متوفرا لديه، وإذا استطاع المذيع اكتساب مثل هذه المهام يكون من السهل جدًا عليه اكتساب المهارة التليفزيونية، فالتعامل مع الكاميرا ليس بالشيء الصعب، وإنما يحتاج إلى خبرة أقل من التعليق الصوتي، عكس الميكروفون أحد أصعب الأشياء التي تواجه المذيع وتحتاج خبرة كبيرة.
ومن هنا فإن المعلق على البرامج الوثائقية يكتسب كل مخارات التعامل مع الميكروفون، وعندما ينتقل إلى العمل التليفزيوني يكون اكثر إبداعًا، اما بالنسبة لي فالعمل الوثائقي لايضاهيه أي عمل إعلامي آخر.
في رأيك ما الذي ينقص مصر لإنتاج قناة وثائقية مثل ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي؟
صناعة الفيلم الوثائقي أكثر الصناعات الإعلامية صعوبة، وذلك لتكلفتها المادية الكبيرة، وهذا قد يكون العائق أمام إنتاج مصر لقناة وثائقية محترمة لحد الآن، فقد تصل تكلفة الساعة الوثائقية في بعض البرامج لـ” 15مليون دولار”.
كما أن القائمين على الصناعة الوثائقية ليسوا مذيعين ولا مقدمين ولا إعلامين، فمن يصور هذه الأفلام معظمهم علماء تابعين لجمعيات ترعاهم مؤسسات ومنظمات دولية، فلكي تصور مشهد في الغابة يتضمن لقطة واحدة لحيوان معين قد تظل أيام منتظر بالغابة.
فلك أن تتخيل تكاليف إنتاج ساعة الوثائقي، وبالتالي فإن القنوات التي تشتري هذه الأفلام الوثائقية بلغتها الأصلية الأجنبية ويتم إعادة دبلجتها يدفعون تكلفة عالية جدًا للحصول عليها بشكل رسمي من الجهة المنتجة.
لماذا تكتسب الأفلام العلمية اهتمامًا أكثر من غيرها؟
يعد المحتوى الوثائقي من أهم المحتويات الأعلى مشاهدة في الوطن العربي، فالمواطن العربي يحب الثقافة خاصة السهلة، فيحضر ويسمع ويشاهد، والأشياء الغامضة المثيرة قد تكون محل اهتمام منه، فالشعوب العربية نتيجة عزوفها عن القراءة، لديها نقص معرفي في جوانب معينة كالتكنولوجيا والأشياء العلمية والفلكية، والكوارث والتاريخ.
لذلك تلعب الأفلام الوثائقية على هذا الوتر فتستغل غريزة حب المعرفة لدى البشر، فتقنع المشاهد باستكمال الفيلم آخره، فيظل مع القصة بإثارتها وتشويقها ليعرف ما ستؤول إليه النتائج.
محمد عمر الصوت الأشهر لدى المصريين المتابعين للأفلام والبرامج الوثائقية، فما القيمة التي يمثلها ذلك لك؟
مصر لها في قلبي مكانه خاصة، وبكل صدق هذا شيء مشرف للغاية لي، وأشعر بأن الساعات والأيام والليالي الت قضيتها داخل الاستوديو خلف الميكروفون للتعليف علىى فيلنم وثائقي لم تذهب سُدى، فضلًا عن أن قلبي دائمًا يحمل لمصر ولأهل مصر الكثير من الحب، ولي أصدقاء مصريين كثيرين وزورت معظم المدن المصرية.
ما طبيعة الإحساس الذي تشعر به في التعليق على الأفلام والبرامج الوثائقية؟
الفيلم الوثائقي حالة، كلما شعرت به أكثر كلما أبدعت في التعليق عليه، فهناك العديد من الأفلام الوثائقية التي كنت المعلق الرئيسي فيها مثل: “لحظات ما قبل الكارثة” عن حوادث سقوط الطائرات المشهورة في العالم، برنامج مملكة الغابة، حقيقة أم زيف، خُلق ليفترس، كل فيلم يحتاج حالة مختلفة تمامًا عما يحتاجها الآخر لابد أن تعيشها.
فأثناء التعليق الوثائقي شغفي لا يقل عن أي مشاهد في معرفة نهاية كل فيلم، فهي أعمال ممتعة جدًا، وتثرى العقل وتزيد من ثقافته، فالأفلام الوثائقية بعيدًا عن الخبرة في الإذاعة والتعليق والتقديم، وبعيدًا عن الموهبة والصوت الرخيم، هي حالة وشعور يعيشها المذيع أثناء التعليق.
ما النصيحة التي تود أن توجهها لشباب المذيعين والإعلاميين؟
نصيحتي لكل شاب أن الموهبة المتوفرة لديك في التعليق الصوتي ليست كافية إطلاقًا، لابد من العمل على نفسك، خاصة اللغة العربية في المقام الأول، والتيقن بأن الصوت عضلة تستطيع ترويضها لخدمة نفسك وذلك بالتمارين التي تقويها لكي تكبر وتعرض، وأن تهتم بتمارين طول النفس.
ومع كل ذلك لابد من توافر الثقافة الواسعة، وفي حال ذلك، سيشفع ذكاء المستمع في تحديد إذا كان المعلق يقرأ فقط، أم يعيش حالة الفيلم الوثائقي أثناء التعليق لمدة ساعة من الثقافة والمعلومات.
كيف ترى وسائل التواصل الإجتماعي وتأثيرها على المواطن؟
وسائل التواصل الاجتماعى أصبحت خطرا حقيقيا على وعى المواطن بشكل عام، وأكبر دليل ما حدث في أزمة “ميكروباص الساحل” منذ أيام قليلة داخل مصر، والتى كانت حادثة غير حقيقة شغلت بها السوشيال ميديا الرأى العام دون سبب.
وكشفت أيضا انسياق بعض الوسائل وراء المجهول، فوسائل الإعلام التقليدية تقع كثيرا في فخ السوشيال ميديا، ويجب على وسائل الإعلام كافة أن تكون هى صانعة الأخبار وهى السباقة بها وليست مواقع التواصل الاجتماعى التى أصبح أكثرها منبرا للأكاذيب.
كيف ترى مؤتمرات الشباب بمصر؟
كنت في غاية السعادة، حينما رأيت إهتمام حقيقي وفعلي على أرض الواقع للشباب من قبل القيادة المصرية، وهذا ظهر جلياً من خلال مؤتمرات الشباب التي اطلقتها مصر منذ سنوات، كفرصة للحوار والإطلاع على أفكار الشباب وأطروحاتهم ودعم التواصل بين الدولة المصرية وشبابها الذين يعتبرون ثروت مصر الحقيقة، والذين سيتولون المسؤولية في الفترات المقبلة.