كيف تحدث تحورات فيروس كورونا ؟.. أستاذ بكلية طب المنيا يُجيب
كتب: أحمد السيد
دعنا نحاول نتخيل فيروس الكورونا على شكل كرة تحمل على سطحها الخارجي مجموعة من المسامير، ورأس المسمار على شكل قطعة صغيرة من المكعبات.. هكذا استهل الدكتور محمد ابراهيم بسيوني أستاذ بكلية طب المنيا حديثه.
وأضاف “بسيوني” في تصريحات خاصة لـ”بيان” أن شرط تسلل الفيروس داخل الخلايا لكي يتكاثر، لابد أن ترتبط قطعة المكعبات في رأس المسمار بقطعة مكعبات أخرى على سطح الخلايا، تعرف بالمستقبل ACE2. ربما لم يكن هذا الارتباط في أفضل حالاته، ولكنه كان كافي لإنجاز المهمة.
أجسام مضادة
وتابع: لا يقف جهازنا المناعي مكتوف الأيدي أمام هذا الهجوم، بل ينشط ويقوم بتصنيع أجسام مضادة، تعمل وكأنها قبعة تغطي قطعة المكعبات الفيروسية وتسلبها القدرة على الارتباط بمثيلاتها علي الخلايا، ويصبح الفيروس غير معدي.
هذا ما كان يحدث في الاول من الجائحة ثم دخلنا في مرحلة جديدة من الوباء بتحديات أكبر.
واستكمل الأستاذ بكلية الطب حديثه قائلاً: في كل مرة ينسخ فيها الفيروس نفسه، تحدث فيه تحورات جينية طفيفة، أغلبها ضارة بالفيروس، ولكن في أحيان نادرة، بعضها يكسبه ميزة جديدة. أحد هذه التحورات جعل الارتباط بين قطع المكعبات أكثر إحكاما.
ماذا كانت النتيجة؟
وأردف: يعتقد العلماء أن الفيروس أصبح قادرا على عدوى الخلايا بطريقة أكثر كفاءة عن الأول. وبالتالي صار الشخص المصاب ينتج المزيد من الفيروسات داخل جهازه التنفسي العلوي. ولذلك عندما يعطس أو يتحدث فقط، فإنه يطرد المزيد من الفيروسات، مما أدى إلى زيادة معدلات انتشار العدوى.
ماذا عن الأجسام المضادة؟
من سوء حظنا أيضا أن التحورات الجديدة في شكل قطعة المكعبات على سطح الفيروس جعل مهمة تغطيتها بواسطة القبعات (الأجسام المضادة) أكثر صعوبة.. يتابع “بسيوني” تصريحاته وقال : ربما نكون قد خسرنا جولة، ولكن معركتنا مع فيروس كورونا لم تنتهي بعد.
اقرأ أيضا.. أمريكا:رصد إصابة حيوان جديد بفيروس كورونا
وأشار “بسيوني” إلى أن العلماء تمكنوا بعد طول انتظار من اكتشاف جين في جسم الإنسان، يضاعف خطر الإصابة بفشل الجهاز التنفسي بعد الإصابة بمرض “كوفيد-19″، وقد يلعب دورا جوهريا في تفسير سبب تعرض بعض المجموعات العرقية لأعراض قاسية أكثر من غيرههم.
وتابع: وجد باحثون من جامعة أكسفورد أن نسخة عالية الخطورة من الجين، يمكنها أيضا أن تمنع الخلايا المبطنة للممرات الهوائية والرئتين من الاستجابة للفيروس بشكل صحيح.
ووفقا لدراسة نشرت حديثًا فإن نحو 60% من الأشخاص المنحدرين من أصول من جنوب آسيا، يحملون هذه النسخة الخطيرة من الجين، مقارنة بـ15% فقط من الأشخاص ذوي الأصول الأوروبية.
وونوه الأستاذ بكلية طب المنيا إلى اكتشاف العلماء أن الذين اصلوهم من جنوب اسيا جيناتهم تضاعف مرض الكورنا الذي يتسبب في الوفاة.
وأضاف: هذه النتائج تساعد في تفسير سبب ظهور ارتفاع معدلات دخول المستشفى والوفاة في مجتمعات معينة وفي شبه القارة الهندية، ومع ذلك، حذر الباحثون من عدم جواز استخدام الجين كتفسير وحيد.
وقال الباحثون إن العديد من العوامل الأخرى، مثل الظروف الاجتماعية والاقتصادية، تلعب أيضا دورا في تأثير المرض، وعلى سبيل المثال، وجد العلماء أنه رغم التأثير الكبير لمرض فيروس كورونا على الأشخاص من أصل أفريقي كاريبي، فإن 2% فقط منهم يحملون النمط الجيني الأكثر خطورة.
وكشفت دراسة أكسفورد أن الجين LZTFL1 يتواجد في 15% من أولئك الذين ينحدرون من أصول أوروبية، ولا تزيد النسبة بين أصحاب الأصول الإفريقية الكاريبية عن 2% فقط. وكان العلماء قد توصلوا إلى تحديد امتداد من الحمض النووي يضاعف خطر وفاة البالغين دون سن 65 عامًا بفيروس كورونا.
وقال الباحثون في دراستهم إن الأشخاص الذين يحملون الجين، المعروف باسم “LZTFL1″، سيستفيدون بشكل خاص من التطعيم، الذي يوفر أفضل طريقة للحماية.