المخرج محمد السمان: تأثرت بنجيب محفوظ وخالد توفيق.. وأطمح في تأسيس شركة إنتاج
حوار: إسلام فليفل
صناعة السينما، حلمٌ راودَ فؤاده فأصبح ينقُش في مخالبه وهو صغير العُمر، اكتظت عروقه ومشاعره وأحاسيسه بنبض ذلك الحُلم الذي لا يزال يسعى لتحقيقه، ويطمح بالمزيد من نجاحاته.
بدأت مراحل عتباتُه الأولى منذ أن كتب أول سيناريو له في عام ٢٠٠٨، يجتهد ويصبر ومع كُل إصرار تُنتج ثمرة التعب بالإنجازات والطموحات العديدة، كل ذلك دوّن عن الكاتب والمخرج الشاب محمد السمان، الذي التقطته “بيان” في حوار أخرج ما يخفيه داخل خزائن قلبه وعقله المحمّلين بالأسرار والكواليس الشيّقة.
وإلى نص الحوار
في البداية.. متى بدأت الكتابة؟
بدأت الكتابة عام ٢٠٠٨ عندما كنت في الثامنة عشر من عمري بسيناريو فيلم طويل، وقُمت بتطوير بعض الأحداث وترتيبها بعد ذلك، وآمل أن يظهر للسينما يوما ما.
بمن تأثر محمد السمان ولمن تقرأ؟
تأثرت بصناعة السينما بشكل مباشر، هي الدافع الأول في كتاباتي، أحّب القراءة لنبيل فاروق وأحمد خالد توفيق، وتأثرت بقصصهم المشوقة في الخيال العلمي والرعب؛ ثم تأثرت أكثر بنجيب محفوظ وكتاباته عن الواقع المجتمعي وتوثيق المراحل الزمنية من خلال مؤلفاته.
لذلك بدأت اسعى في كتاباتي أن أمزج بين الواقع والخيال، وأتحدث عن قضية مجتمعية في إطار من التشويق أو الفانتازيا أحياناً؛ هذا ما أسعى له دائماً في الكتابة.
حدثنا عن أبرز طقوسك حينما تبدأ في الكتابة؟
العزلة، هي أفضل الطقوس للكتابة، بالإضافة إلى معايشة تلك الشخصيات الخيالية وأفضل التعامل مع أبطال روايتي بشكل أعمق من أنهم مجرد شخصيات من نسج خيالي؛ في أوقات كثيرة أتركهم أن يذهبوا بي إلى أعماق الأحداث واكتشف معهم ماذا سيحدث بعد ذلك، قبل أن أسرد الكلمات على الورق.
حدثنا عن روايتك “عريس الغفلة”؟
واصلت سنوات في كتابة الأفلام القصيرة والطويلة، ولكن عريس الغفلة هي أول رواية كتبتها عام ٢٠١٩، وقررت حينها أن أخوض تجربة النشر والتوزيع من خلالها، وذلك من أجل الحصول على خبرة في ذلك المجال، حتى استطيع مستقبلاً تأسيس دار نشر تُساعد الكثير من الكُتاب الشباب.
وسعدت كثيراً بردود الأفعال حول رواية عريس الغفلة؛ لقد تواصل معي العديد من القرّاء، لم أكن على معرفة بهم ولكن اشادتهم بالرواية كانت حافز قوي لكتابة روايتي الثانية “ريموندا” وتم نشرها والمشاركة بمعرض الكتاب عام ٢٠٢١.
كيف يختار محمد السمان أفكار أعماله؟
الأفكار المميزة دائماً تأتيك من تجاربك الشخصية أو أحداث كنت شاهداً على حدوثها، مواضيع تستفزك وتريد أن تُخبر الناس عن وجهة نظرك فيها في إطار درامي؛ تلك الأفكار تمتلك فيها أدق التفاصيل، وتستطيع من خلالها أن تسرد فيها شخصياتك وتتعمق في أحداثها بسلاسة.
ماذا تعلمت من الكتابة؟
تعلمت من الكتابة التأمل والصبر، ووضع سيناريوهات وخطط مختلفة دائماً لحياتي الشخصية، الكتابة موهبة يجب أن تُنميها دوماً بالتعلم والقراءة فى كافة المجالات والمشاهدة المستمرة، وبالتركيز في كل ما يدور حولنا من أحداث يومية.
هل ساعدتك الكتابة في الإخراج؟
بالتأكيد كل مُخرج مشكلته الأولى تكمن فى إيجاد السيناريو، وبما أنيّ في الأساس كاتب استطعت مساعدة نفسي كمخرج، في كتابة سيناريو يدور بالأحداث التي تتخيلها؛ بالإضافة لوظيفتي كـمونتير، وبذلك أكملت المعادلة النهائية لصناعة فيلم مكتمل.
لماذا يفضل محمد السمان الأفلام القصيرة عن غيرها؟
الافلام القصيرة هى الأسهل إنتاجياً على صُناع السينما ولكنها الأصعب على مستوى الكتابة، تتطلب دائماً أفكار مميزة وإيقاع مختلف، وخلال الفترة الماضية ومع إيقاع الحياة السريع بدأ الفيلم القصير يحصل على اهتمام المشاهدين على السوشيال ميديا؛ ولكن سيظل الفيلم الروائي الطويل ومتعة العرض السينمائي هو الهدف دائماً.
حدثنا عن فيلمك “ساعة زمن” وطبيعة ما يتناوله؟
ساعة زمن فيلم قصير يتحدث عن الذكريات التي تهاجمنا في لحظة ما أو في مكان ما أو أننا مرينا بموقف معين، كل العلاقات التي نمر بها، من الممكن أن تمر عليك في لحظة، ودائماً نختصر الزمن ونقول ساعة زمن، لكن في الحقيقة هي ليست ساعة زمن بل هي سنوات من الذكريات بحلوها ومُرها.
حدثنا عن فيلمك “بيت الرماية”؟
“بيت الرماية” فيلم روائي طويل ننتظر عرضه قريباً، فهو يُعد تجربة عملنا عليها فترة طويلة مع زملائي من الوجوه الجديدة الذين لديهم مستقبل في الدراما والسينما، الفيلم يناقش مشكلة اجتماعية منتشرة في بيوتنا.
فهو يناقش الفجوة بين الزوجين، وأفكار الانتحار التي أصبحت تراود الكثير، وفي تلك الأحداث حرصت على تقديمها في إطار من الغموض الممزوج بالرعب في أوقات من الفيلم.
كيف كانت ردود أفعال متابعيك على السوشيال ميديا بعد الإعلان عن أعمالك؟
الردود دائماً مُحفزة من أصدقائي وزملائي فى المجال، وشغوف لآرائهم دائماً بعد كل رواية أو فيلم يتم عرضه، وحريص على تقديم الشكر دائماً لهم.
هل واجهتك صعوبات أثناء التحضير لتلك الأعمال؟
الصعوبات لا تتوقف، صناعة السينما مجال شاق جداً، نأمل فقط أن يتم مساعدتنا من خلال شركات التوزيع، نحن كصناع مستقلين نفتقد دائماً التواصل معهم، نفتقد معرفة متطلبات السوق وما الذي ينقصنا من أجل العرض للجمهور، لا سيما أن أفلامنا دائماً لا تعتمد على “نجم سينمائي”.
ولذلك دائماً ما نبحث عن جهة توزيع تُقدر مجهودنا ومحاولاتنا المستمرة في صناعة السينما.
ما تطمح إليه في المستقبل؟
لكي أستطيع أن أقدم أفكاري برؤية إخراجية تعبر عني، يجب أن أستمر في تولي مسؤولية الإنتاج، لذلك أطمح في تأسيس شركة إنتاج سينمائي خاصة بي.