نقيب المخترعين: نسعى لنشر ثقافة الاختراع في محافظات مصر ووصلنا إلى الصعيد
نقابة المخترعين ساهمت في تعديل الدستور المصري عام ٢٠١٤
حصلنا على عضوية نقابة المخترعين في كافة الاتحادات الدولية
سماسرة الاختراعات أقاموا جمعيات أهلية في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب
حوار: إسلام فليفل
بين النجاح والفشل خيط رفيع يسمى الإصرار، فبالرغم من قلة الدعم المادي والمعنوي المقدم للمخترعين مازال بينهم نابغين حصلوا على جوائز عالمية، وسعوا إلى حل مشكلات غيرهم، منهم نقيب المخترعين هبة الرحمن أحمد، التي وهبت حياتها لخدمة مجال الاختراعات بمصر، لذا قامت “بيان” بمحاورتها، للحديث عن مشوراها العلمي، وكيف مثلت مصر في المحافل الدولية، وعن الجوائز التي حصلت عليها، ودور النقابة في مساعدة المخترعين، وكذلك مناقشة أهم القضايا التي طرحها المخترعون في الآونة الأخيرة.
وإلى نص الحوار..
في البداية.. حدثينا بإيجاز عن مشوارك العلمي؟
تخرجت في كلية الهندسة عام 1994، وحصلت على الدكتوراه من الأكاديمية الهولندية للعلوم والآداب عام 2009 في أحد أهم مجالات الهندسة وهو “علم المواد”، وقمت بتسجيل 30 براءة اختراع، وقدمت أول براءة عن المواد المركبة عام 1997، وحصلت عليها عام 2001، بسبب أن الفحص الفني لأي اختراع يبدأ بعد عامين من التقديم، خاصة إذا كان الاختراع متكامل وله أكثر من طريقة، وهذه مشكلة تواجه كافة المخترعين، ولكن يتم ذلك تطبيقًا للقانون والاتفاقات الدولية.
وماذا عن الجوائز التي حصلتي عليها؟
كان عام 2012 زاخرًا بالعديد منها، حيث تم اختياري كواحدة من أفضل مائة عالم، طبقاً لتصنيف كمبريدج، كما تم إدراجي في موسوعة Who is who marques العالمية لأصحاب الإنجازات المميزة في مجالهم، وحصلت أيضاً على جائزة إسحاق نيوتن العالمية في مجال علم المواد بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2012، وكأس اتحاد شبكات المخترعين الأفارقة بالنيجر، وجائزة الشباب العربي المميز في البحث العلمي والاختراع، بالإضافة إلى عدد كبير من الميداليات الذهبية والفضية التي حصلت عليها في المعارض والمؤتمرات الدولية عن مُجمل أعمالي.
معظم الاختراعات التي قدمتيها كان الليزر عنصر أساسي بها.. فما مبرر ذلك؟
يعتقد البعض أن استخدام الليزر مكلف للغاية، لأنهم ينظرون إلى التكلفة دون حساب العائد، فإستخدام الليزر في مجال علم المواد يساعد على تقليل تكلفة الإنتاج إذا تم استبداله بغيره من المنتجات التي تسبب هدر كبير ونسبة تالف أكبر، كما أن استخدام الليزر يحقق كفاءة وجودة أعلى، إلى جانب قلة الفاقد.
هل تم تنفيذ أي من اختراعاتك على أرض الواقع؟
نعم، تم تطبيق بعض اختراعاتي بالاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، ومعهد بادوفا بإيطاليا، وأخرى بالاتفاق مع بعض الجهات بمصر، ولكن توقف بعضها نتيجة الأحداث السياسية في الدولة بعد الثورة.
ما سبب تأسيسك لنقابة المخترعين عام 2012؟
الهدف الأساسي هو البحث عن حقوق المخترعين المصريين، ومحاولة تأسيس تشريعات تحفظ حقوقهم، فقد ساهمت النقابة في وضع العديد من المواد في دستور عام 2014 خاصة بالابتكار والاختراع في مصر، وتقوم النقابة بعقد دورات تدريبية مجانية، ومسابقة سنوية في إجازة الصيف، كما تطبق برامج “مصر تخترع”، لنشر ثقافة الاختراع في محافظات مصر.
وتم العمل فعلياً في عدد من المحافظات من قبل كالبحيرة، وأسيوط، والفيوم، للتعرف على المخترعين في محافظات مختلفة، ومن ثم قمنا على إعداد برنامج لتوثيق وتأريخ الاختراعات المصرية بالتنسيق مع شركة وكاب ميديا.
ماذا قدمت النقابة للمخترعين منذ تأسيسها حتى الآن؟
ساهمت النقابة في تواجد مصر على المستوى الدولي، من خلال وجود عضوية لها في كافة الاتحادات الدولية الخاصة بالمخترعين، كما أصبح هناك تواجد للمخترعين المصريين في المعارض الدولية من خلال الاتفاقيات التي تم عقدها مع بعض الدول الأجنبية، والتي تتيح لهم السفر والإقامة مجاناً، بالإضافة إلى حصول أطفال مخترعين على جوائز دولية باسم مصر.
كما ساهمت النقابة في تسهيل مشاركة المخترعين في المسابقات الدولية من خلال تقديم الاختراع عبر النقابة دون حضور المخترع إذا تواجدت ظروف تمنعه من ذلك.
ما مصدر تمويل النقابة؟
تعتمد النقابة في الأساس على برامج الدعم الخاصة بالمخترعين في المنظمات والهيئات المختلفة، حيث يتم استغلال تلك الاماكن لعمل الملتقيات العلمية للمخترعين، مثل مكتبة المستقبل، وجامعة طنطا، وبعض مراكز الشباب بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، وذلك من خلال استغلال الموارد والبرامج الموجودة بتلك المؤسسات، وقد تكون المخصصات أكبر من احتياجنا، ولذلك تعمل النقابة على استغلال ثروة المخترعين المعطلة.
هل يوجد تعاون بين النقابة ومؤسسات المجتمع المدني؟
بالتأكيد، ولكن تحاول النقابة حث كافة مؤسسات المجتمع المدني على المشاركة والتعاون معها، وتم التعاون بالفعل مع بعضها مثل المؤسسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، ووزارة التربية والتعليم، وتم تنفيذ بعض البرامج من قبل مثل برنامج “اصنع لعبتك” للمبتكر الصغير.
ما طبيعة العلاقة بين النقابة ومكتب براءات الاختراع؟
حاولت النقابة كثيراً التواصل مع مكتب براءات الاختراع إلا أن الأمر لم يأت بفائدة، فمثلاً صمم أعضاء النقابة قاعدة بيانات إلكترونية لمتابعة براءة الاختراع، لعدم توفر ذلك في مكاتب الاختراع، وتم تصميم البرنامج بالفعل بالتعاون مع جامعة بنها ووزارة الشباب، ولكن لم يتم تفعيله، بحِجة أنه لا يوجد قانون رسمي لذلك.
وماذا عن سرقة أفكار المخترعين من قِبل المكتب أو المؤسسات الأهلية؟
توجد بالفعل الكثير من السرقات في هذا المجال، حيث تقوم بعض الجمعيات الأهلية بعرض الاختراعات على الدول التي تريدها لتبنى تلك الاختراعات مقابل تنازل المخترع عن فكرته، وهناك جهات أخرى بمصر ترفض الاختراعات، ويتم التنكيل والسخرية من أصحابها، وبعد فترة نجد تلك الاختراعات منفذه في أحد الدول الأجنبية، وتنسب صناعتها لها.
وهل هذا يعني أن المجال أصبح سبوبة من قبل بعض المؤسسات والهيئات؟
في الفترة الأخيرة أقام كل سماسرة الاختراعات جمعيات أهلية في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب، الظاهر أنها تساعد المخترعين، ولكن الحقيقة أنهم لم يدعموا مخترع واحد، ولم يقيموا معارض أو ملتقيات أو دورات تدريبية، بالإضافة إلى أننا نفاجأ بعرض الاختراعات على جهات أجنبية، لتبني بعض الاختراعات مقابل تنازل المخترع عنها، والغرض الرئيسي لتلك الجمعيات هي الدعاية لها فقط، والاستفادة من المنح التي تقدم لها.
ما تقييمك لدور الجهات الحكومية في دعم المخترعين؟
هناك عدد كبير من الجهات الحكومية لدعم المخترعين في مصر، لكن لم يتم التنسيق مع بعضها، ولذلك لا يوجد استثمار صحيح للمخصصات المالية، وبعض النماذج التي يتم تقديمها توضع في الدرج أحياناً دون تسويق.
من وجهة نظرك.. ما هو الفرق بين مكاتب براءة الاختراع في مصر والخارج؟
مكاتب براءات الاختراع بالخارج تعمل بكافة الوسائل الحديثة، كما في عملية التسجيل على سبيل المثال، فمن الممكن أن يقدم الباحث فكرته من بيته للمكتب، ويتابع الرد من خلال موقع المكتب، أما هنا فيضطر المخترع إلى السفر من محافظته إلى المكتب بالقاهرة، لكي يتابع مراحل سير الاختراع، ثانياً: المدة الزمنية لفحص الاختراع بالمكاتب الخارجية أقل بكثير من المدة الموجودة بمصر.
ما خطة النقابة خلال الفترة المقبلة؟
تسعى النقابة إلى توفير دعم مادي كامل للمخترعين، بالإضافة إلى سعي النقابة إلى وضع قاعدة بيانات صناعية واضحة للمخترع عن عدد الاختراعات، ومتطلبات تنفيذ كل منها، لأن كل ما يوجد بأكاديمية البحث العلمي هو اسم المخترع والاختراع فقط، ومن المستحيل تشجيع مستثمر على تولي تكلفة الاختراع وهو لا يعلم سواهما.