مندوبو المبيعات.. المعذبون في الأرض
كتب: إسلام فليفل
يُطلق عليها مهنة الشعب، أو مهنة ما لم يكن له مهنة، يعمل بها ملايين الشباب، الكثير منهم حاصل على مؤهلات عليا في مختلف التخصصات والمجالات، فهذه المهنة تنتشر داخل ربوع مصر، وموجودة داخل معظم شركات القطاع الخاص.. هي مهنة مندوب مبيعات.
اقرأ أيضا.. الدواء فيه سم قاتل.. بيان تكشف رحلة الأدوية منتهية الصلاحية من الصيدليات إلى أوكار إعادة التدوير
الكثير من الشباب يتخرج في الجامعة فلا يجد وظيفة حكومية أو عملًا فيضطر للعمل مندوب مبيعات في إحدى الشركات، تلك المهنة التي تعد من أصعب المهن وأشقاها وأقلها من حيث الاستقرار والرواتب أيضًا، فشركات القطاع الخاص، والتي تعتبر الملجأ الوحيد للشباب حاليًا، وخاصة شركات التسويق والمبيعات المنتشرة في مصر، تتعامل مع المندوبين على أنهم “فواعلية”، رواتب زهيدة وجهد جبار واستقرار ظاهري، فيمكن أن تقوم إدارة الشركة بتسريح المندوبين في أي وقت، فلا هناك جهة تحميهم أو نقابة تدافع عن حقوقهم أو كيان يهتم بشئونهم، فأصبحوا وجهًا لوجه مع حيتان القطاع الخاص.
مندوب يسرد معاناته مع المهنة
يقول إبراهيم حسن، مندوب بشركة أدوات كهربائية: “شغلانة على كف عفري”، ونبذل فيها مجهودًا كبيرًا، وليس لها مواعيد ثابته في الانصراف، فالمندوب له ميعاد حضور محدد وليس له ميعاد انراف من العمل، فعليه أن يحقق كل يوم ما يسمى بـ”التارجت” أى نسبة معينة من المبيعات، فيمكن أن يبدأ عمله إلى الساعة الثانية عشرة مساء يمر على المحلات والتجار والعملاء المتعاملين مع الشركة وذلك لتحقيق النسبة المطلوبة منه”.
وأضاف حسن، أن المندوب ليس له أجر ثابت سوى راتبه الأساسى، وهو دائمًا ما يكون قليلًا جدًا، وأيضًا الراتب المكتوب في العقد المبرم بين الشركة والمندوب غير الذي يتقاضاه فعليًا فهو أقل من ذلك فيُخصم منه ضريبة، مؤكدًا أن المندوب عندما يتقدم للعمل بالشركة ويتم قبوله ويكتب عقد عمل يتم إجباره على كتابة استقالتةفي الوقت ذاته لاستخدامها ضده في أي وقت.
وأشار أنس مطاوع، مندوب مبيعات إلى أن هذه مهنة المعذبين في الأرض، فهي مهنة غير مستقرة والمندوب في بضع سنوات يعمل في عدة شركات، يتركها بسبب مشكلة ما في العمل أو لقلة الراتب أو لخلاف مع رئيسه في العمل، ويبحث عن غيرها، وجميع المندوبين معرضون لذلك.
وأوضح أن الترقيات في هذه المهنة ليست لها معايير محددة، فالمندوب يظل كما هو لمدة سنوات، دون أن يترقى لمنصب أعلى داخل شركته، وإذا كانت هناك ترقيات تكون عن طريق الواسطة والمحسوبية، وليس عن طريق الخبرة والكفاءة.
أما مصطفى خاطر، مندوب بشركة أدوات ومنتجات تجميل، فيشتكي من العماناة التي تضم معظم الشباب المصرى من كل الأطياف والفئات العمرية والمؤهلات الدراسية، لافتًا إلى أن الشباب لكي يعمل مندوبًا لابد أن يقوم بالتوقيع على إيصالات أمانة بمبالغ كبيرة للغاية تتعدي مئات الآلاف، أو يمكن يمضى على بياض.
وطالب خاطر، بضرورة وجود نقابة تحميهم وتدافع عن حقوقهم المهدرة داخل الشركات التي يعملون بها، وضرورة أن تهتم الحكومة بمشكلاتهم وتساعد على حلها، ولابد من العمل على زيادة رواتبهم خاصة أن الكثير منهم متزوج ولديه أطفال وراتبه لا يكفيه خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع الأسعار، مؤكدا أن زيادة الرواتب حق من حقوقهم خاصة في ظل ما يبذلونه من مجهود كبير في العمل الذي يستمر لساعات طويلة.