سيد الطاهر يكتب: غاز مصر الإلكترونى
قطار التحول الرقمى أحد أهم ملامح مصر فى جمهوريتها الجديدة ، يصل إلى قطاع البترول بالأحرى قطاع الغاز ليعكس التطور الذى تشهده الإنشطة الإنتاجية و الخدمية فى قطاع الغاز ، فإعلان وزير البترول المهندس طارق الملا عن تدشين أول منظومة إلكترونية لإدارة ومتابعة عمليات تداول وتوزيع البوتاجاز محلياً فى كافة مراحلها بغرض إحكام الرقابة على الكميات المنقولة ، بعد الإعلان قبل ذلك عن وصول مصر إلى مرحلة الإكتفاء الذاتى و الإنتقال إلى مرحلة التصدير يعكس أن ما يشهده قطاع البترول والكهرباء و غيرهما من القطاعات الخدمية و الإنتاجية تسير وفقاً لإستراتيجية القيادة السياسية 2030.
اقرأ أيضا.. وزير البترول الأسبق: رفع أسعار الغاز دون المساس بالمنازل والسيارات
و بالرجوع إلى الغاز نجد أن غاز مصر غير أبجديات السوق العالمية ومنح لمصر إداة ثقل إقتصادية و سياسية تضاف إلى أدواتها الأخرى، وجعل من القاهرة اللاعب الأساسي فى ظل إحتضانها لمقر منتدى غاز شرق المتوسط ، فالغاز المصرى المميز بحفاظه على البيئة و ذلك لقلة الإنبعاث الكربونى فى ظل نشاط لوبى المناخ الأوربى الذى يَحول بين القارة العجوز وبين إستغلال مواردها من الغاز الكامنة بين صخور أراضيها لأعتمادهم على تقنية التكسير الهيدروليكى التى تعتمد على ضغط الغاز أسفل طبقات الصخور ليتدفق على هيئة سائل تلك الطريقة التى يتهمها لوبى المناخ الأوربى بأنها سبب مباشر لتلوث المياه الجوفية ، يجعل الغاز المصرى هو الأختيار الأهم لدول الأتحاد الأوربى.
استخدام الطاقة النووية
ويعزز هذا الإختيار توقف ألمانيا عن إستخدام الطاقة النووية بعد إنفجار مفاعل الطاقة اليابانى عام 2011م ، وتوقف بريطانيا و إيطاليا عن إستخدام الفحم لتخفيض الإنبعاث الكربونى بالأضافة إلى توتر العلاقات الأوربية الروسية ــ المصدر الأول للغاز الأوربى ــ فى الفترة الأخيرة بسبب جزيرة القرم ، كل ذلك عزز من قدرة مصر فى سوق الطاقة عامة وسوق الغاز خاصة .
و بالنظر إلى قطاع الغاز فى مصر سنجد أنه تعافى بعد مرض مزمن أصابه بعد إضطرابات 2011 ، كما أصاب باقى قطاعات الدولة المصرية ، حيث هبط الإنتاج إلى أدنى مستوياته فى عام 2013م وصل إلى أقل من 5 مليار قدم مكعب / اليوم بعد أن كان 6 مليار قدم مكعب / اليوم قبل 2011م ، ليعود بفضل إرادة وعزيمة سياسية إلى الصدارة بإنتاج ما يقارب 8 مليار قدم3يومياً ، بعد رسم الحدود البحرية مع دول الجوار العربى و الأوربى و إكتشاف حقل ظهر أكبر حقول الغاز فى البحر المتوسط و الذى يمثل أكثر من 40% من إنتاج الغاز المصرى بعدد 15 بئراً بتكلفة إستثمارية تتخطى 15 مليار دولار ، ليشكل حقل ظهر بالأضافة إلى حقول أخرى بالدلتا و الفيوم و الأسكندرية ودمياط ثروة مصر من الغاز الطبيعى .
هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية
وعن مستقبل غاز مصر كشف تقرير لهيئة المسح الجيولوجى الأمريكية بأن الغاز الموجود فى مصر قى البر و البحر كافى لتلبية الطلب الإقليمي و الأوربى على مدى عقود ، ومثل هذا التقرير وغيرة من التقارير الدولية وما نتلمسه على أرض الواقع من التوصيلات المنزلية المتزايدة فالتوصيلات فى السنوات القليلة الماضية تمثل أكثر من 45% من إجمالى التوصيلات فى مصر ، ومبادرة تحويل السيارات القديمة إلى سيارات تعمل بالغاز يؤكد بما لا يدع مجال للشك أن لمصر مستقبل واعد فى قطاع الغاز و البقية تأتى لتحيا مصر .