جرائم صلة الدم زادت بين المصريين.. أستاذ علم نفس تشرح الأسباب
كتبت: أسماء خليل
أكدت الدكتورة “إيمان عبدالله” أستاذ علم النفس وخبيرة الإرشاد الأسرى، أنَّ الجرائم الأسرية أضحت متزايدة بشكل ملحوظ بالآونة الأخيرة، وفي المجتمعات المصرية، كما أوضحت أسباب نشأتها وأكثر الفئات إجرامًا واستهدافًا.
و أشارت خبيرة الإرشاد الأسرى، اليوم الأربعاء من خلال مشاركتها فى برنامج “المواجهة”، المُذاع على قناة “القاهرة والناس”،إلى أن لكل جريمة شكل أكثر عنفًا من الجرائم السابقة لها، وما يستدعي الانتباه حقا هي جرائم “الأصول”، وهي تلك المُتعلقة بالحوادث الأسرية وصلات الدم، وهي التي تستدعي الانتباه الفعلي.
التنشئة الخاطئة
وأرجعت “عبد الله” ذلك إلى التنشئة الخاطئة منذ الصغر، أو للرغبات اللاشعورية المكبوتة داخلهم تجاه أشخاص بعينهم، ومن بينها تسلط أحد الأبوين فينشأ الشاب ذو تكوين أناني، وذلك مدعاة لتفسير كيف لأب أن يغتصب ابنته، أو زوجة تقتل أولادها من أجل العشق المُحرَّم.
كما أوضحت أستاذ علم النفس، أن دافع أكثر الجرائم المُتعلقة بصلات الدم؛ تعود للزنا بشكل عام، أو زنا المحارم بشكل خاص، ولكن الجديد – حقًّا-أن تقتل الزوجة أولادها من أجل العشيق، وهو بنفسه يساعدها في تدبير ذلك الأمر، وهذا ما يجعل شكل الجريمة مختلفة تماما، حتى إذا استدعى الأمر التخلص التام من أولادها لا شيء.
الشذوذ الجنسي
وأرجعت أهم أسباب تلك الجرائم – أيضَا – إلى الشذوذ الجنسي، الذي يعد أحد وأبرز الأسباب المؤدية لها، ومن أهم صورها الغريبة، والتي استشرت مؤخرًا، ذلك الرجل الناضج الذي يغتصب براءة طفلة صغيرة من أفراد أسرته.
الإدمان والوازع الدينى
وقالت عبد الله أن الإدمان سببًا رئيسيًّا من أسباب الجرائم الأسرية، وما لا يعلمه أحد أن النسب الأكثر للمدمنين هي للنساء، وهنا يفقد أي مدمن إنسانيته ووعيه وإدراكه بالعالم الخارجي، كما يشكل غياب الوازع الديني والدور التوعوي بأن الجريمة لا تفيد مرتكبها بأى شكل دورًا هامًّا في الأسباب الرئيسية لحدوث تلك الجرائم البشعة، وكذلك التفكك الأسرية والمشاكل المستعصية الحلول بين الزوجين.
طالع المزيد| جريمة جديدة يقف ورائها «التوكتوك» والمحكمة تحيل أوراق الجناة للمفتى
شقيقة المتهم في جريمة الإسماعيلية تفجر مفاجأة أثناء اعترافاتها
جريمة قتل في الحي الهاديء.. وببغاء يكشف اللغز
وركزت خبيرة الإرشاد الأسرى على شيء هام جدًّا، وهو اعتقاد ذلك المجرم أنه طالما تحت وطأة الإدمان أو التعرض السابق للتربية الخاطئة؛ يكون في حلٍّ من العقاب القانوني، وهذا بالطبع خطأ فادح، فمن ناحية الطب النفسي ذلك الشخص ليس مريضًا، بل يُسجن لأنه هو من ضر نفسه بإرادته، فالمخدرات تؤدي إلى الهلاوس وهو من تناولها بمحض إرادته. فالإدمان مرض سلوكي وليس له مرجعية وراثية أو ضرورة علاجية.
استسهال العنف
وواصلت دكتورة إيمان أنه من ضمن الجرائم الأسرية “استسهال العنف”، الذي يتم ممارسته على المرأة؛ لعدم تنفيذ طلباتها أو ردعها وكفها عن الطلب مرة أخرى، فيسبق كل جريمة “عنف”، سواء بالقهر اللفظي أو الإهانة أو الضرب الجسدي؛ مما يصيبها بعاهة مستديمة. وكذلك عدم التواصل الجيد والتواصل الوهمي بشكل جيد فراغ العلاقات الزوجية الفجوة بين الآباء والأبناء والهروب من حل المشكلات.
ليست وليدة اللحظة
وأشارت إلى أنه رغم أن الجريمة لحظة، ولكنها ليست وليدة اللحظة، إذ انها نتاج عنف.. إهانة.. كره.. سوء تربية.. سلوكيات مريضة، ولا شك أن الجرائم الأسرية تحتل-الآن-صدارة أنظار العالم، كما أن المجتمع يرى أن المدمن مريض نفسي ولم يتم علاجه، حيث تؤدي طول مدة الإدمان إلى انفصال ذلك الشخص عن الدين وتعلقه بالمادة.
ثقافة الذبح
وترى أستاذ علم النفس، أن ثقافة الذبح تتأصل بتكرار مشاهدتها، فمن لا يتذكر الصدمات النفسية التي أصابت الجميع أثناء مشاهدة جرائم الذبح التي كانت تقوم بها داعش، ومن ثم بدأت الرسوخ باللاوعي، وبالتوازي ما يقدمه الإعلام من أفلام عنف تؤثر بشكل غير مباشر على المُتلقي؛ فالأفلام تترجم بشكل مختلف والعقل يسجل مفاهيم أخرى، ففي الوقت الذي تذهب فيه متعة المشاهدة يترسخ داخل النفس ما رآه من عنف.
السلاح
وتستشهد بحكاية ولد صغير سألها مستنكرًا عما إذا كان باستطاعتك شراء السلاح عن طريق شبكة الإنترنت “أون لاين”!
كما ألقت الضوء على شيء في غاية الخطورة، وهو استسهال بعض الشباب بإحضار مواد كيميائية، والقيام بعمل “مادة مخدرة خطيرة” تضر بالجهاز العصبي ،مما يعطل بدوره التفكير السليم، ويجعل الشخص غير مدركًا لما يقوم به وغير متحملًا لأي مسئولية.
شاهد الفيديو التالى: