الربيع الرحيمة إسماعيل يكتب: من وحى الطبيعة
نحن نتعلم من المدارس، الكتب و التجارب.. لكن وبمساحة أضيق لا نلقِ للطبيعة بالاً كمعلم يجزل بالعطاء الوفير.
“الطبيعة لا تقاوم “.
و هذا هو الدرس الأسمى اللي ممكن نتعلمه وسط زحمة الحياة.
الأشجار يا جُمعة … ما بتقاوم سيرورة الفصول …!
ما بتنزعج من جدبها و جفافها الملازمان للصيف!
الشجرة لا تقول لك : الشمس جففت لي بشرتي و انا كنت أنضر من كدا !
ببساطة، بتعيش تفاصيل اللحظة كما هي ، بكل تقلباتها …. حتى يحين ربيعها الحتمي لتعيد دورة ذاك الإشراق و التوهج.
و نحن.. كما الأشجار، كما الطبيعة نفسها.. لنا خريفنا و صيفنا وربيعنا، إلا أننا مصرون على المقاومة و الصراع.
نريد لورودنا حديثة العهد أنت تزهر في مقتبل الخريف، و هي التي لم ترتوي من ماء التجارب .
و إن لم تفعل …. هجرناها بلا عودة .
قل لي : كم من مهارة توقفت عن تعلمها في إسبوعك الثاني أو الثالث و أنت تطمح لنتائج أولئك المحترفون الذين قضوا مئات الساعات من التدرب.
كم من مشاعر سلبية انزعجت من مقاومتها فاستزدت سوءاً على سوئك، و كان يمكن تجاوزها ببساطة عبر السماح لها بالرحيل.
لا عليك …
الآن و بلا مزيد من العناد، قبل العودة لتلك الدوامة المتكررة أوجد لنفسك نصيباً من تلك الدروس، بدلاً من السعي في معترك الصدامات.
، دع للحياة أن تمضي ، و للطبيعة أن تخبر.
…………………………………………………………………………………………………………
كاتب المقال: مبدع وكاتب سودانى