رشا ضاحى تكتب: رحلة مع أسماء الله الحسنى (26).. الخبير

ورد اسم الله الخبير في القرآن الكريم خمسا وأربعين مرة كما في قوله تعالى : ﴿وَإِذ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعضِ أَزواجِهِ حَديثًا فَلَمّا نَبَّأَت بِهِ وَأَظهَرَهُ اللَّهُ عَلَيهِ عَرَّفَ بَعضَهُ وَأَعرَضَ عَن بَعضٍ فَلَمّا نَبَّأَها بِهِ قالَت مَن أَنبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ العَليمُ الخَبيرُ﴾ (التحريم: 3)
وقد ورد مقترناً بالعديد من الأسماء منها اسم الله تعالى اللطيـــف، والحكيم والعليم .
والفرق بين العليم والخَبير، هو أن العلم هو معرفة الشيء على وجه صحيح، لكن الخبرة أبلغ من العلم لأنها علم وزيادة، فالخبير بالشيء من علمه وقام بمعالجته وبيّن خصائصه وجربه وامتحنه فأحاط بتفاصيله الدقيقة و خصائصه ووصفه على حقيقته، فالعلم نظري والخبرة عملية.
والخبير جل جلاله هو الذى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، ولا تتحرك حركة إلا يعلم مستقرها ومستودعها، وهو العالم بجوهر الشيء، المطلع على حقيقته.
قال الطبري: والله ذو خبرة وعلم بأعمال عبيده هو بجميعها محيط، لا يخفى عليه شيء، وهو مجازيهم بها، المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته.
وقال ابنُ جريرٍ في معنى اسم الله الخبير هو العليمُ بسرائِرِ عبادِهِ وضمائِرِ قُلوبِهم، الخبيرُ بأمورِهِم الذي لا يَخفَى عنه شَيءٌ .
وإذا تدبرنا في قوله تعالى : ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَبسُطُ الرِّزقَ لِمَن يَشاءُ وَيَقدِرُ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبيرًا بَصيرًا﴾، (الإسراء: 30)
نجد أنه سبحانه وتعالى يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول سبحانه وتعالى : إن ربك يا محمد يوسِّع الرزق على بعض الناس، ويضيِّقه على بعضهم، وفْق علمه وحكمته سبحانه وتعالى.
إن ربك ذو خبرة بعباده، ومن الذي تصلحه السعة في الرزق أو تفسده، ومن الذي يصلحه الضيق، إنه هو المطَّلِع على خفايا عباده، لا يغيب عن علمه شيء من أحوالهم.
ومن أثار الإيمان باسم الله الخبير : الإيمان بأن الله خبير بأعمال العبد، يورث الخشية والخوف والحياء من الله تعالى، فيوقن العبد أنه مكشوف أمام الله ، لا تخفى على الله منه خافية ، فيراقب الله في جميع أحواله وخواطره وقلبه بتهذيب سره وتطهير باطنه ،ويخلص أعماله لله .
وكذلك يورث العبد رجاءً وأُنسًا بالله؛ لأنه على يقين بأن الله خبير بحاله، يعلم سرَّه وجهرَه، يسمع تضرُّعه، وهو خبيرٌ بحاجته.
﴿أَلا يَعلَمُ مَن خَلَقَ وَهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ﴾، (الملك 14).
وحتى نلتقي دمتم في رعاية الله وأمنه.

اقرأ للكاتبة أيضا:

زر الذهاب إلى الأعلى