منال قاسم تكتب: إعلانات الزكاة في رمضان ابتزاز عاطفى بدون رقابة مالية !
إعلانات التسول والاستفزاز كل عام تأتى على ماتبقى من مشاعرنا!
فرغم حبى لشهر رمضان واشتياقى له من العام للعام، إلا أنى تمنيت أن ينتهى سريعا لشئ واحد فقط وهو التخلص من هذا الكم من التسول الإعلانى المقيت على كافة الفضائيات طوال الشهر، والذى حوّله المستفيدين من أصحاب الجمعيات الخيرية التى تحمل ألف علامة استفهام، وشركات الإعلانات التى لاهم لها إلا الكسب، إلى شهر تسول مستفز ومتاجرة بائسة بألم المرضى وديون الغارمات فى إلحاح ممل واستعطاف مشاعر المشاهدين فى تعمد واضح باستغلال الفئات المحتاجة للتبرعات كتصوير المرضى والمتاجرة بهم حتى يجبروا أصحاب القلوب الرحيمة على التبرع الإجباري.
قسوة ومبالغة غير مقبولة وغير منطقية عن حالات الجوع والمرض، والغريب أنها تنال تركيز أصحاب دعوات التبرع فى هذا الشهر فقط، فتقوم الجمعيات باستعراض حالات أشك فى وجودها أصلا فى المجتمع المصرى الذى يتسم بالتراحم، فلا يمكن أن أصدق أن هناك أسر عائلها معاق بدنيا وتتكون من زوج وزوجة، وأربع أطفال كلهم يحتاجون لعمليات جراحية عاجلة مختلفة (!!).
وديون بعشرات الآلاف، وغيرها من الحالات والأوضاع غير المنطقية.
ارحموا قلوبنا ومشاعرنا من هذا العبث الذى يشكل فيلما قبيحا وساذجا من أفلام عشرينيات القرن الماضى، ابحثوا وراء المليارات التائهه فى دروب التبرع العشوائي، وجيوب شركات الإعلانات، وأحيانا مصادر غير معلومة بعيدا عن رقابة الدولة.
باختصار لم نر فى مصر جائع أو شخص ينبش فى القمامة بحثا عن طعام.
هذه القسوة والفظاظه فى إعلانات التسول مدفوعة الثمن، تتنافى مع مايحدث فى الشارع المصرى قبيل آذان المغرب، حيث تجد فى كل خطوة شبان محترمين يحملون زجاجات المياه، وعلب العصائر، ووجبات سريعة، يقدمونها لكل عابر طريق قد يصادف إفطاره قبل وصوله إلى منزله بعد موعد الإفطار.
ونتعشم أن يأتى رمضان القادم، وقد تدخلت الجهات المعنية لوقف هذا العبث والدجل الإعلانى الذى يطلق سهاما قاتلة فى صميم كرامة وأخلاقيات المصريين، فما نشاهده بعيدا عن تعاليم ديننا السمح، ويحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف.