د. محمد ابراهيم بسيوني: يوجد 150 نوعا من اختبارات الكشف عن فيروس كورونا
كتب: على طه
أوضح د. محمد ابراهيم بسيوني أستاذ الطب بجامعة المنيا أن تأكيد الإصابة بالمتحور الجديد “أوميكرون” يحتاج طبعاً الى تحديد التسلسل الجيني للعينة sequencing. أحدى الطفرات في “أوميكرون” تسببت بحذف صغير (في الموقع ٦٩-٧٠) من البروتين الشوكي.
والنتيجة أن هذا يمنع التقاط الجين S في فحوصات الPCR الشائعة.
وتستهدف هذه الفحوصات ثلاثة جينات. الحصول على نتيجة ايجابية لجينين فقط يمكن أن يدل على الإصابة بـ “أوميكرون” وأن يستخدم كتقدير أولي للاصابة بالمتحور.
وأضاف د. بسيونى فى تصريحات خاصة لـ “بيان” أن بلاد العالم المختلفة تستخدم عدة أنواع من الاختبارات للكشف عن فيروس الكورونا من أجل تحديد عدد الإصابات ووضع خطط وإجراءات السيطرة على انتشار المرض.
وحتى اليوم يوجد أكثر من 150 نوعا من اختبارات الكشف عن فيروس كورونا. وبشكل عام يمكن تقسيم هذه الاختبارات إلى مجموعتين:
- المجموعة الأولى
والمجموعة الأولى هي اختبارات تشخيصية تكشف عما إذا كان الشخص مصابا بالفيروس في الوقت الحالي وقادرا على نقل العدوى للأخرين.
- المجموعة الثانية
- فهي اختبارات تكشف عما إذا كان الشخص أصيب بالفيروس في الماضي وشفي منه.
ومن أجل تشخيص إصابة شخص ما بالفيروس يستخدم اختبار يعرف بإسم PCR “بي سي آر”، أو “تفاعل البوليميراز المتسلسل” ويمكن أيضاً استخدام اختبارات تسمى بـ”تضخيم الحمض النووي متساوي الحرارة”، وهي شبيهة جداً بالـ “بي سي أر”.
وفي كلتا الحالتين تؤخذ مسحات من اللعاب بعود قطني من الجهاز التنفسي العلوي للإنسان، أي الحلق والأنف والفم. كما يمكن أخذ عينات من الرئتين أيضاً.
ويقوم المختصون بعد ذلك بتحليل العينة لتحديد ما إذا كانت تحتوي على العامل الوراثي لفيروس كورونا. وإذا ثبت وجود العامل الوراثي أو “الجينوم” للفيروس في العينة، يعني ذلك أن صاحب العينة حامل للمرض. لكن يجب الانتباه إلى أن عدم وجود العامل الوراثي في العينة لا يعني بالضرورة عدم حمل الشخص للفيروس، فقد يكون الفيروس في جسمه بالفعل لكنه في أجزاء أخرى لم تؤخذ منها عينات.
عادة تؤخذ مسحة من الفم أو الحلق لتشخيص فيروس كورونا.
ويفسر ذلك بعض الحالات التي ظن الأطباء أنها تعافت من كورونا ثم جاءت نتائج اختبارات عيناتهم إيجابية بعد خروجهم من المستشفى. فمن المرجح أنهم كانوا حاملين للفيروس طيلة الوقت، لكنه لم يظهر في العينات التي أخذها منهم الأطباء قبل خروجهم من المستشفى، وهو ما أدى إلى اعتقاد الأطباء بشفائهم.
المجموعة الثانية من اختبارات الكشف عن فيروس كورونا هي اختبارات الأجسام المضادة وتعمل بتقنية تسمي “ELISA”، وهي تقنية مناعية إنزيمية تظهر ما إذا كان الشخص أصيب بالفيروس في الماضي.
فعند إصابة الجسم بأي فيروس، يقوم الجهاز المناعي بتكوين أجسام مضاده لمقاومته. وفي حالة العثور على هذه الأجسام المضادة في العينة، يعني ذلك أن الشخص كان مصاباً بكورونا في وقت ما. يتم هذا الاختبار عن طريق أخذ عينة دم من الشخص، والتي يتم تحليلها فيما بعد.
وقامت عدة شركات بانتاج اختبارات كشف الأجسام المضادة سريعة النتائج، وإذا ما تواجدت الأجسام المضادة التي يكونها الجسم ضد فيروس كورونا المستجد في الدم، وتسمى ب”IgM” و”IgG”، يتغير لون العينة. ويعني ذلك أن هذا الشخص كان مصاباً بالفيروس في الماضي لو كانت ايجابية لـ “IgG” وأصبح لديه مناعة ضده. أما لو كان إيجابي لـIgM فإن الإصابة تكون حديثة.
طالع المزيد:
-
د. محمد إبراهيم بسيوني يحدد سلوكيات الوقاية من الإصابة بفيروس «سارس Covid-2»
-
د. محمد إبراهيم بسيونى: يكشف أسرار تحورات فيروس كوفيد-19 ومصانع التحور
النتائج ليست دائماً مضمونة، بعض الأحيان يحدث ما يسمى بـ”التفاعلية المتصالبة”، أي تفاعل أجسام مضادة مع فيروس آخر شبيه بفيروس كورونا. يعني ذلك أنه حتى إذا جاءت نتيجة هذا الإختبار إيجابية، قد تكون الأجسام المضادة التي كونها الجسم كانت لمقاومة عدوى تنفسية أخرى من عائلة فيروسات كورونا، مثل نزلة البرد العادية. إلا أن منتجي هذه الإختبارات ينفون حدوث هذا الأمر مع منتجاتهم ويؤكدون على صحة النتائج.
نتيجة اختبار الأجسام المضادة الإيجابية تعني أن الشخص كان مصاباً بفيروس كورونا في الماضي، لكن توجد بعض الإستثناءات.
تعود أهمية اختبار الكشف التشخيصي لكورونا PCR “بي سي آر” إلى قدرته على تحديد الاشخاص المصابين بالفيروس، مما يجعل من الممكن التوصل إلى دائرة اختلاطهم وتحديد إجراءات العزل المناسبة لهم، سواء بالعزل الوقائي لمدة أسبوعين أو حجر صحي في الحالات الأكثر حدة.
أما اختبارات الأجسام المضادة “ELISA” فتساعد علماء الأوبئة على معرفة عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى في الماضي ولم يتم حسابهم في الإحصاءات الرسمية، كما يساعد هذا الاختبار على معرفة ما إذا كانت الأعداد تشير إلى الوصول لنوع من “مناعة القطيع” في المجتمع. ويساعد ذلك أصحاب القرار في الدول على اتخاذ الإجراءات المناسبة لتخفيف أو تشديد القيود المفروضة.
بالإضافة إلى ذلك يساعد اختبار الأجسام المضادة في اختبارات اللقاح التي تجرى على متطوعين لمتابعة رد فعل جهازهم المناعي، كما يمكن عبر هذا الاختبار متابعة النظام المناعي للأشخاص الذين أصيبوا بكورونا بالفعل وشفيوا منه. وبالفعل بدأت بعض المستشفيات الجامعية في استخدام اختبارات “ELISA” على عينة عشوائية من المشاركين لمعرفة ما إذا كانوا مصابين بعدوى، وكذلك لدراسة سلوك وتطور الفيروس.
تختلف الدول في تعاملها مع اختبارات فيروس كورونا لعدة أسباب مثل قدرات النظم الصحية في كل دولة وتوفر الاختبارات والمعدات المخبرية المطلوبة لإجرائها. كما يتباين سلوك الدول في جدية تعاملها مع الجائحة.
د. محمد ابراهيم بسيوني