حتى لايتسربوا كالنمل من بين أعيننا.. صيحة تحذير من كتب الإخوان وناشريها

تقرير يكتبه: على طه

سلط الضؤ على قطاع النشر المشبوه، وكشف التفاصيل المسكوت عنها – فى اتحاد الناشرين – عن المغالطات المقصودة، والتلاعب فى بيانات الناشرين، المنضمين للاتحاد، والخلايا النائمة فى دكاكين الوراقة” التى شكلت ومازالت تساهم فى تشكيل ثقافة المصريين ووعيهم الجمعى، لسنوات طويلة مضت، وسنوات قادمة،.. عن الكاتب سامح فايز المتخصص فى الإسلام السياسي، الذى أطلق صيحة تنبيه وتحذير للأمة فى معركة “صناعة الوعى” نتحدث.

فى مقاله المعنون بـ “مؤلفات إرهابي ليبي في 10 دور نشر مصرية.. من واقع سجلات اتحاد الناشرين”، يكشف فايز بالأسماء، عدد من دور النشر التي تتولى نشر كتب قيادات، الإرهاب من الإخوان وغيرهم من جماعات التكفير، على رقعة مصر والتنظيم الدولى للإخوان، منطلقا من الكشف مما يلمح إليه فى عنوانه، والمقصود به الإرهابى على الصلابى الملقب بـ “قرضاوى ليبيا” والذى لعب أخطر الأدوار فى المصير الذى آل إليه البلد العربى الشقيق من خراب ودمار، على أثر الاحتراب الداخلى، وإدخال الدولة فى فوضى مازالت تكافح للخروج منها.
من هو الصلابى ؟

من هو

اسمه علي محمد الصلابي، تضفى عليه جماعة الإخوان صفة “المؤرخ الليبي”، وهو عضو الجماعة المدرج على قوائم الإرهاب، فى عدد من الدول العربية، ومفتى الجماعة فى ليبيا حتى أنه يطلق عليه قرضاوي ليبيا، فهو أيضا عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذى يرأسه القرضاوى، وكان أحد المسؤولين عن متابعة مليشيا طرابلس، وهو عضو مؤسس وبارز في الجماعة الليبية المقاتلة.
عام 2008 أبرم الصلابي صفقة مع النظام الليبي السابق، خرج بموجبها أعضاء من “الجماعة الليبية المقاتلة” من السجون الليبية، من بينهم عبد الحكيم بلحاج، الذي كان عضوا في تنظيم القاعدة، ولم يلبث أن أسفر عن وجهه الإرهابى من اندلاع أحداث فبراير 2011 فى ليبيا، التى اشتهر الصلابي خلالها بكونه “عراب تسليح الإخوان”، ولعب إلى جانب قيادات بارزة في التنظيم، دوراً بارزاً في توظيف المليشيات لخدمة أهداف التنظيم الإرهابي والدول الداعمة له.
ومن ليبيا إلى مصر، وخلال فترة حكم الرئيس الإخوانى الأسبق محمد مرسى، وحكومته (2012-2013) نشط الصلابي بشدة مستفيدا من وجود أقرانه في السلطة في القاهرة مسهلا دعم وتمويل وتسليح الميليشيات الإرهابية والمتطرفة في ليبيا وتسهيل وصول الدعم من قطر، والذي أصبحت تركيا طريقه بعد نهاية حكم الإخوان في مصر.

الدور الإرهابى للمفتى الليبى

ومع الدور الذى لعبه الصلابى، وساهم فيه بالنصيب الأكبر، تحولت ليبيا منذ ما بعد 2011 إلى ساحة ترانزيت لتغذية الحرب في سوريا والعراق، بدعم وتمويل وتسليح قطر وبمساعدة تركيا حتى عبر طائراتها المدنية التي ظلت تطير ما بين إسطنبول ومطار مصراته الدولي في فترة توقف كافة أشكال الطيران فوق ليبيا).

طالع المزيد:

هذا هو الإرهابي الليبي، الذى توجد مؤلفاته على أرفف 10 من دور النشر المصرية، تتبنى أفكاره وتوزع كتبه، لكن ليس ما سبق كل شىء، فقصة دور النشر الإخوانية فيها تفاصيل أخرى، ممتدة إلى وقت طويل قبل أحداث يناير 2011، لكن يشير الوقت القريب من التاريخ السابق إلى وجود عدد من دور النشر الإخوانية، المشهورة في مصر، والتى تمتلكها قيادات وكوادر بارزة من الجماعة، ومنها دار “الوفاء” للطباعة، والتي يملكها عاصم شلبي، رئيس اتحاد الناشرين العرب، والمعروف بانتمائه إلى جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة، ودار “الدعوة” التي يمتكلها محسن راضي، القيادي الإخواني ورئيس اللجنة الإعلامية لحزب الحرية والعدالة – الذراع السياسية للجماعة الإرهابية – ودار “الأخبار العربية” التي يملكها متولي صلاح عبد المقصود، وزير الإعلام السابق، ودارا: “الرحمة” و”يقين”، واللتان يملكهما القيادي الإخواني خيرت الشاطر، النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية المحظورة.

قرارات التحفظ

وفي معرض القاهرة الدولى للكتاب عام 2015، اشتعل سخط إعلامي بسبب عرض مؤلفات البنا وقطب والقرضاوي التي نشرتها دار الشروق بجناح الدار بالمعرض، مما أدى إلى قيام الدار برفعها استجابة للسخط الشعبي والإعلامي.
وخلال شهر سبتمبر 2015 قامت لجنة التحفظ وإدارة أموال جماعة الإخوان الإرهابية، برئاسة المستشار عزت خميس، بتنفيذ التحفظ على 5 من دور النشر وفروعها مملوكة لقيادات جماعة الإخوان الإرهابية، وهى: دار الفتح للإعلام العربي “محمد السيد سابق”، ومركز الإعلام العربي للأبحاث” صلاح عبد المقصود”، ودار الفضيلة “طه أحمد عيسي عاشور”، ومؤسسة اقرا للنشر “قاسم عبد الله إبراهيم”، وحروف للنشر والتوزيع “عبد الناصر سعد عمر”.
وفى شهر أغسطس من عام 2017 أصدرت لجنة التحفظ وإدارة أموال جماعة الإخوان الإرهابية برئاسة المستشار الدكتور محمد ياسر أبو الفتوح رئيس اللجنة، التحفظ على الشركة العربية الدولية للتوكيلات التجارية والمملوكة للمتحفظ عليه عمر محمد شريف مصطفى أحمد الشنيطي والمالكة لمكتبة” ألف”، وبموجب القرار تم التحفظ على عدد 37 فرع بمختلف محافظات الجمهورية، كما تحفظت اللجنة على شركة “بيزنس نيوز للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع والمملوكة للمتحفظ عليه مصطفى مختار محمد صقر، والمالكة لجريدة “ديلى نيوز”، وشركة بيزنس ميديا جروب للدعاية والإعلان، وشركة “كابيتال ماركتس انستتيوت.
وفي معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورة عام 2018 ، لم تصدر أى قرارات بمنع دور نشر الإخوان من المشاركة فى المعرض؛ لأنّ أغلبها لم يقدّم أساساً طلباً للمشاركة، لكن الوضع العام أجبر تلك الدور على تجنب المشاركة، تخوفاً من التحفظ على أموالها، وقامت بعض الدور بمشاركة نظيراتها من دور النشر المملوكة لأعضاء في الجماعة، لم يصدر ضدّها أحكاماً قضائية بالتحفظ.
وتم تسليم الدور، المتحفظ عليها إلى وزارة الثقافه لتتولى إدارتها، وتعمل هذه الدور وتدار بشكل طبيعي، كما أكد عدد من المسئولين عن الثقافة.

التسجيل باتحاد الناشرين

ونعود إلى الكاتب سامح فايز، الذى فتح ملف دور النشر المشبوهة، مجددا، والذى أوضح في تصريحات إعلامية أن تنظيم الإخوان الإرهابي دفع بأعضائه للتسجيل باتحاد الناشرين المصري، وما ترتب على ذلك زيادة عدد دور النشر المسجلة بالاتحاد من 260 عضوا قبل عام 2012، إلى 560 عضوا عام 2014، ووصل الرقم إلى 1300 عضو، واستطاع عضو تنظيم الإخوان عاصم شلبي، (المتوفي فى ديسمبر 2018) الوصول إلى رئاسة اتحاد الناشرين المصريين، وذلك خلال حكم الإخوان.
وفى ظل المحاولات المستمرة من جانب الإخوان الإرهابية، لاستغلال المؤسسات الثقافية المصرية، وإصدار المؤلفات التى تعمل على نشر فكر التنظيم على مدار السنوات الماضية، أكدت مصادر مطلعة أن جماعة الإخوان حاولت خلال الفترة الماضية توظيف عدد من دور النشر تجاوزت 500 دارا داخل مصر من أجل نشر أفكارها، ليس فقط بالاعتماد على كتاب منتمين للتنظيم ولكن باستغلال مجموعات أخرى من الكتاب والمثقفين المؤثرين في المجتمع بهدف إعادة نشر الفكر الإخواني بين الفئات الشبابية على وجه التحديد، لإيجاد مساحة لتواجد التنظيم الذي بات منبوذاً على المستوى الشعبي، بسبب عملياته المسلحة.

استغلال الوسط الثقافى

ويؤكد سامح فايز فى تصريحاته إلى أن جماعة الإخوان تستغل الوسط الثقافي وتحديدا الرواية الأدبية والكتاب باباً خلفياً للعودة إلى المشهد العام في البلاد.من ضمن الدور التى تم الإشارة إليها، ويضيف أن دار نشر عصير الكتب تنشر كتابات أحمد خيري العمري التي تعتبر صورة أكثر حداثة من كتابات سيد قطب، على رأسها كتابه الأخطر معالم فى الطريق، وقدم العمري نسخة مماثلة له فى كتابه البوصلة القرآنية، وتنشر الدار أيضا كتب الأردني أيمن العتوم،، إلى جانب كتب الفلسطيني أدهم شرقاوي، وتنشر الدار أيضا كتب الإخواني يوسف الدموكي، والمقيم حاليا فى تركيا، والذي تنضح كتبه بالفكر الإخواني الذي يشوه الهوية المصرية وينتصر لأفكار الإسلام السياسي المتطرف!

زر الذهاب إلى الأعلى