د. ناجح إبراهيم يكتب: الشيخ إسماعيل العدوي

كتب د.ناجح إبراهيم مقالاً بعنوان”الشيخ إسماعيل العدوي”وتم نشره في جريدة الوطن، الصادرة الثلاثاء وهذا هو نص المقال:
• طلب الرئيس ناصر لقاءه والتقاه في منزله, كان الملك الحسن الثاني يجله ويسمع وعظه في الدروس الحسنية, كان مريدوه بالآلاف,ت أثر به الرئيس السيسي في شبابه, ورغم ذلك ظل منكسراً لربه متواضعاً لخلقه.
• جاء من أقصي الصعيد يسعي إلي الأزهر قبلة العلم,في يوم الجمعة التالي توجه مع زملائه لصلاة الجمعة,تغيب الخطيب يومها,ألح عليه زملاؤه ليخطب فهم يعرفون فصاحته وتدينه,صعد المنبر وألقي خطبة أبكت المصلين,بعد الصلاة أقبل الناس يثنون عليه,وبعضهم راح يقبل رأسه ويده,أصابه العجب بنفسه؟.
• عندما حل الليل ذهب ليشتري طعاماً لزملائه,وبينما هو في الطريق إذا به يتلقى صفعة قوية علي وجهه فسقط مغشياً عليه,ولما تأخر عن زملائه توجسوا خيفة فذهبوا يبحثون عنه,فوجدوه ملقي علي الأرض في حارة مظلمة,حملوه إلي البيت وهو لا يدري بنفسه,استغرق في نوم عميق حتى قبيل الفجر, جاءه والده في المنام وأمسك بناصيته معاتباً:”من لم يتواضع للعلم ستناله صفعات كثيرة”.
• تعلم منذ ذلك اليوم الانكسار لله والتواضع لخلقه, ومن يومها وهو لا يسير إلا مطأطئ الرأس رغم شجاعته وشهامته.
• كان يحكي هذه القصة لتلاميذه ويقول حكايتها: ذلكم خادمكم إسماعيل صادق العدوي, هذه واحدة من عشرات القصص الإيمانية والتربوية التي حكاها وعاشها مع تلاميذه ومريديه.
• كان الشيخ إسماعيل العدوي “شاعراً وفقيهاً وواعظاً بارعاً معروفاً بشجاعته وصدعه بالحق ومشهوراً بفراسته وزهده وتصوفه, وكان مع شدته في الحق خفيف الظل”.
• كان محباً للتواشيح عامة والنقشبندي خاصة,وكانت له أذن موسيقية تستقطب أجمل ألحان القرآن والتواشيح.
• كان يهوى المصارعة الرومانية في شبابه وحصل علي كأس التفوق فيها سنة 1964 وكانوا يلقبونه بالشيخ المصارع.
• الشيخ العدوي هو فخر محافظة أسيوط والصعيد فهو أعظم خطيب للجامع الأزهر حيث كان المنبر يهتز تحته من قوة بلاغته ووعظه مع صدقه وتجرده.

اقرأ أيضا للكاتب:

• ينتسب الشيخ إسماعيل العدوي إلي قبيلة “بني عدى” بمنفلوط وينتهي نسبه إلي الخليفة العادل عمر بن الخطاب, بعد حصوله علي الثانوية الأزهرية التحق بكلية “الشريعة والقانون” بالأزهر وتخرج منها سنة 1964 وحصل علي إجازة التدريس والعالمية وعمل إماماً وخطيباً بمسجد سيدي أحمد الدردير.
• في مطلع خدمته ارتبط بالوعظ في الجيش المصري من خلال وزارة الأوقاف وطاف الكثير من معسكرات الجيش وكان له تأثير كبير في رفع الروح المعنوية للوحدات العسكرية حتى حصل علي نوط الشرف العسكري عام 1973,أعير للأمارات عدة سنوات وتولي فيها منصب مدير الدعوة لمدة 11 عاماً متواصلة من 1975 إلي 1986.
• عاد إلي مصر وأصبح خطيباً للجامع الأزهر أكبر جامع وأول جامعة في مصر, كان الناس يأتون إليه من كل مكان لتستريح قلوبهم ونفوسهم فقد كان المنبر العظيم يرتج تحت وقع صدعه بالحق وكانت قلوب المصلين ترتج أيضاً وكأنه يحرك الضمائر والأفئدة نحو الحق والصواب.
• كان له استهلال شهير لخطبه لا ينساها مريدوه”اللهم صلي علي سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق, الناصر الحق بالحق, والهادي إلي صراطك المستقيم”.
• ترأس الطريقة الخلوتية وأصلح شأنها وجعلها مميزة عن باقي الطرق الصوفية ووجهها إلي العلم والذكر الصحيح ومنع عنها الدخلاء والبدع وجعلها مثوى للعلم والعلماء وأكابر الناس وعقلائهم.
• كان عضواً بمجمع الفقه الإسلامي بجدة, وعضواً في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ونائباً لرئيس رابطة العالم الإسلامي لخطباء الجمعة في المغرب.
• كانت له علاقة جيدة بملك المغرب الراحل الحسن الثاني وكان يدعوه للدروس الحسنية بحضره الملك شخصياً.
• شخصيات كثيرة شهيرة من كل الأطياف تأثرت بالشيخ العدوي,ومن أهم هذه الشخصيات الرئيس السيسي وقد ذكر ذلك شخصياً في إحدى اللقاءات التلفزيونية وأثني علي الشيخ العدوي كثيراً وقال: “إنه كان يتمتع بقدر كبير من العقل والرشد”.
• كان الشيخ العدوي يهتم بذوي الاحتياجات الخاصة ويصنع لهم الطعام في مضيفته ويكرمهم ويذكر الناس بعدم إيذائهم وحسن معاملتهم.
• والبعض يعزو اهتمام الرئيس السيسي بذوي الاحتياجات الخاصة وقد غير اسمهم إلي ذوي القدرات الخاصة إلي تأثره بالشيخ العدوي الصوفي الزاهد,ويستدلون بكلمات الرئيس لهم “بكلمة أولادنا” وأنهم “أهل الله” وقال لأحدهم وهو يستأذن في سماع صوته “أنا حاسمع أحلي حاجه منك” , “تعالوا جنبي هنا عاوزكم تزودونا بركة”ويصفهم دائماً بـ “أهل الله” وهو أول رئيس مصري يهتم بهذه الطائفة وتحدث عنهم في خطبة 185 مرة ووصفهم بأولادنا في 60 مرة.
• وكان العدوي يعطي في الأسبوع الواحد قرابة عشرة دروس متخصصة في عدة مساجد فضلاً عن دروس لمريديه في ساحة منزله الذي تبرع به ليكون معهداً أزهرياً.
• وقد توفي الشيخ العدوي في العشر الأواخر من رمضان بعد ليلة من ليالي الوتر, وكانت وفاته عام 1998 .
• سلام علي الدعاة وأئمة الخير وصانعيه

زر الذهاب إلى الأعلى