إسلام كمال يكتب: لماذا لا يوجد حكما إسرائيليا في كأس العرب؟!

سؤال غريب للبعض، ومستفز لآخرين، هذا الذي عنونت به مقالى!!!

لكنى قصدت ذلك لجذب الأنظار للشرق الأوسط الإسرائيلي، الذي نغرق فيه خلال الفترة الأخيرة بالذات!

تحولت فيه الموساد وجيش عملاءها إلى نجوم المشهد، يصولون ويجولون فيه بربوع المنطقة في أجواء غير سرية بالمرة، بل مليئة بالتباهى، والتعاون مع أجهزة مخابراتية عربية، تحولت عواصمها لمحطات علنية لجهاز المخابرات الإسرائيلي بحجة مواجهة التهديد الإيرانى المباشر وغير المباشر.

نحمد الله، أن الديربي المغاربي المارثونى بين منتخبي المغرب والجزائر تجاوز كل محاولات الفتنة والوقيعة، لأنه يأتي في وقت عصيب على خلفية توتر مغربي جزائرى غير مسبوق وصل لحد توقيع الرباط مع تل أبيب أول تحالف دفاعى عسكري عربي إسرائيلي، رغم أن المغرب رئيسة لجنة القدس، وكانت الحجة المعلنة لذلك مغربيا وإسرائيليا إن الجزائر حليفة لإيران!

الواقع المرير، الذي جسده سؤالى، لأن كأس العرب المقامة في قطر، كبروڤة للمونديال المرتقب، يتم تحت إشراف الفيفا، ولا يوجد فيه حكام عرب تقريبا، وبه حكم إيرانى، فما المشكلة من وجود حكم إسرائيلى، طالما أغلب المنتخبات المشاركة لها علاقات بشكل أو أخر، وبمستويات مختلفة مع إسرائيل، ومنهم من يحترف في دورياته إسرائيليين، حتى لو كانوا من عرب إسرائيل، كما هو الحال في الإمارات، ومنهم من وقعوا إتفاقيات كروية مع إسرائيل، كالمغرب.. وبالتالى الأمر لم يعد غريبا!

وإسرائيل لديها حكام دوليين يشاركون في إدارة مباريات في الدورى الأوربي وتصفيات المونديال الأوربية، ومن الممكن أن يكون حكم للمنتخب القطرى خلال مواجهاته الأوربية، مثل آلون يفت وأوريل جرينفليد، فلماذا لم نراهم، في كأس العرب، خاصة أنه حتى المنتخب الفلسطيني مثلا لم يرفض أو يتحفظ على إدارة حكم الهندروس ذو الأصول العربية، رغم أن الهندورس من الدول التى وافقت على إقامة سفارة لها في القدس الشرقية!

اقرأ أيضا للكاتب:

أنا لا أدعو لمشاركة حكم إسرائيلى في كأس العرب، حتى لا يفهم البعض خطأ ذلك، وأنا أورط الرياضة في السياسة، لكنى أنبه إلى أننا نتجه إلى ما هو أخطر من ذلك، والأمر لم يعد مكايدات سوشيالية بين عشاق المنتخبات المختلفة، كما حدث بين المغاربة والجزايرية مثلا، بل للأسف تحول لواقع صعب، تتسيد فيه إسرائيل المنطقة بل العالم، ففرنسا التى تأمر العرب في لبنان مثلا وتواجه إيران بمنتهى القوة، لم تستطع أن ترد الصاع الذي أخذته من تل أبيب بعد الكشف عن التجسس الإسرائيلي على الرئيس الفرنسي ماركون، وعادت العلاقات بينهما، كما لو كانت وأكثر!

ومعلن للجميع إن إسرائيل تضع سيناريوهات ضرب إيران، وتستعد ماليا وعسكريا ومخابراتيا وسياسيا لذلك، ولا تتوقف غاراتها على سوريا حتى بالقرب من القواعد العسكرية الروسية، ولا يحرك ساكن لأى أحد حول العالم، لا عربي ولا غيره!

فلماذا إذا لا يحكم المبارة النهائية في كأس العرب مثلا حكما إسرائيليا في ظل الأجواء الإبراهيمية التى نعيشها؟!، وفي ظل العلاقات الساخنة بين الفيفا وإسرائيل، والتى اقترحت على انفنتينو رئيس الفيفا مونديالا إبراهيميا تقيمه إسرائيل والإمارات ومصر في ٢٠٣٠!!!

وبالمناسبة قلت سابقا في مقال لى، أن الطريق الأسهل لاستضافة مصر للمونديال هو مشاركة إسرائيل في إقامته، واقترحت وقتها إقامة مشتركة بين مصر وفلسطين وإسرائيل، وأسميته مونديال السلام، وها هو نفتالى بينت رئيس الوزراء الإسرائيلي يأخذ فكرتى ويحولها من مونديال السلام للمونديال الإبراهيمي، ويستبعد فلسطين ويشرك بدلا منها الإمارات، ويدخل مصر في المشروع دون مراجعة معلنة على الأقل معها!!!

كما قلت لكم، نعيش واقعا في غاية الصعوبة والغرابة، لم تعد قاعدته الأرض مقابل السلام، بل الاقتصاد مقابل السلام، ولا حديث عن الأرض، ولا حتى حديث عن السلام الحقيقي مع الفلسطينيين، بل التطبيع مع الدول العربية!

زر الذهاب إلى الأعلى