بريشة فنان وقلب طفل.. “نسيم” يرسم السعادة على مدارس المنوفية
كتب: إسلام فليفل
“حياتنا ساعات بنرسمها ونجملها بالألوان، في لون نختاره يكتمها ولون يدى لحياتنا أمان”، هذه ليست مجرد كلمات أغنية، بل شعار اتخذه المبدع نسيم عادل، ذلك الشاب الذي قرر رسم الحياة وتلوينها، فلم يقبلها بالأبيض والأسود فقط، لكن أضاف إليها ألوان أخرى أطفت عليها البهجة.
في إحدى شوارع محافظة المنوفية العتيقة، تستوقفك لوحات فنية رُسمت على أسوار إحدى المدارس، يرسمها شاب بسيط بريشة فنان تشكيلي جاء إلى المنوفية منذ عشر سنوات ليصبح واحدًا من أبنائها، ويطلق عليه في مجاله الفني “الرسام المنوفي” أو “دافنشي المنوفية”.
نسيم عادل ولد في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، وعشق الرسم منذ نعومة أظافره، فأدرك أن كل ما يريده هو العمل في هذا المجال، لكنه لم يكن يعرف مدى الصعوبات التي ستواجهه.
يقول “نسيم”: “منذ أن قررت أن أتخذ طريق العمل في مجال الرسم سافرت إلى المنوفية، وبدأت في الرسم للجاليريهات ثم طورت من طريقة رسمي، وتعاملت مع العديد من الفنانين حتى تعلمت الفن التشكيلي على يد فنان قاهري مقيم بالمنوفية، ساعدني على المشاركة في العديد من المعارض، وتم اعتمادي من قبل وزارة الثقافة كفنان فطرى، فقد تعلمت هذا الفن دون دراسة مثل باقي الفنانين التشكيليين في كليات الفنون الجميلة، وأصبحت مدونًا في كتب وزارة الثقافة، وحصلت على العديد من الشهادات كفنان تشكيلي فطرى”.
وتابع: “لكن الواقع كان عكس ذلك، فلا يوجد لى حقوق من وزارة الثقافة ولا أستطيع أن يكون لى كارنيه مدون به مهنتي التي حاربت كثيرًا كي أتقنها، فهذه الكارنيهات مقتصرة على خريجي كلية الفنون الجميلة فقط، حتى بطاقتي الشخصية استخرجتها بمهنة رسام بصعوبة كبيرة، فلا يوجد من يعترف بي، فوجودي في كتب الوزارة مجرد اسم فقط، وهذا ما جعلني أترك المشاركة في المعارض الفنية لعدم التقدير، وأتوجه إلى رسم الجداريات على أسوار المدارس وداخل المنازل، فأتعامل الآن كعامل وليس فنانًا، فالكثيرون لا يعرفون شيئًا عن الفن التشكيلي فأنا أرسم ما يريده صاحب العمل لكي أجد قوت يومي فأصبحت الآن كالنقاشين”.
“نسيم” يسعى إلى تحقيق حلمه والوصول إلى هدفه عن طريق استكمال دراسته الثانوية، لكي يلتحق بكلية الفنون الجميلة، حتى ولو كان عمره تخطى الثلاثين، فكل ما يريده أن يُعامل كفنان له تاريخ ولوحات ومدون في كتب الفن التي تفتخر بها الدولة.
