المذيع الجزائري عُمر ملايني: تجربتي في مصر فريدة من نوعها.. وعملت في البداية دون أجر
في حوار خاص لـ"بيان"
كتب: إسلام فليفل
قمت بتغطية أهم الأحداث السياسية في الجزائر
معظم المؤسسات الإعلامية رفضت توظيفي في بداية مشواري
في عام ٢٠١٠ أصبحت صحفيًا مهمًا وحققت أهم الخبطات الصحفية
كأي شخص بدأ بدايات حياته طبيعية أو رُبما قاسية قليلا، فكلما بحث عن وظيفةٍ جديدةٍ في مجال دراسته، وجد فيها المُعاناة وأهم ما يُشغل بال صاحب العمل أن يكون “دون مقابل”، وهذه كانت عَقبة لشاب يُريد صُنع مستقبلا باهرًا له ولأسرته التي تعبت في رحلته التعليمية.
فحين انبطحت الفُرص أمامه لم يكن غير أن يُفكر في استغلال واحده منهم -حتى وإن كانت دون مقابل- ليذكر نفسه أنه قد اتخذ أولى خطواته وإن كانت مُتعبة.
بدأ عمله الصحفي في جريدة المحرر اليومية دون أجر، رغم ظروفه التي كانت لا تسمح بذلك، وحالات الانهيار النفسي التي كانت تُنافسه بكل قوّة، فضلا عن معاناة المعيشة وضخامة المصاريف في بلده “الجزائر” خاصة وأنَّه كان في بدايات حياته وفي احتياج لبناء مُستقبل له.
ليتحول الأمر بعد ذلك، من معاناة ذاقت لهيب الجمر، لحياة جديدة بلون النجاح والفرح، ليكون هو ذو الأمرين وذو الحالتين ما بين الماضي والحاضر، ويُصبح مقدم برامج وصحفيًا ملهمًا لأجيال أتت من بعده يقدسون كتابته وأفعاله وشخصيته التي أصبحت نموذجًا مُشرفًا في الوسط الإعلامي الجزائري.
هو المذيع الشاب، محمد عُمر ملايني التي أجرت “بيان” حوارًا معه وعرِفت ما في نفسه وتحدّثت مع قلبه الذي يحمل أسرارا لم تُحكى كثيرا.
وإلى نص الحوار..
بداية..كيف بدأت مشوارك الإعلامي؟
مشوارى في الساحة الإعلامية لازال في البدايات، حيث بدأت أولى خطواتى كصحفى يعمل بدون مقابل، كنت أتحدث مع نفسي وأقول المهم هو دخولي في عالم الكتابة الصحفية والتغطيات في مختلف المجالات السياسية والثقافية والرياضية.
في عام 2010 كانت الجرائد الجزائرية تعيش حالة من الانتعاش الصحفى مما فتح المجال لخريجي الإعلام، وهو ما ساعدني على القيام بتغطيات وخبطات صحفية مهمة في مسيرتي.
أهم جريدة احتضنتني كانت يومية ” المحرر” فيها اكتشفني الصحفي يوسف طافر، من خلال حوارات أجريتها في مهرجان وهران للفيلم العربي مع ممثلين ومخرجين من البلدان العربية، هذه الجريدة سمحت لي بممارسة شغفي في الإعلام، ثم انتقلت بعدها إلى مؤسسة الإذاعة والتليفزيون عام2013، كمذيع لتقديم الأخبار بقناة الشروق.
ما أهم الأحداث التي قمت بتغطيتها على الهواء؟
من أهم الأحداث التي قمت بتغطيتها في بداية مشواري كانت بمهرجان وهران للفيلم العربي لمدة 7 سنوات متتالية، كما خضت تجربة في تغطية التظاهرات الكبرى منها تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية سنة 2011 وقسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، فضلا عن تغطية الأحداث السياسية في الجزائر خاصة ما تعلق بالانتخابات الرئاسية.
أما تغطية محاكمة رموز الفساد للنظام السابق الذي أطاح به حراك 2019 فكانت تجربة رائعة، ويبقى أهم حدث قمت بتغطيته من مصر الشقيقة هو كأس أمم أفريقيا الماضي، حيث قدمتُ تقارير رياضية وثقافية تتعلق بمقهى نجيب محفوظ، وأم كلثوم، وشارع المعز، والقاهرة التي لا تنام وكانت تجربة رائعة كسبت من خلالها أصدقاء من مصر.
وماذا عن أبرز الصعوبات التي واجهتك؟
أبرز صعوبات تتمثل في رفض المؤسسات الإعلامية قبول توظيفي في بداية مشواري رغم أني كنت متوهجًا حاملًا معى شهادة ليسانس في الإعلام وطالب في المدرسة العليا للأساتذة تخصص أدب عربي، وضعت السيرة الذاتية في العديد من المؤسسات الإعلامية في الصحف والإذاعة والتليفزيون لكن بدون جدوى.
كيف كانت بدايتك في قناة الشروق الجزائرية؟
تجربتي في قناة الشروق بدأت في سنة 2013 بعد كاستينغ طلب مني بعدها إثبات قدراتي في ظرف شهر من قِبَل مدير الأخبار، وبالفعل دخلت متعطشًا إلى مجال السمعي البصري فقدمت تقارير لفتت نظر المسؤولين خاصة في الثقافة والرياضة، ومن وقتها حجزت لنفسي مكانة مهمة في قاعة التحرير.
ورغم أني دخلت لقناة الشروق كمقدم أخبار إلا أنني لم أنل فرصتي في ذلك، وهو ما زادني إصرارًا للاجتهاد أكثر، وكنت أقول لن أبحث عن الشاشة يجب أن تبحث الشاشة عني، لأنه في نهاية المطاف الكتابة الصحفية فيها متعة أكثر والتقديم عبارة عن تحصيل حاصل، ظهرت على الشاشة من خلال برنامج الساعة الأولى للزميل “رشدي رضوان” وهو ما فتح لي دخول عالم التقديم من باب النشرة الثقافية ثم اقترح علىّ إعداد وتقديم برنامج مراسلون في 2015 وهو مستمر إلى اليوم.
حدثنا عن برنامج تريندينغ الذي تقدمه على شاشتها؟
في الحقيقة عندما تم استدعائي لتقديم البرنامج الذي لم أكن في طاقمه يوم دخلت الشبكة البرامجية طلبت من المسئولين تغيير العنوان وطريقة الإخراج لأني لا أحب تقديم برنامج مُقلد عن قناة أخرى، وللأسف لم يتم تغيير العنوان والشكل.
وأؤكد على أني من أول يوم دخلت البرنامج لم أذكر اسمه في التقديم، أكتفي فقط بقول أهلا وسهلا بكم في هذا البرنامج وأشير بيدي إلى العنوان، أؤمن بأن الأفكار موجودة وما علينا إلا تطبيقها، لهذا لا أشعر بأني أقدم عملًا جيدًا في هذا البرنامج المقلد عن قناة BBC.
ماذا عن رؤيتك للمشهد الإعلامي الجزائري في الوقت الحالي؟
مازلنا نبحث عن مشهد إعلامي نمارس فيه ما يسمى بالسلطة الرابعة، صحيح يوجد انفتاح على القطاع الخاص فيما تعلق بتعدد القنوات التليفزيونية لكن في المقابل هناك قنوات تُغلق لأسباب متعددة وهو ما يجعل المشهد أكثر ضبابية، خاصةً مع تراجع الصحف الورقية لصالح المواقع الإلكترونية التي تبحث هي الأخرى عن مصادر تمويل لدخول الساحة الإعلامية بقوة ومن أجل تنشيط سوق العمل لخريجي الإعلام.
كيف ترى السوشيال ميديا وتأثيرها على الرأي العام؟
بقدر ما أُلغيت الحدود بين الأفراد بقدر ما خُلقت الفردانية في العائلة هذا من جهة، من جهة أخرى أصبحت السوشيال ميديا سلطة خامسة فهي عادة ما تدفع السلطة الرابعة “وسائل الإعلام التقليدية ” من أجل التطرق لموضوع يصنع الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، لكن ذلك خلق أيضا ما بات يُعرف بالتنمر حيث نشاهد تدني الأخلاق على مستوى التعليقات في طريقة النقد فضلا عن وجود ظاهرة الذباب الإلكتروني وهو ما يجعلنا أمام حتمية الضرب بيد من حديد للحد من هذه الظاهرة.
رسالتك لخريجي إعلام ممن يرغبون في الإلتحاق بالعمل الإعلامي؟
رسالتي لخريجي الإعلام، هو ممارسة الصحافة أولًا التي تسمح بالعمل في كافة فنونها، من أجل كسب خبرة قبل التوجه لأي وسيلة إعلامية، لأن أي مسؤول في مؤسسة إعلامية سيقول لك ماذا ستقدم لنا كإضافة؟ سيسألك هل لك خبرة في الميدان؟ أنصحهم أيضا بالمطالعة وكسب لغات أجنبية، ومسافة الميل تبدأ بخطوة.
ماذا لو عُرض عليك العمل داخل مصر؟
تجربتي في مصر فريدة من نوعها، حينما قمت بزيارتها عام2019 فمنذ تلك اللحظة وهي تسكن بداخلي، والأكيد لو عُرض علي العمل لن أتردد في كسب خبرة جديدة، في بلد يتنفس الإعلام، مازلت أحن للعودة إلى القاهرة لأكتب ربورتاجات عن مدينة تتوضأ من نهر النيل لتصلي في الأزهر الشريف.
حدثنا عن برنامج مراسلون وطبيعة ما تقدمه من خلاله؟
برنامج مراسلون بشعار “المراسلون هم أبطال الصحافة ” بلغ موسمه السابع هذا العام، هو برنامج يعتمد على شبكة المراسلين في الجزائر من أجل إعداد ربورتاجات عن الغرائب والعجائب والتراث والفولكلور والعادات والتقاليد الخاصة بكل منطقة، مراسلون يعتبر واحد من البرامج التي لها مشاهدات عالية عند العائلة الجزائرية داخل الجزائر وخارجها نظرًا لأسلوبه البسيط والمشوق، فضلًا عن المواضيع التي تستهوي الفئة العمرية الكبيرة ما جعل البرنامج مطلب العائلة الجزائرية التي تشاهده مجتمعة.
كيف ترى الوضع السياسي في الجزائر في الوقت الراهن؟
الوضع السياسي في الجزائر حاليًا بعد الحراك عرف استقرارًا لكن الوصول إلى الرضا التام على السلطة يبقى نسبيًا، لكن على المستوى الخارجي حققت الديبلوماسية الجزائرية نجاحًا خاصة مع الجانب الفرنسي الذي تراجع دوره في المشهد السياسي الجزائري بفعل الإرادة الشعبية.