د/ناجح إبراهيم يكتب: “تأملات حزينة”
أول مرة في تاريخ الجامعات المصرية يقبض على رئيس جامعة متلبس بالرشوة في أثناء خدمته، والأغرب من ذلك أن الأستاذ رفعت فياض ظل 6 سنوات يذكر أخطاء رئيس جامعة دمنهور في جريدة أخبار اليوم في صفحة التعليم والجامعات الشهيرة دون أن يلفت ذلك انتباه أحد.
والغريب أنه جددت رئاسته مرتين، والأغرب أنه أدخل ابنه كلية الصيدلة بالجامعة بالتحايل علي القانون رغم حصوله علي مجموع 52%، ورغم ذلك فشل في كلية الصيدلة فحوله إلى كلية الطب في روسيا، وما زال يدرس بها,ومن أجله أجرى شراكة بين جامعته والجامعة الروسية.
منذ فترة قبض على مستشار بوزارة الصحة بتهمة الرشوة يعمل أستاذاً بكلية الطب أخفي شيك الرشوة في مكان حساس مما اضطر الرقابة إلى تفتيشه ذاتياً وإخراج الشيك، ما الذي يدفع مثل هذا العالم والطبيب الثري لهذه الإهانه فمرتبه مع دخله من عيادته ومركزه الطبي كبير جداً ثم ينظر إلى المال نظرة جشع لا ينظرها أفقر الناس،الغنى حقاً غنى النفس.
لماذا أكثر المرتشين أغنياء جداً ومرتباتهم كبيرة، وبعضهم لديه من العلم ما ينبغي أن يحول بيه وبين هذه السفاهات المشينة، أين أثر العلم علي القلب والضمير، إذا كان حالات الرشوة هكذا رغم قوة الرقابة الإدارية وسطوتها ونشاطها، ترى ماذا كنا سنرى لو لم تكن هذه الأجهزة في أوج قوتها,حقاً إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن,لو ترك هؤلاء وغيرهم لضمائرهم لضاعت البلاد وفسد العباد.
كل يوم يقبض علي مسؤول في جهة ما بتهمة الرشوة ومعظم الرشاوى تأتي من أبواب التوريدات والعطاءات فرشوة وزارة الصحة جاءت من هذا الباب ورشوة جامعة دمنهور جاءت منه أيضاً,لو استطعنا حل هذه المعضلة وسد هذا الباب بمرونة وبطريقة تحقق المقصود دون رشوة لأغلقنا بذلك أهم باب للرشوة في مصر.
أكثر خلافات المصريين في مواقع التواصل الاجتماعي إما علي لاعب أو مطرب مغمور أو ملابس فنانة أو زي راقصة أو مباراة كرة أو طريقة لعب أو تحكيم,هناك حالة تسطيح عقلي وفكري غير مسبوق لا تكاد تجد أي قضية هامة ومفيدة تطرح,وإذا طالعت كل منابر الفكر في مصر ترحمت علي أيام كان فيها الفكر المصري متوهجاً وسفيراً لمصر في الشرق الأوسط,الآن ليس هناك شاعر أو كاتب أو صحفي أو باحث مصري عالمي ينتظر الناس في العالم العربي والشرق إبداعاته وأطروحاته وأفكاره ويتداولوها,هناك حالة من الخفوت الفكري المصري الغير مسبوق,ولحق به أيضاً خفوت فكري شامي غير مسبوق مع أن الشام كان قبل ذلك يتسابق مع مصر دوماً في هذه العطاءات.
رغم فوائد وسائل التواصل الاجتماعي في نشر التهاني والتعازي والتواصل الإنساني والأسري إلا أنها تسببت في أحيان كثيرة في قطع الرحم,وتفكك الأسر,وفسخ الخطوبة,أو التسبب في الطلاق,الإسهال في الكتابة ممن لا يحسنها في الفيس يؤدي إلي عواقب وخيمة,فأحياناً تكاد ترى الحمق يخرج من بين طيات حديث البعض وبعضهم يمتلأ حديثه بالتطاول والسباب وكأنه يلقي بالحجارة من منصته علي الناس دون تبصر أو عقل.
لن تحترم نفسك أو تحترم من الناس حتى تفعل عشرة أشياء تسعة منها تكمن في الصمت,وترك ما لا يعنيك وعاشرها اعتزالك للحمقى وصغار العقول وعديمي الأخلاق.
إذا سجدت فأطل السجود فإن البلاء لا يستقر علي ظهر ساجد.
النزول للسجود ليس نزولاً للأرض ولكنه صعود للسماء.
السنبلة الفارغة ترفع رأسها في الحقل”تعالياً”أما الممتلئة فتخفض رأسها”تواضعاً”فهي تعرف قيمتها,فلا يتواضع إلا العاقل ولا يتكبر إلا الفارغ الأحمق.
أعظم الأبيات التي تلخص حكمة الحياة وأرددها دائماً:
لكل شيء إذا ما تم نقصان ** فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأيام كما شاهدتها دول ** من سره زمن ساءته أزمان
من روائع د/مصطفي محمود “إذا رأيت البلاء يطهرك فهو نعمة وإذا رأيت النعمة تطغيك فهي نقمة”.
سأل المريد شيخه : كيف تبرد نار النفس,قال : بالاستغناء فمن استغني ملك.