منال قاسم تكتب: العيد فى زمن الكورونا
فى ظل أزمة كورونا التى يمر بها العالم لاشئ يبدو طبيعيا.
مع فرض إجراءات احترازية لم تعد مظاهر الاحتفال كعادتها، فلا صلوات عيد فى ساحات مزدحمة، ولا شواطئ عامة، وحتى النوادى والحدائق العامة تغلق أبوابها بمواعيد محددة.
تبدلت طقوس الأعياد فكيف هو العيد في زمن كورونا؟!.. وكيف تبدو الطقوس مقارنة بسابقاتها مختلفة تماما عما كانت عليه فى السنوات السابقة.
للعام الثانى على التوالى تتبدل الأحوال وتتغير الأمور ولكن للأعياد دائما بهجتها، فمع تقليص المشاركات فى الصلاة حيث كان فى السابق يحتشد المئات يبدو المشهد الآن غريبا ومختلفا، فقد توجب هذا العام أن تكون الصلاة فى المساجد مع إبقاء مسافة محددة، فى مشهد تاريخي غير مألوف مقارنة بالماضى، ولكننا لابد لنا أن نتمسك بكل ماهو ايجابى .
فالعيد من الناحية النفسية حالة من السرور يشعر بها المؤمن نتيجة استجابتة لأمر ربه.
ويقتضي الأمر أن نتعامل مع الطقوس المادية بحثا عن السعادة واستجابة لكل ما يدخل على نفوسنا البهجة والإيجابية مثل ارتداء الملابس الجديدة، والصدقة، وأمور معنوية أخرى، كالابتسامة الصادقة.
فعندما يبدأ التكبير فى صبيحة يوم العيد ونكسر حاجز الصوم، ثم نصلى العيد ونبدأ فى طقوسنا الإسلامية الجميلة التى تدخل السرور على النفس من شعائر الأعياد، وصلة الأرحام مع الأقارب والجيران، ولو عن بعد طبقا لما فرضته ظروف الجائحة.
ومن مظاهر العيد البهجة والإيجابية، فى القول والفعل، ومن أروع ما نفعل أن ندخل السرور على غيرنا، إنها الأعياد بما تحمل من صفح جميل.
وأيا كانت الظروف فى هذا اليوم الجميل، فأهم درس تعلمناه من الكورونا أننا أعطينا الدنيا أكبر من حجمها.
تأتينا الأعياد لتسد كل (ثغرات) الحزن.. وتحدّث الفرحة في القلوب.. وترسل (رسالة تنبيه) لكل منا بأن هنالك دائماً (مساحة تخزين) إضافية لصناعة ذكريات جميلة..
عيدكم (آمن) من كل كدر.. وكل عام وأنتم بخير.