“بى بى سى” تؤكد: القاهرة فقط تستطيع إنجاز التهدئة.. وتطلق حملة هجوم على مبعوث أمريكا
كتب: علي طه
غرّد إيلان جولدنبرج الذي تخصص في الشؤون الإسرائيلية الفلسطينية في إدارة الرئيس الأسبق أوباما على صفتحه فى “تويتر” أن “الوسطاء الرئيسيون في هذا الصراع والذين يتمتعون بنفوذ حقيقي لدى حماس وعلاقة وثيقة مع الإسرائيليين هم المصريون.”
وأضاف: “في نهاية المطاف ستنتهي جولة العنف هذه على الأرجح باتفاق يعقد في القاهرة”.
يهمك.. صور نادرة لفلسطين قبل الغزو الإسرائيلي | شاهد واحكم
إيلان جولدنبرج، كان يعاونه فى عمله إبان حكم إداراة أوباما شخص أخر يدعى هادي عمرو، وبينما خرج جولدنبرج استمر عمرو فى عمله، ووصل إلى منصب نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الفلسطينية والإسرائيلية.
وقبل ساعات قليلة أعلن، أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، أنه أوفده مبعوثاً إلى الشرق الأوسط لحض الإسرائيليين والفلسطينيين على وقف التصعيد العسكري، وقال بلينكن عن مهمة المبعوث: “هادي عمرو مكلف بدعوة الطرفين إلى وقف العنف، نيابة عن الرئيس بايدن”.
والسؤال من هو هادي عمرو، والذى وصل خلال الساعات القليلة الماضية إلى الشرق الوسط في مسعى أمريكي لترتيب تهدئة بين اسرائيل والفلسطينيين ؟!
الإجابة: يتولى عمرو منصب نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشوؤن الفلسطينية الإسرائيلية، الملحق بقسم الشرق الأدنى في الخارجية الأمريكية، وكان ضمن فريق وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري لشؤون المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما خلال الفترة ما بين 2013 و2017.
وحسب تقرير من “بى بى سى” عربى يعمل عمرو في وكالة المعونة الأمريكية، حيث تولى إدارة العديد من برامج المعونة الأمريكية في الشرق الأوسط خلال الفترة ما بين 2011 و2013 حين كانت المنطقة تعيش ذروة ربيع الثورات العربية، كما شغل مناصب في وزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الأمن الداخلي. وخلال مسيرته المهنية عمل وقدم المشورة للعديد من المنظمات الدولية مثل البنك الدولي والمنتدى الاقتصادي العالمي.
وأضاف التقرير أن عمرو، الذى يحمل درجة الماجستير في الاقتصاد والشؤون الدولية من جامعة برينستون ودرجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة تافتس، عمل في الآونة الأخيرة باحثاً في كل من “معهد بروكينجز” و”مركز الأمن الأمريكي الجديد” حيث انصب عمله على السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وعلى التنمية البشرية في المنطقة.
ولد عمرو في لبنان لكنه ذهب إلى الولايات المتدة صبيا في الولايات المتحدة، الى معهد بروكينجز عام 2006 وتولى منصب مدير معهد بروكينجز الدوحة في قطر.
وكتب هادي عمرو بالإشتراك مع زميله إيلان جولدنبيرج مقال في مجلة “فورن بوليسى.. السياسة الخارجية” الأمريكية في يناير من عام 2020 تحت عنوان ” نعرف خطط السلام وهذه ليست من بينها”، وتناولت المقال خطة السلام التي روج لها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وحملت اسم “صفقة القرن” وقالا إن خطة ترامب مهزلة، ولا حظ لها في النجاح لأن أحد طرفيها وهو الجانب الفلسطيني لم يستشر حول مضمونها، ورفض لقاء معبوث ترامب الذي كان يروج للخطة وهو صهره جاريد كوشنر.
وقال إن “هذه الخطة أضرارها أكثر من منافعها و”يجب أن ترمى في مزبلة التاريخ على وجه السرعة”.
وفى سياق أخر كتب عمرو مقالة مطولة أخرى في “فورن بوليسى” عام 2017 عشية إعلان الرئيس الأمريكي ترامب عن اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، تناول فيها التحول الذي شهدته القضية الفلسطينية والموقف الشعبي الفلسطيني، وقال إنه من الضروري وقبل النظر إلى الوضع الحالي للعلاقة الفلسطينية / الإسرائيلية علينا أن ندرك أن “الأمل والكراهية ولدا قبل ثلاثين عاماً تقريباً في 9 ديسمبر 1987 حين اقتحمت سيارة جيب عسكرية إسرائيلية مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة وقتلت أربعة فلسطينيين.
وعندما ثار الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة، من الشباب الغاضب إلى أصحاب المتاجر المحافظين إلى المحامين التقدميين، ضد الاحتلال العسكري الإسرائيلي الذي سيطر على حياتهم ولدت المقاومة المدنية (الانتفاضة) التي كانت عبارة عن اعتصامات وإضرابات وجزء منها رشق بالحجارة”.
إنتفاضة 1987 هي التي مهدت السبيل أمام منظمة التحرير الفلسطينية لتبني موقف شجاع والتراجع عن موقف “تحرير فلسطين” إلى “بيان الإستقلال” في 5 نوفمبر 1988، أي التنازل حتى عن دولة فلسطين المنصوص عليها في قرار تقسيم فلسطين عام 1947 والقبول بعشرين في المئة من مساحة فلسطين.
إن انتفاضة 1987 هي التي غيرت الموقف السياسي الفلسطيني وجعلته براجماتياً بدلاً من اللا واقعية التي كان يتسم بها حسب رأي هادي عمر.
وتؤكد “بى بى سى” عربى أنه على الرغم من أن هادي عمرو ظل يعمل من خلف الستار وفي الصفوف الخلفية من العمل الدبلوماسي الأمريكي المتعلق بالشرق الأوسط حيث لم نشهد له تصريحات أو ظهوراً إعلامياً، لكن كتاباته اثارت غضب بعض الأوساط في اليمين الإسرائيلي والأمريكي، وتعطى “بى بى سى” مثالا على ذلك فى الآتى:
” كتب دانييل جرينفيلد في موقع “جويش نيوز سينديكيت” في شهر فبراير الماضي مقالة مطولة اتهم فيها هادي عمرو بتأييد من وصفهم بالجماعات الإرهابية مثل حركة حماس وفتح وأنه هو الذي يقود جهود إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإعادة الاتصالات مع السلطة الفلسطينية واستئناف الدعم المالي للسطلة ولوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الأونروا.”
وجاء في مقالة جرينفيلد: “إن تعيين بايدن لهادي عمرو لا يجب أن يثير استغرابنا، فالرجل الذي ولد في بيروت وترعرع في السعودية دخل مجال السياسية من خلال عمله في حملة المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية آل جور وشارك في حملة الرئيس بايدن الانتخابية عن طريق جمع التبرعات للحملة.
إن تعيين بايدن لهادي عمرو الذي دعا مراراً إلى التعامل مع حركة حماس وعمل عن كثب مع دولة إرهابية هي أكبر ممول لحماس، يضعه في موقع سياسي مهم.
إن عمرو ليس مجرد خبير في مجال السياسة الخارجية، بل له تاريخ طويل في العداء لإسرائيل”.