د.ناجح إبراهيم يكتب: عيد الفطر يتحدث إليكم
كتب د.ناجح إبراهيم مقالاً بعنوان”عيد الفطر يتحدث إليكم” يحمل عددا من الرسائل منها ما يخص علاقة العبد بلابه، ومنها ما يخص علاقته بباقى العباد، وشئون الحياة، ومنها ما يخص وطننا الحب مصر.
والمقال تم نشره في جريدة المصري وفيما يلى نص المقال:
• انطلق فجر عيد الفطر, ليزول الألم والجوع والتعب والنصب ويبقي الأجر والثواب, مع انطلاق هذا الفجر انهالت جوائز السماء علي الصائمين والقائمين والعابدين والذاكرين والكرام المنفقين
• هكذا تتنزل بركات السماء علي الفرحين بفطرهم “للصائم فرحتان فرحة بفطره وفرحة أخرى إن لقي ربه”, وكم من الناس لقي ربه في رمضان وخاصة مرضى الكورونا, فلقوا الله شهداء وصائمين.
• ما أشد فرحة أولئك الذين لقوا الله وهم علي حال الصيام والقيام والذكر والدعاء والعطاء,فلقوا الله صائمين فاستقبلهم الله خير استقبال بالمغفرة والتوبة والعتق من النيران.
• وما أشد فرحة من أطال الله عمره ليحصد جوائز السماء وهو حي يرزق لينعم بصلاح دينه ودنياه وقد جمع الله سعاده وعافية الدارين معاً,ويا سعد من جمعهما الله له.
• جاء عيد الفطر ليحرم جوائزه عن الذين أضاعوا الصيام أو فرطوا في حق الله أو أضاعوا القيام أو أضاعوا ليلة العمر “ليلة القدر” التي أطال الله بها الأعمار 83 عاماً في كل رمضان, فمثل هؤلاء كالذي أفطر قبل أذان المغرب فلم يحصل علي ثواب الصوم ولم يدرك سعادة الدنيا, فضاعت منه الدنيا والآخرة, ومثله كالذي أساء في آخر عمره أو عصى الله بعد طاعته أو أهال التراب علي تورتة جميلة أعدها لنفسه وأسرته وأحبته.
• لقد مضي أعظم موسم للطاعة والعبادة، وانقضي سوق توزيع الأرباح، وربح في هذا الموسم العظيم من ربح، وخسر فيه من خسر، وأقبل العيد ليكسو بجماله ثوب الأرض ويغطي بفرحته أحزان وتعب ونصب عام كامل.
• الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد، مرحباً بك يا عيدنا، فأعيادنا ربانية تبدأ بالتكبير والحمد والذكر والصلاة، وتأتي بعد عبادات كبرى مثل الصوم أو الحج، وفيها الفرحة واللهو البريء والسعادة التي لا تخالطها معصية ولا يشوبها كدر الخلاف والشقاق، وفيها التواصل الممزوج بالحب والألفة.
• ها هي أوسمة القبول توزع علي الطائعين، ويحرم منها العصاة،ها هي الأوسمة توزع علي من صام وقام بحق، وعلي من وصل رحمه وتصالح مع خصومه،ولم ينتقم ممن آذاه بل عفا عنهم، وترك المخدرات أو أحسن إلي زوجته أو صالح أسرته، أو طلق التحرش بالفتيات،أو ودع الزني، فهنيئاً لمن تاب وأناب.
• أما من عصي في رمضان و أفطر عامداً دون عذر أو أهمل القيام فلا ييأس من رحمة الله فباب الله لا يغلق أبداً وخزائن الله ملأى بالخير، فإن أتيته تمشي أتاك سبحانه هرولة، وإن أقبلت عليه ذراعاً أقبل عليك سبحانه بكرمه وجوده وعفوه وتوبته باعاً “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”..
• وللعيد رسائل هامة يريد أن يبلغها لكل من يهمه أمرها تتلخص في الآتي:-
• الرسالة الأولي:- مصر يداهمها خطران كبيران أولاهما كورونا والأخرى أزمة سد النهضة وسوف تنتصر الأمة المصرية العريقة علي الخطرين معاً.
• وقد قدم الأطباء حتى اليوم قرابة 500 شهيداً خاضوا معركة شرسة مع الفيروس ولقوا حتفهم في مواجهته, أما معركة سد النهضة فستنتصر الإرادة والإدارة المصرية فيها كما انتصرت من قبل في معاركها السياسية والعسكرية الكبرى سواءً في عين جالوت أو حطين أو 6 أكتوبر أو العدوان الثلاثي الذي انتصرت فيه مصر سياسياً وخرجت سالمة.
• الرسالة الثانية:- إلي المرابطين في القدس والمسجد الأقصى.
• رغم خفوت الصوت العربي كله رسمياً وشعبياً إلا أن قلوب العرب والمسلمين معكم,فالقدس في قلب كل عربي مسلماً كان أو مسيحياً,فلا تحزني يا زهرة المدائن,فعيون وقلوب الملايين تهفو إليك وإلي مرابطيك كل يوم,تدور في أروقة المعابد,تعانق الكنائس القديمة,وتمسح الحزن عن المساجد,تعانق المعتكفين والمصلين والصامدين,تشتم روح المسيح وأمه,تشتم روح إبراهيم الذي كان أمة وحده,تشتم روح محمد النبي وهو يؤم الأنبياء هناك ثم يعرج إلي السماء, فالبيت لنا والقدس لنا,وبأيدي الصالحين والمرابطين والمحبين لله ستعود القدس, مهما طال الزمان, وسينتهي البغي الإسرائيلي كما انتهي من قبل بغي الحملات الصليبية والتترية, سلام علي القدس وعلي أهلها.
• الرسالة الثالثة: ينبغي لمصر أن تهتم بالصناعة أكثر مما هي عليه الآن وأن تؤجل بعض المشروعات العمرانية الأخرى, فالصناعة ستحل مشكلة البطالة تلك القنبلة التي تكاد تنفجر في وجه المجتمع المصري كله.
• الرسالة الرابعة: أما آن لقطار الطلاق الجامح أن يتوقف,هناك حالة انهيار اجتماعي في مصر غير مسبوقة ومنذرة بالخطر وهذا يحتاج أن يتأهل الراغبون في الزواج نفسياً واجتماعياً وإنسانياً عدة أشهر قبل الدخول في هذا المشروع العظيم ليتعلموا كيف يتعايش كل زوج مع الآخر.
• لقد نجحت أمهاتنا وجداتنا في زواجهن في الوقت الذي فشل فيه خريجو وخريجات الجامعة في المحافظة علي أسرهن, سلام علي حكمة وعقل وفطرة أجدادنا وأمهاتنا.
• الرسالة الخامسة: من الغريب أن علاقة إسرائيل بالعرب الآن أقوي بكثير من علاقة العرب بعضهم ببعض, ورحم الله أيام التوحد والتآزر العربي, ورحم الله عبد الناصر رمز القومية العربية والذي حاول توحيد العرب, والآن نصف العرب أتباع لإيران ونصفهم الآخر حلفاء لإسرائيل, وأمجاد يا عرب أمجاد.
• الرسالة السادسة:- القانون الذي يستعد البعض لتقديمه للمناقشة بالبرلمان بفصل أو وقف الموظف الذي يشك في انتمائه للإخوان قانون معيب لأن وقف أو فصل الموظف دون حكم قضائي نهائي يدينه سينسف كل القواعد الدستورية والقانونية, ويحول مصر كلها إلي ساحة “زنب” “ومكيدة” “ودسائس” “وانتقام” سيضر النسيج الاجتماعي المصري, ويعيد منظومة “أمسك شيوعي” “أمسك إرهابي” دون وجه حق, الفصل والوقف لا يكون إلا بحكم قضائي نهائي.