حصاد الحديد والنار.. يوميات الاعتداء الإسرائيلى الغاشم على الفلسطنيين

كتب: أسماء خليل:


منذ أن تم منح بريطانيا حق الانتداب على فلسطين لإعدادها لتقرير مصيرها في العام ١٩٢٠؛ وقد اندلعت مظاهرات القدس احتجاجًا على ذلك وأيضًا على إثر وعد بلفور، والتأكيد على الهوية الفلسطينية، ومن حينها اشتعلت فتيلة شبه حرب ما بين التأجج والسكون بين كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.. مناوشات واحتجاجات ومظاهرات واشتباكات من الجانب الفلسطيني ضد أي تنازل من شأنه منح اليهود أي امتيازات في قدسهم الطاهر المبارك.
لم تنجح أي مفاوضات لإثناء بريطانيا عن اقتسام الصهاينة للقدس مع فلسطين؛ إلى أن أعلنت إسرائيل استقلالها عنوةً بعد انتهاء الاحتلال البريطاني، ولم تنجح الجيوش العربية في دحر إسرائيل واقتلاعها من المنطقة العربية.
وتتصعَّد الأحداث عاما بعد عام بين الشعب الفلسطيني الأعزل وقوات الجيش الإسرائيلي، ويدور بينهما مواجهات تتسم بالهدوء النسبي تارة وبالعنف تارة أخرى؛ إلى أن شَهِد شهر مايو واحدة من أعنف المواجهات خلال السنوات الماضية. وقد حذّر مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط توروينسلاند من أنّ العنف المتصاعد بين إسرائيل وحركة حماس سيُفضي إلى “حرب شاملة”.
وكانت نتائج وقائع الأحداث خلال هذا الشهر كالتالي:
خسائر الأرواح
تعد خسائر الأرواح من الجانب الفلسطيني في تلك الأيام من شهر مايو غير مسبوقة منذ سنوات،وأيضًا على الجانب الإسرائيلي، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي يوم أمس الأحد 16 مايو2021 أن الدولة العبرية تواجه إطلاق صواريخ على أراضيها بوتيرة هي الأعلى ولم تشهدها من قبل.
وقد أودت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة نحو 188 قتيلا على الأقل بينهم 55 طفلا وأكثر من 1230 جريحا بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وفي الجانب الإسرائيلي، قضى عشرة أشخاص بينهم طفل وجندي بصواريخ أطلقت من قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل منذ نحو 14 عاما.
مناوشات وغارات
منذ مطلع ذلك الشهر وقد اندلعت الكثير من الغارات والمناوشات والضربات الجوية، ففي مساء الثالث من مايو، اندلعت صدامات في حيّ الشيخ جرّاح القريب من البلدة القديمة في القدس الشرقية، على هامش تظاهرة دعم لعائلات فلسطينية مهددة بالطرد من منازلها التي يطالب مستوطنون يهود بملكيتها.
وفي اليوم السابع ، تجمع عشرات آلاف المصلّين في حرم المسجد الأقصى الذي يعتقد اليهود أنه بُني فوق هيكل سليمان، لأداء صلاة الجمعة الأخيرة في شهر رمضان. بحسب الشرطة الإسرائيلية، ألقى الفلسطينيون مقذوفات على قوات الأمن التي ردت بإطلاق قنابل صوتية والرصاص المطاط.
وفي اليوم الثامن، اندلعت صدامات جديدة في باحة المسجد الأقصى وأحياء أخرى في القدس الشرقية.
وفي مساء العاشر من مايو، شنّت إسرائيل ضربات عنيفة على قطاع غزة، رداً على صواريخ أُطلقت من القطاع الخاضع لسيطرة حركة حماس، حيث ارتفعت الحصيلة إلى أكثر من 500 جريح في صفوف الفلسطينيين فيما أصيب عشرات من عناصر الشرطة الإسرائيلية خلال مواجهات في باحة الحرم القدسي خصوصا.
وفي اليوم حادي عشر، أطلقت الحركة الإسلامية وابلاً من الصواريخ على تلّ أبيب بعد تدمير مبنى من 12 طبقة في وسط غزة، يضمّ مكاتب لمسؤولين في حماس.
وفي اليوم الرابع عشر من مايو واصلت إسرائيل قصفها الجوي والبري للقطاع الفلسطيني.
وفي اليوم الخامس عشر من نفس الشهر مايو، تم توجيه ضربة جوية إسرائيلية استهدفت منزلاً في مخيّم الشاطئ في غرب القطاع، وأيضا شنّ سلاح الجوّ الإسرائيلي ضربة جوية على مبنى في مدينة غزّة، وفي المقابل استأنفت الفصائل الفلسطينية قصف تل أبيب ومحيطها بالصواريخ، في قصف أسفر عن مقتل إسرائيلي واحد.
خسائر مالية
لقد أسفرت تلك التصاعدات الأخيرة في الأيام القائل الماضية عن خسائر باهظة لكلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، فمن الجانب الفلسطيني أعلن المكتب الحكومي الإعلامي في غزة عن خسائر بأكثر من 73 مليون دولار في القطاع جراء هجمات إسرائيل المتواصل في الأيام الماضية.
وقال رئيس المكتب الحكومي الإعلامي سلامة معروف خلال مؤتمر صحفي في غزة إن من بين ذلك خسائر مباشرة بقيمة 15 مليون دولار في المنشآت الاقتصادية والتجارية، جراء غارات إسرائيل ومنها قصف 3 مقرات لبنوك محلية، حيث بلغت تقديرات الخسائر المباشرة جراء ذلك 10 ملايين دولار.

خسائر بالمنشآت والمباني
كان لوقع تلك الأحداث أثرًا بالغا بالسوء على المباني والمنشآت والمؤسسات الحكومية، حيث استهدفت إسرائيل 60 مقرا حكوميا تنوعت بين مقرات شرطية وأمنية ومرافق خدمية.
وبحسب مصادر فلسطينية، فإن إسرائيل شنت 750 غارة على قطاع غزة طالت تدمير 500 وحدة سكنية ما بين هدم كلي وجزئي وتضرر 350 وحدة سكنية بشكل متوسط وطفيف، فيما تم قصف 32 برجا وبناية سكنية وهدمها بشكل كلي.
وأوضحت المصادر أن الأضرار طالت أيضا 23 مدرسة وعيادات رعاية صحية و23 مقر إعلامي ومؤسسات اقتصادية وجمعيات فضلا عن مزارع حيوانية وأراضي زراعية بقيمة 5 مليون دولار.
ومازال – حتى الساعة – تواصل آلة إسرائيل الجهنمية تدميرها للحياة فى قطاع غزة بلا رمة، ومازالت أرواح الأبرياء من شهداء الفلسطنيين تصعد إلى بارئها مشتكية ظلم البشر متحجرو القلوب، عميان الضمائر.

زر الذهاب إلى الأعلى