“الدائرة المغلقة” كتاب جديد يُحذر من اختراق الإخوان للغرب (3من3): ليسوا ممثلين للمجتمع الإسلامي

كتب: عاطف عبد الغنى

مؤلف الكتاب الذى نتناوله بالعرض “الدائرة المغلقة.. الانضمام والانشقاق عن جماعة الإخوان المسلمين فى الغرب” هو ”لورنزو فيدينو”، مدير برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن، والذى قدم قبل عشر سنوات، كتابه “جماعة الإخوان المسلمين الجديدة في الغرب” ووصف فيه الكيفية التى استطاعت الجماعة أو الحركة الوصول بها إلى بلاد الغرب، واختراقها، وأجاب عن سؤال: كيف تعمل وتسعى لتحقيق أهدافها؟!.

الدائرة المغلقة

يهمك.. « الدائرة المغلقة ».. كتاب جديد يحذر من اختراق الإخوان للغرب (1من3)
واليومَ، ونحن نعرض أحدث كتبه المعنون بـ ” الدائرة المغلقة.. الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين فى الغرب والخروج منها” يواصل الكاتب استكمال القصة، ويضيف عليها كمًّا كبيرًا من المعرفة التى اكتسبها من خلال قصص أفراد، انضموا للجماعة ثم خرجوا منها، مثل عضو الجماعة المصرى كمال الهلباوى، أحد مفاتيح الجماعة التى فتحت الأبواب لولوج الجماعة داخل أوروبا، وعدد آخر من الأفراد من ذوى الأصول العربية المجنسين، أو من الأجانب الأوروبيين الذى انضموا إلى الجماعة، ثم انشقوا عليها، وحكوا للمؤلف تفاصيل تجاربهم فى الانضمام للإخوان والانشاق عليهم، وعددوا الأسباب التى دفعتهم للانشقاق عن الجماعة، والتى يمكن أن نلخصها فى، استلاب حرية البشر التى جلبهم الله عليها فى التفكير والقرار، حيث تتطلب الجماعة من أعضائها الطاعة العمياء، وإلغاء عقولهم تقريبا، سبب أخر كشف عنه أصحاب التجارب، وهو التمييز العنصرى الكبير الذى تمارسه الجماعة ضد كل من هو غير عربى من أعضائها، وهى آفة يكرها الغربيون بشدة.
تجارب مختلفة
ويقول مؤلف الكتاب إن “هناك تجارب مختلفة، بين أولئك الذين أجريت معهم مقابلات، وتم تجنيدهم جميعًا بعد عملية طويلة جدًا، وقد أصبحوا جزءا من آلة متطورة جدًا فى بلدانهم “حسب وصفهم لأنفسهم” ، مضيفا: “وقد غادروا جميعًا في النهاية لأسباب مختلفة كان بينهم شيء مشترك: لقد رأوا جميعًا فسادا داخليا داخل التنظيم، وغيابًا للديمقراطية الداخلية، لقد جاءوا جميعًا ليقولوا للإخوان أنهم مخادعون، لقد عاينوا كثير من النفاق، وكثيرا من استخدام الدين لتحقيق أهداف سياسية بحتة .”
يصبحون منبوذين
وأكد فيدينو أن الذين يغادرون الجماعة يصبحون منبوذين.. حيث يفقدون كثيرا من دوائرهم الاجتماعية لأن العضوية في جماعة الإخوان هي تجربة ممتصة تمامًا.. ومن الواضح أنه صعب جدا على أي شخص كرس 10، أو 20، عامًا من حياته للجماعة أن يعود فيقول إنه كان مخطئًا ، وأن التنظيم والأيديولوجية التي كرس حياته من أجلها كانت غير صحيحة، أن مثل هذا الأمر يتطلب الكثير من الشجاعة الفكرية.
ويقول: “لا تشكل قصص الأفراد الواردة هنا (فى الكتاب) أي مسح إحصائى لأعضاء سابقين في جماعة الإخوان الغربيين، إنهم مجرد أفراد قليلون من بين آلاف الأفراد الذين ينتمون إلى أوساط الإخوان الغربيين، وإلى مجموعة غير قابلة للقياس، ولكن من الواضح أن عدد من قدمتهم هنا فى الكتاب، أصغر كثيرا من أولئك الذين تركوا التنظيم، والأدلة التي يقدمونها، والتي بذلت كل الجهود الممكنة لمراجعتها، يصعب التحقق منها في بعض الحالات، وهي حتمًا قصص لم تخضع للفحص العلمى، ومع ذلك، فإن شهاداتهم تقدم رؤى فريدة للديناميات الداخلية لمنظمة سرية معروفة.
مجموعة نخبوية
ويصف فيدينو الوجود الإخوانى المنظم فى أوروبا بأنه يبدو فى شكل “مجموعة نخبوية للغاية”، وقال فى تصريحاته لصحيفة عرب نيوز : “إنهم انتقائيون للغاية فيمن يختارونه ويجندونه، فالأمر بالنسبة لهم لا يتعلق بأعداد كبيرة يهم الجماعة أن تضمها لصفوفها، على العكس، “أنت لا تنضم ببساطة لجماعة الإخوان”.
ويضيف فيدينو: “نحن لا نتحدث هنا عن أعداد كبيرة جدًا.، ربما نتحدث عن بضع مئات من الأشخاص في بلد مثل إيطاليا، وربما ألف شخص في دولة مثل فرنسا، أو ألمانيا، تكمن قوتهم في قدرتهم على تعبئة الآخرين، والتأثير على المجتمع المسلم، ليؤثر في صنع السياسات في الغرب..و لديهم قدرة شديدة على التكيف مع البيئة من حولهم.”
أنماط السخط الشائعة
ويقول فيدينو إن الحالات التي تم تحليلها في هذا الكتاب تُظهر بوضوح أنماط السخط الشائعة بين أعضاء جماعة الإخوان الغربيين السابقين الذين تم وصفهم، ولا ينبغي للمرء أن يستخلص أي تعميمات، ومن الصعب تحديد ما إذا كانوا يشكلون قيمًا متطرفة أو ما إذا كانت قصصهم تشير إلى ظاهرة أكبر من عدم الرضا داخل الحركة.
ويطرح فيدينو سؤال: “هل الإخوان في الغرب في أزمة كما يجادل البعض.. أو هل ينبغي الحكم على نجاح الجماعة أو فشلها من خلال نمو واستقرار أعضائها؟!
ويواصل: “بما أن جماعة الإخوان حركة تسعى لتعبئة الجماهير ولكنها مستعدة لفتح نفسها أمام عدد قليل من الأعضاء المختارين فقط” ويضيف مؤكدا: ” أن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين يريدون أن يٌنظر إليهم من قبل المؤسسات الغربية والحكومات ووسائل الإعلام وما إلى ذلك كممثلين للجاليات المسلمة، وأن يصبحوا بالأساس، أولئك الذين يشكلون الإسلام في الغرب”، ويواصل، “والأمر متروك لقدرة الحكومات الأوروبية على فهم أن الإخوان ليسوا ممثلين للمجتمع الإسلامي، وأنهم كيان إشكالي داخل المجتمع المسلم وأنهم سوف يمثلون خطورة.” (انتهى).

زر الذهاب إلى الأعلى