د.ناجح إبراهيم يكتب: لبيك يا قدس.. مواقف الأطراف
كتب د/ناجح إبراهيم مقالاً بعنوان”لبيك يا قدس..مواقف الأطراف”وتم نشره في جريدة الشروق السبت وهذا هو نص المقال:
• القدس هي محور الصراع العربي الإسرائيلي وهي أيضاً المحور لحل هذا الصراع,هذه الخلاصة كان يرددها الأمير سعود الفصيل أفضل وزير خارجية عربي,وهذه الحقيقة هي خلاصة حياتنا كلها مع القضية الفلسطينية.
• يمكنكم سؤال أي مستوطن إسرائيلي أين ولد جدك,سيكون خارج فلسطين,وأسالوا أي فلسطيني عن مفتاح بيته الذي هجر منه بعد نكبة 48 سيعطيه لك,لأنه يحتفظ به دائماً.
• هذه هي المرة الرابعة التي تقوم فيها إسرائيل بتدمير قطاع غزة وتهجير المئات من سكانه وقتل وجرح عدة آلاف منه وتدمير البنية الأساسية كلها,وقتل عشرات الأطفال الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل,وتحتاج غزة في كل مرة لمليارات الدولارات لإعادة الأعمار لتدمرها إسرائيل مرات أخرى.
• إسرائيل تعربد كما تشاء في المنطقة لأنها تدرك أنها اليوم بلا منافس,العدوان الإسرائيلي الحالي علي القدس والمقدسيين وعلي غزة يتم في وقت عصيب يمر به العرب فهم في أسوأ وأضعف حالاتهم فمعظم دولهم ممزقة وخارجة عن نطاق الصلاحية ولا تملك مقومات الدولة الحديثة ومنها علي سبيل المثال ليبيا واليمن والعراق ولبنان,وفيها يتحارب أشقاء الوطن الواحد ويتصارعوا وولاء بعضهم لدول خارجية أكثر من ولائهم لأوطانهم وحكوماتهم,أما مليشياتهم فمفلسة اقتصادياً وسياسياً وتعتمد علي دول خارجية.
• أما باقي الدول العربية فبعضها في حالة هزال سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي وبعضهم أصبح حليفاً رئيسياً لإسرائيل وبعضهم يسخن علي خط التحالف مع إسرائيل.
• من أفضل ما فعلته مصر خارجياً في السنوات الأخيرة مبادرة الرئيس السيسي بمساهمة مصر بنصف مليار دولار لإعادة تعمير غزة,ودعوة الجماهير المصرية للمساهمة في هذا الاكتتاب,حتى يتسنى للجميع المساهمة في ذلك عن طريق الدولة.
• هل أصبحت البلاد الشيعية وشعوبها أكثر اهتماماً بالقضية الفلسطينية من البلاد السنية وشعوبها,ولماذا بدا ذلك الآن,هل لأن بلاد السنة تحملت العبء الأكبر والتضحيات الأعظم في قضية فلسطين والقدس منذ الأربعينات من القرن الماضي وحتى اليوم ثم نفضت أيديها من القضية بعد هذه التضحيات أم ماذا..؟؟
• كما يلاحظ أيضاً أن اهتمام الدول الإسلامية غير العربية أكثر من اهتمام الدول العربية بالقضية الفلسطينية والقدس,وما السر في ذلك؟
• ليس شرطاً أن تكون مسلماً أو عربياً أو فلسطينياً لتنصر الحق الفلسطيني في أرضهم المحتلة,يكفي أن تكون إنساناً فقط لتفعل ذلك,وهذا ما قامت به سيدة بريطانية رفعت لافته بيدها وحملت طفلها بيدها الأخرى,كانت اليافطة تؤيد الفلسطينيين وحقهم في القدس الشرقية وتدعمهم ضد العدوان الإسرائيلي”,لست بحاجه أن تكون مسلماً حتى تدعم الحق الفلسطيني,أي إنسان لديه ضمير حر عليه أن يفعل ذلك سواءً كان مسيحياً أو يهودياً أو بوذياً أو علمانياً أو يسارياً,لأنه ينبغي أن يقف إلي جانب الحق.
• أما إذا كنت مسلماً أو عربياً فعليك واجبات دينية أخرى أكبر من الوقوف مع الحق ودعمه بأن تكون هذه القضية من أولي اهتماماتك وأولوياتك,فإذا وقفت مع الحق الفلسطيني فإنك تدافع عن دينك ووطنك قبل أن تدافع عن فلسطين نفسها.
• نحن لسنا ضد اليهود كجنس أو عرق ولكن ضد العصابات الصهيونية العنصرية التي تطرد شعباً كاملاً من أرضه وتمارس الاحتلال حتى القرن الحادي والعشرين بعد نهاية الاحتلال من العالم كله.
• نشرت وكالات الأنباء صورة طفل فلسطيني لم يجاوز عمره الست سنوات ينحني علي أخته الصغيرة التي لم تجاوز الثلاث سنوات كي يحميها من القصف وهي مستسلمة لهذا الحماية,وكأنه يقوم عن والديه بدور الحماية بل يقوم مقام الأمة الإسلامية والعربية التي قصرت في حماية شقيقته الصغرى,ترى من علم هذا الصغير أن رأس أخته أولي بالحماية والرعاية من رأسه,ومن زرع فيه هذا الشعور العظيم بالمسؤولية,المحن تربي الرجال أكثر من الترف,لذا ذم القرآن كثيراً المترفين,وهم غير الأغنياء,فكم من غنى مسؤول وتقي,والمترفون هم الفاسدون المفسدون.
• الإعلام المصري كان في غاية الضعف في تغطية الأحداث في القدس وغزة وللأسف تفوقت عليه قنوات عربية وأجنبية كثيرة مثل العربية و BBC العربية وغيرها.
• فهل من المعقول ألا يوجد مراسلين مصريين لتغطية هذه الأحداث إخبارياً,وهذا سيؤدى إلي نتيجة سلبية ضارة بمصر وهو انصراف المشاهد المصري إلي قنوات غير مصرية أو الأخذ من السوشيال ميديا,فسياسة القنوات المصرية في هذه الأحداث ضارة بمصر علي المدى البعيد.
• أسقطت الأحداث الأخيرة في القدس والضفة الغربية وغزة نظرية نتنياهو الأمنية الأخيرة التي روج لها عشر سنوات كاملة ومفادها”في مقدور الإسرائيليين التمتع بالأمن دون تقديم أي تنازلات للعرب أو الفلسطينيين”,ورفض القول أن إسرائيل تحتل القدس والضفة,واعتبار الفلسطينيين”مجرد سكان أجانب في إسرائيل”.
• نظرية نتنياهو الأمنية ماتت مثلما ماتت النظرية الأمنية الإسرائيلية عقب نصر أكتوبر 1973.
• قامت مصر بدور محوري في إقرار وقف إطلاق النار وحقن الدماء.. فمصر حتى وهي في أضعف حالاتها رائدة العرب جميعا.. وهذا الوقف في مصلحة الجميع.. ويعد انتصارا للعقل والحكمة.. ويعد هذا الوقف انتصارا حقيقيا للمقدسيين خاصة وللفلسطينيين عامة وإعادة إحياء للحق الفلسطيني الذي كاد أن يندثر تحت وقع ضربات التطبيع بلا مقابل.