كيف تحول حلم السيدة بهية وهبي إلى حقيقة ؟
كتبت: أسماء خليل
ليس المهم ما يحدث لك، بل المهم ما الذي ستفعله بما يحدث لك، ما تقدمه لأفراد مجتمعك من خدمات تبقى في ذاكرتهم بل في واقعهم ينتفعون بها، فيجب أن يكون إحساسك ايجابيًا مهما كانت الظروف والعقبات التي تواجهك،،
إنَّ ما فعلته السيدة بهية يُعد واحدًا من أروع النماذج التي علينا أن نقدمها للعالم لاقتفاء أثرها والاحتذاء بها.. إنها لونت صورة من اليأس بألوانٍ من الأمل فأضاءت الطريق لمن خلفها.
السيدة بهية وهبي هي صاحبة الصدفة التي حملت آلاف المعاني؛ فاسمها هو الاسم التعبيري الذي أطلقه المصريون على بلدهم، حيث تم إطلاقه على أول مؤسسة للتشخيص المبكر وعلاج سرطان الثدي في مصر بالمجان، وقد اعتقد البعض أن اسم مستشفى بهية تيمنًا باسم مصر، ولكن هذا الاسم يعود لتلك السيدة، لتظل رزقًا وصدقة جارية بعد موتها.
من هي بهية وهبي
إنها زوجة المهندس /حسين أحمد عثمان، وابنة أخ الفنان الراحل / يوسف وهبي، وهذا عكس ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من كونه ابن عمها، تلك المرأة كان لها عظيم الأثر في تواجد مستشفى بهية لعلاج سرطان الثدي، والذي مازالت روحها بكل مكان به حتى الآن، إنها زرعت الأمل وهي في طريقها برحلة العلاج؛ ليتأسس بالنهاية مركز بهية للاكتشاف المبكر وعلاج سرطان الثدي عام 2015، ويتكون من 6 أدوار، وأجهزة بقيمة 150 مليون جنيه، في منطقة الهرم بجوار فندق إخناتون.
ومن أهم صفات السيدة بهية وهبي أنها كانت لا تفكر في نفسها فقط، وكانت كامرأة تحاول أن تُنجِب الأمل لكثير من السيدات، كانت حنونة جدًا ورائعة، إنها أرادت التخفيف عن المريضات بأي شكل لتمتُعها بإخلاص نادر.
حلم تحول لحقيقة
إنَّ السيدة بهية كانت تحلم بجهاز إشعاع لعلاج كل سيدة مصابة بذلك المرض، فكم كانت تعرف أهميته لمرضى سرطان الثدي، وقد التمست هذه المعاناة بنفسها، فتمنت ألَّا تشعر أي امرأة أخرى بتلك الأوجاع ..
ولكنها ماتت بسبب ذلك المرض في أثناء رحلتها العلاجية، بعد إصابتها به في التسعينات؛ فأكمل أبنائها الخط الذي كانت تنتوي رسمه ليسير على هديه كل المصريات اللائي تحاربن المرض ذاته.
بيت العائلة بيت كل المصريين
إن بيت العائلة له عظيم الأثر في نفس أي إنسان بالعالم وخاصة المصريين، ولكن تلك التربية الصالحة الحسنة الراقية التي ربت بها السيدة “بهية وهبي” أبنائها الأربعة؛ جعلتهم لا يترددون في الاجتماع على نفس الرأي بجعل بيت العائلة مستشفى لسرطان الثدي، ولم يتوانوا في اتخاذ ذلك القرار، ضاربين بكل مطامع النفوس البشرية لبيتٍ يُقدر بملايين الجنيهات والذي كان إرثًا لهم عرض الحائط.. كانت رغبتهم في تحقيق حلم والدتهم الراحلة وأملهم في أن يقوموا بصدقة جارية لها أكبر من أموال الدنيا.
الإدارة الحالية
ليلى سالم حفيدة السيدة بهية وهبي هي المسؤولة عن المستشفى بمساندة أولاد السيدة، ويُذكر أنهم كانوا لا يريدون من الحفيدة الظهور في وسائل الإعلام؛ وذلك لشدة إخلاصهم فهم أرادوا أن يكون العمل خالصًا لوجه الله، ولكنها قالت إن هذا جزء من إدارتي للمشروع لكي يعرفه الناس أكثر ويخدم أكبر عدد ممكن من النساء..
إن ليلى تدير المستشفى بكل إخلاص، فقد تم الكشف على ١٤٠ ألف سيدة من كل أنحاء مصر، كما تمارس السيدة ليلى حياتها مع المريضات وتتناول الوجبات معهن، وتطلق عليهن لقب المحاربات، فكثيرًا ما يتخلى عنهن أزواجهن وهم دائمًا بحاجة إلى دعم نفسي، إنها تدعمهم هي وكل عائلتها، حيث أصبح المكان بمثابة مأوى وأمان للجميع، وتذكر أن المستشفى مازالت بيت العائلة لهم بحق.