منال قاسم تكتب: زواج الإنترنت
أثار الانتشار الكثيف لمواقع وقنوات التعارف من أجل الزواج عبر شبكة الإنترنت، وصفحات التواصل الاجتماعي، مخاوف كبيرة لدى المجتمعات الشرقية، والتي لها طقوس معينة في الزواج وتقاليد وأعراف تختلف كليا عن تلك الأفكار التي ترى أنها غريبة ولا تصلح لمجتمعنا.
هى ظاهرة جديدة أو مستحدثة أصبحت تحتل اهتمام كبير من الشباب والفتيات الباحثين عن شريك، وذلك بسبب تقدم سن الفتيات وعدم إقبال الشباب على الزواج.
وتؤكد الظاهرة أن عدد مستخدمي المواقع يتجاوز ١٠ مليون مستخدم، وهذا فى حد ذاته شئ غريب على مجتمعاتنا حيث أنه لاضمانه لأى التزام بضوابط شرعيه فى ظل تواصل مفتوح ومباح فيه كل أنواع التعارف .
وخلال تجولى فى تلك الصفحات وجدت المشاركين فيها زادوا جرأة، وصاروا أكثر علانية !! ففى السابق كانوا يستخدمون الحروف الأولى من الاسم لتقديم أنفسهم، أما فى هذه الإعلانات الحديثة فصار مسموحا نشر أرقام الهاتف، والتواصل عبر واتساب، وروابط صفحات الفيسبوك، وذلك للتقارب السريع.
استنكرت الفكرة – خاصة – لكثرة ما سمعت عن استخدام سئ لهذه المواقع، وأنها انشئت بهدف التسلية وإقامة العلاقات المشبوهة، وانتهاك الحرمات، والتحلل من القيم، من خلال ادعاء البحث عن الشريك المناسب، والرغبه فى التعارف والتواصل الذى يتم دون رقيب والحجة الزواج، وبالتالى قد ينتج عن هذا التواصل، أحاديث عابثة خاصة من بعض ضعاف النفوس والباحثين عن علاقات عابرة.
ولكل ما سبق فمن الأفضل أن يكون التعارف على أرض الواقع من خلال الأهل ولقاءات الأسر حتى لا تقع الفتيات في مواقف قد تسئ إليها.
الإنترنت خادع لايقدم كل الحقيقة وقد يكون وسيلة للإيقاع بالفتيات خاصة أن التعامل من خلف الشاشات غير آمن ولا ثقة فيه مع الأسف الشديد لارقابة لتلك المواقع، المعلنة، والموجودة بالفعل، ولايمكن نكرانها، فأذا كان لابد منها وأصبحت أمرا واقعا، فيجب أن تخضع لرقابة صارمة لتؤدي دورها بشكل آمن.
ولابد من دراسة هذه المواقع، والقائمين عليها دراسة، سيكولوجية واجتماعية لفهم هذا المنحى الذى اخذته، ولماذا انتشرت بهذا الشكل، ولاننسي أن أغلب مشكلات النصب والاحتيال كانت من خلال الانترنت فلا تتضح حقيقة الأشخاص إلا من خلال المواقف والحوار، وذلك لا يتأتى إلا بالالتقاء المباشر.
وأرى أنه يجب التوعية الإعلامية للشباب من خلال إلقاء الضوء على تلك الظاهرة، وعدم تجاهلها، وخطورة هذا النوع من طرق التعارف فلا يجب أن نتبنى الأفكار التي تأتي من الغرب بشكل أعمى لأنها لا تتناسب مع عالمنا العربى.
وهناك ضرورة لتوعية الأبناء، وتحذيرهم من تلك المواقع، مؤكدين عليهم أن أغلب تلك العلاقات تنتهي بالفشل بلا شك، ولا يكتب لها النجاح، وهو ما زاد من حالات الطلاق وتشريد الأطفال بصورة مرعبة، وصار النسيج الاجتماعي مهددا.
الزواج عبر الإنترنت في المجتمعات الشرقية قليلا ما ينجح، ويرجع هذا إلى الاختلافات الكبيرة في البيئة الثقافية والاجتماعية من ناحية نظم التربية والعادات والتقاليد والأفكار في البيئات العربية عنها في الغرب حيث تتوحد فيه الثقافة والتقاليد والأفكار والنظم المعيشية الحياتية، وعلى العكس من مجتمعاتنا التي حددت مراسم معينة للزواج تتمثل في طلب أهل الشاب يد الفتاه من أهلها “الخطبة”، قال رسول الله صلى الله، صلى الله عليه وسلم: “انظر اليها فأنه أحرى أن يؤدم بينكم”، وبعد الموافقة يتم الاتفاق وعقد القران وإشهار الزواج والزفاف وغيرها من وسائل الإشهار المعروفة شرعيا.
بشكل عام هى ظاهرة تنذر بالخطورة الاجتماعية مما يهدد بنية المجتمعات، ونصيحتي لكل فتاه ألا تتعلق بمن لا تعرف له أهل أو بيت أو عنوان.