محمد أبو المجد يكتب: مستقبل الإرهاب.. بعد حديث بن سلمان
نقاط رائعة، أطلقها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في حديثه الأخير، الذي أثار الكثير من الجدل حول مستقبل “الدين الوهابي” في المملكة، وفي العالم بأسره، بعد أن تسببت التعاليم التي وضعها محمد بن عبد الوهاب في نشر التطرف والتشدد والتكفير، واستثمرتها جماعة الإخوان، وتوابعها، في نشر العنف والإرهاب والدماء في مختلف أنحاء العالم.
أولى تلك النقاط، هي إنهاء عقدة “تأليه العلماء”، ذلك أن غالبية المسلمين ترفض تماما التفكير، أو إعادة النظر في تعاليم وأقوال كبار العلماء على مر التاريخ، رغم كونهم بشرا، وهم أنفسهم، قالوا إنهم قد يصيبون أو يخطئون، وفي حياتهم لم يستنكفوا التعرض للنقد، وكثيرا ما غيروا وبدلوا في أحكامهم واستنباطاتهم، وأعادوا وضع كتبهم ومصنفاتهم.. والإمام مالك بن أنس، رحمه الله، مثال واضح، حين قام بحذف مئات الأحاديث من “الموطأ”.
“إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لو خرج من قبره، ووجدنا نلتزم بنصوصه ونغلق عقولنا للاجتهاد ونؤلهه أو نضخمه لعارض هذا الشيء”، وإن كل الفتاوى تخضع لعاملي الزمان والمكان.. لو قالها شخص غير بن سلمان لقامت الدنيا في وجهه ولما قعدت!!
إحدى أهم تلك النقاط التي فجرها محمد بن سلمان؛ أن السعودية عانت من مخرجات “الإخوان” خلال فترات الخمسينات، حين تدفق بعضهم إلى حقل التعليم، وحاولوا إظهار ولاء مزيف للحكام في البلاد، محاولين أيضاً كسر نهج الوسطية الذي تسير عليه السعودية، وأن المواجهة السعودية اليوم مع التيارات المتطرفة أصبحت مثالاً يحتذى في تعزيز التنمية وكسر شوكة الإرهاب.
هذا يعني أن ثمة مواجهة بين السعودية والإخوان وتوابعها ستبدأ قريبا جدا.. وفي هذا قد تكون نهاية الجماعة الإرهابية.
الأهم أن ولي العهد السعودي قال إن الحكومة السعودية في الجوانب الشرعية ملزمة بتطبيق نصوص القرآن الكريم وملزمة بتطبيق نصوص الأحاديث المتواترة، وتنظر لأحاديث الآحاد حسب صحتها وظروفها ووضعها، ولا تنظر في الحديث الخبر بتاتا إلا إذا كنت تستند عليه برأي فيه مصلحة للإنسان، مؤكدا في الوقت ذاته أنه لا عقوبة على شأن ديني إلا بنص قرآني واضح أو حديث.
الأمير أنكر، تماما، حجية أحاديث الآحاد.. وهو بهذا نسف آراء بن باز، وبن عثيمين، وغيرهم من رموز الغلو والتطرف في العالم الإسلامي.
بن باز قال في خبر الآحاد: إنه كل حديث لم تتوافر فيه شروط المتواتر، ويسمى خبر آحادٍ وهو أقسام ثلاثة: مشهور ويسمى المستفيض، وعزيز، وخبر الواحد.
وخبر الآحاد حجة في العقيدة وغيرها، عند أهل السنة إذا صح سنده.
الدكتور أحمد عمر هاشم، أستاذ علم الحديث، أكد أن الإسلام يقبل خبر الآحاد حيث تحول المسلمون فى الصلاة بوجوههم من قبلة بيت المقدس إلى البيت الحرام بعد أن أخبرهم شخص واحد بأن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، تحول إلى البيت الحرام فى منتصف الصلاة، مشيرا إلى أنه نزلت عليه آية تحويل القبلة وهو يصلي.
المعروف أن أكثر الأحاديث النبوية آحاد، والمتواتر منها قليل بالنسبة إلى الآحاد، والمتواتر اللفظي منها أقل، والمتواتر المعنوي إنما تختلف ألفاظه وتتفاوت.
أقول: لو قالها غير الأمير لثار الثائرون في وجهه، ولأقيمت ضده عشرات الدعاوى للمطالبة بحبسه؛ بدعاوى ازدراء الدين الإسلامي.. فماذا هم فاعلون مع ولي العهد؟!