“السفينة الكبيرة والحفار الصغير” قصة عن معجزة مصرية ألهمت العالم
كتبت: أسماء خليل
الأحداث التي تمر على جزء من العالم مرور الكرام، يمكن لآخرون فى العالم أن يستلهموا منها الكثير، والمبادرة تأتى غالبا من المبدعين، أصحاب الخيال، فالمبدع بإمكانه أن يكون مصدر سعادة الآخرين.
على سبيل المثال فإن سفينة الحاويات العملاقة الشهيرة التي أغلقت الممر الملاحى لقناة السويس، بسبب جنوحها، لعدة أيام وفتحت سيلًا من الرسوم والصور المتحركة تسخر من تعاستها، وتعثرها في الممر المائي، كانت “نفس الواقعة” مصدر إلهام للكاتب الأمريكي “برايان واين بيترسونBrian Wayne Peterson “، وانطلق منها لكتابة قصة للأطفال مستوحاة من السفينة الجانحة في قناة السويس، والتي استطاع حفار مصري حل مشكلتها، وأطلق المؤلف على قصته عنوان: “السفينة الكبيرة والحفار الصغير. the big ship and the little digger”
بيترسون هو مخرج منفذ، وكاتب سيناريو أمريكي، ولد في 27 سبتمبر 1970 في الولايات المتحدة، ودرس بجامعة كاليفورنيا الجنوبية للفنون السينمائية، وقد نشر كتابه للأطفال في محاولة لجمع الأموال لدعم مرضى فيروس كورونا المستجد في الهند، ويحكي الكتاب عن قصة السفينة “إيفر جيفن” ويظهر “قوة التفاؤل الكبير”، حيث يعمل حفار صغير على فك وتحرير هذه السفينة الكبيرة من قيدها، عندما غرز جزء منها فى رمال قاع شاطىء القناة.
واستطاع بيترسون أن يوصل فكرته بجعل تلك القصة دعوة للتفاؤل والأمل؛ حيث أن السفينة الكبيرة قد تم حل مشكلتها بواسطة ذلك الحفار الصغير، وإيضاح أن تلك القوة للتفاؤل الساذج داخل الروح؛ بإمكانها تحريك العقبات الكبيرة التي تعترض طريقك.
وقامت الشركات المسؤولة ببيع القصة بثمن 25 دولار للنسخة الأليكترونية، عبر وسائل “السوشيال ميديا”، والترويج لها بأنها تعلم الأطفال عن الخدمات اللوجستية العالمية لشحن الحاويات، بينما تقدم لهم الحفار الذي ألهم الملايين من خلال استجابته الحماسية والمفيدة للغاية.
وأكدت الدعاية التى صاحبت قصة الأطفال “السفينة الكبيرة والحفار الصغير” على أن قراء القصة من الأطفال سيتعلمون في كل مكان عن قوة فعل الشيء الصحيح حتى عندما يبدو أن نصف العالم يضحك عليك.
وفى الجانب الإنساني، من حكاية هذا الإصدار فأن جميع عائدات الشراء سوف تذهب إلى تمويل البرامج اللوجستية الإنسانية لإغاثة مرضى كوفيد 19 في الهند.
وانطلقت القصة من استلهام الواقعة الشهيرة، التى حدثت في شهر مارس من هذا العام ٢٠٢١، حين أعلنت هيئة قناة السويس، أن سفينة الحاويات التابعة لشركة أيفر جرين قد جنحت؛ لتسدّ الممر الملاحي لقناة السويس الذي يعدّ أحد أكثر الممرات المائية نشاطا في العالم، تم تعليق حركة الملاحة مؤقتًا، فى القناة لحين الانتهاء من أعمال تعويم سفينة الحاويات العملاقة الجانحة بالممر الملاحي، حيث بلغ طول السفينة ٤٠٠ متر.. إنها جنحت وباتت محصورة بين جانبي القناة بعد أن تعرضت لرياح شديدة، وجرت المحاولات باستخدام حفّارات وقاطرات جرّ عملاقة، وأنقذها فى النهاية ذلك الحفار الصغير الملهم.