خبير الطاقة م. محمد فؤاد: الهدف من ترشيد الطاقة ليس المنع أو الحرمان
كتبت: أسماء خليل
لم يكن الهدف الوحيد من ترشيد استهلاك الطاقة هو مجرد توفيرها أو الحفاظ عليها؛ ولكن – أيضًا – من أجل تقليل الانبعاثات الكربونية التي تضر بالأرض بتلويثها ورفع درجة حرارتها، مما يؤثر على حياة الإنسان والحيوان والنبات.
وإذا كان المطلب الأول من كل الحكومات بالعالم لشعوبها هو ترشيد استهلاك الطاقة؛ فلابد أن يعي الجميع أن ذلك الأمر هو الأصلح والأهم على الإطلاق، من أجل حاضر طيب ومستقبل مشرق.
الاستخدام الأمثل
وفى هذا الصدد يؤكد م. “محمد فؤاد” خبير الطاقة المدير التنفيذي بإحدى شركات وزارة البترول، وصاحب مبادرة مصر تنهض بالصناعة والتعليم الفني لـ “بيان” أن الهدف الأسمى من التوفير أو الاقتصاد هو عدم الإهدار وكذلك ليس المنع أو الحرمان أو توفير بعض الجنيهات، إنما هو الاستخدام الأمثل للطاقة ومواردها..
ويستكمل خبير الطاقة، بأنَّ الممارسات التي نقوم بها في حياتنا اليومية هي التي تساعد في ترشيد الاستهلاك، فمصادر الطاقة كالفحم والبترول والغاز الطبيعي التي تنتج أشكالا متعددة من الطاقات مثل الكهرباء وو قود السيارات، إذا لم يتم استخدامها الاستخدام الأمثل فسوف تؤثر على البيئة بالسلب..
العودة للطبيعة
ويرى م. محمد أنه كلما عُدنا إلى الطبيعة وعمل ما كان يقوم به السابقون كان ذلك هو الإنجاز الحقيقي لإنقاذ أرضنا، فإن مجرد إطفاء الأنوار نهارًا – والذي قد يعتبره البعض أمرًا غير هام- يوفر كثير جدا من الطاقة المُهدرة، وكذلك عدم استخدام المُكيف طوال اليوم واستبدال ذلك بفتح جميع الشبابيك والأبواب لوجود تيار هوائي سيعمل على تلطيف درجة الحرارة بمساعدة تبريد الجسم بالاستحمام بماء فاتر،،
ويستكمل خبير الطاقة، بأن ربة المنزل بإمكانها أن يكون لها دورا قياديا ورياديا في خدمة العالم بتوفير الطاقة، فبعض التصرفات اليومية التي تقوم بفعلها أو تشير إلى أفراد أسرتها القيام بها قد يصنع المعجزات، فعلى مستوى ما تقوم به، قد تعتمد في تجفيف الملابس على دفء وحرارة الشمس وعدم استخدام المجفف الذي يسحب مزيدا من الطاقة الكهربائية، وكذلك استخدامها للسخانات الشمسية بدلا من الكهربائية، استخدام المصابيح الصغيرة بدلا من الكبيرة مع مسحها وتنظيفها بشكل دوري من الأتربة المتراكمة مما يزيد من شدة الإضاءة، كما أنه بإمكانها استبدال جميع ألوان الفرش الداكنة بالمنزل إلى الفاتحة لتوفير شدة إضاءة المصابيح، وكذلك عدم فتح الأواني كثيرا أثناء الطهي واستخدام أواني جيدة كالبخارية لتقليل الزمن اللازم للتسوية،،
توجيهات مُضيئة
وعلى مستوى توجيهها لأولادها وكل أسرتها، يقول م. محمد بإمكانها الطلب منهم غلق باب الثلاجة بشكل سريع وعدم فتحها كثيرا دون سبب لأن ذلك يهدر الطاقة، كذلك القيام ب تعويدهم على غلق الأنوار بشكل دائم طالما أنهم ليسوا بحاجة إليها، توجيه زوجها وأولادها حين قيادة السيارة بالالتزام بالسرعة المحددة؛ فكلما ازدادت السّرعة كلما قلّت كفاءة السّيارة باستهلاك الوقود، نصحهم بخفض الإضاءة في أي مكان يكونون فيه، لأن شدة الإضاءة لا تزيد الاستهلاك فقط، بل تؤثر على العين..
ويهدف خبير الطاقة، بأن روتين الحياة اليومي بالعصر الحديث أصبح فيه الإنسان مُستهلكا للطاقة وليس مُنتجا.
الطفل الصغير يلعب بلعب تعمل بالطاقة الكهربية طوال اليوم قد تضره ولا تقدم فائدة حقيقية وتهدر الطاقة، فمجرد استيقاظ الطفل من النوم يفتح هاتفه الذي قد وضعه طوال الليل بالشاحن وكان لا يحتاج لكل ذلك القدر من الطاقة، ثم يفتح التاب أو جهاز الكمبيوتر ويترك الفيشة بالقابس بالساعات وقد لا يستخدمه ويفتح التلفاز وهو يلعب مع أصدقائه بغرفته وليس بحاجة له، إنه كم هائل من الإهدار والتضييع للطاقة..
أسرة مُهدِرة للطاقة
ويضرب م. محمد، مثلا للتوضيح بأسرة مُهدِرة للطاقة، ففي تلك الشقة قام الأب باستخدام المكواة فَرَنَّ هاتفه، فترك المكواة مفتوحة وهو يتحدث مع صديقه لأكثر من نصف ساعة، وكذلك قامت الابنة باستخدام المُكيف ونوافذ الحجرة مفتوحة، أغلقت الأم جميع نوافذ باقي الشقة مما رفع من درجة الحرارة وقام الجميع بفتح المراوح، وهي تطهو الطعام والفرن الكهربائي يعمل بدون داع بعدما أخرجت منه صينية الطعام، والولد الصغير فتح جهاز الكمبيوتر بينما هو يلعب بالكرة وليس بحاجة له، وجميع أنوار البيت مُضاءة نهارا بسبب غلق الأم للنوافذ ووضع الستائر عليها..
ويختتم حديثه بضرورة تحمل كل فرد بالعالم مسؤوليته الفردية التي تحمي مجتمعه من الهلاك المُحقق، ويؤكد مُجددا بأن هدف التوفير والترشيد وعدم الإفراط فى إهدار الطاقة ليس الجنيهات بقدر ما هو إنقاذ للبشرية من الخطر القادم .