د. ناجح إبراهيم يكتب: الفرق بين أبو طالب وأبو لهب
من كلمات د/ ناجح إبراهيم
أبو طالب كان مشركاً وأبو لهب كان مشركاً أيضاً ولكن الذي لا يعرف الفرق بينهما لن يعرف شيئاً عن الإسلام ولا مقاصد الشريعة, والحجة الساذجة التافهة “الكفر ملة واحده” ضُرب من السذاجة .
هؤلاء لم يدركوا المغزى العميق والدقيق لقوله تعالى “لَيْسُوا سَوَاءً”وهو يشمل غير المسلمين جميعا بكل أطيافهم ومللهم.
” لَيْسُوا سَوَاء””هو قمة العدل القرآني وإلا لما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم بحكمته وعقله أن يهب نصر بدر كله الذي تمخض في أساري بدر لأحد المشركين حينما قال لو كان المطعم بن عدي حياً وسألني في هؤلاء النفر الأسرى لوهبتهم له وذلك لموقفه الرائع من النبي الكريم بعد عودته من ثقيف الذين أهانوا الرسول وشتموه وضربوه بالحجارة, الخ.
العقل الإسلامي الآن خرب إلي درجة كبيرة لأنه لن يستطيع أن يفرق بين أبي طالب وأبي لهب, سلام على العقلاء والحكماء.
لم يرسل الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه إلي الحبشة إلا لعلة واحدة هي العدل, وذلك واضح في توجيه النبي الكريم للصحابة: “اذهبوا إلي ملك لا يظلم عنده أحد” فالعلة هي عدم الظلم وليس النظر إلي عقيدتة, فقد يكون مسلماً ويظلمك.
النجاشي كان مشهوراً بالعدل وكان ملكاً مسيحياً, وبهذا تكون المسيحية قد احتضنت الإسلام حال ضعفه ورد لها الإسلام الجميل بعد ذلك في مصر بواسطة عمرو بن العاص الذي عاش تجربه النجاشي كلها, وكررها في مصر مع المسيحيين عدلاً ورفقاً.
والغريب أن أكثر المتدينين كلما حدثتهم عن أمر أو شخصيه عامه يحدثك عن مآل الشخص يوم القيامة أو يحدثك عن عقيدته رغم أنك تتحدث عن عدله أو أنصافه وليس عن عقيدته أو آخرته.
فالآخرة موكولة إلي الله, والغريب أن بلاداً مثل بريطانيا وألمانيا وكندا لجأ إليها قرابة 20 مليون لاجئ ومهاجر مسلم وعربي , ورغم ذلك البعض لا ينصف عدلهم مع هؤلاء المهاجرين وإنصافهم وحرياتهم بقدر ما يتحدث عن أن الكفر ملة واحدة, وأنهم في النار وأن عقيدتهم باطله.
وهذا ليس موضوع حديثنا, بل نتحدث عن العدل والإنصاف في بلادهم.