طارق متولى يكتب: يوميات زومبى (46) زومبى المدارس
لا أخفيكم سرا أننى أكره موسم الدراسة والمدارس على الرغم من أننى انتهيت من الدراسة منذ زمن وليس لى بها Hى علاقة، لكنها مازالت تسبب لى معاناة بسبب ازدحام الطرق على جميع المستويات داخل القاهرة المكتظة بالسكان فوق طاقتها وطاقة شوارعها حتى الشوارع الجانبية.
فى أيام الدراسة تتحول تلك الشوارع إلى مشكلة كبيرة عندما يدخل أتوبيس مدارس كبير شارع ضيق ليقل الطلبة أو يعيدهم بعد انتهاء اليوم الدراسى تصطف على جانبيه سيارات السكان المركونة أمام منازلهم ثم يقابل سيارة أخرى فى الاتجاه المعاكس فيتوقف الشارع إلى ما شاء الله حتى تحل هذه العقدة مع كثير من المشاجرات واللغط على أولوية المرور.
ويصبح الشارع سيرك حقيقى منذ الصباح الباكر وحتى المساء بعد اختفاء آخر أتوبيس مدارس من المنطقة حتى أننى احيانا افضل البقاء فى العمل إلى ما بعد انتهاء اليوم الدراسى حتى استطيع العودة إلى المنزل بهدوء .
وحول بيتنا ما يقرب من ثلاثة مدارس صغيرة إبتدائية بينهمم مسافات قصيرة لذا مع بداية موسم الدراسة استيقظ كل يوم على الموسيقى والأغانى الوطنية التى تذاع فى طابور الصباح من خلال ميكروفونات عالية جدا لا أعرف سبب تشغيلها على أقصى درجة وكان من الممكن خفض صوتها ليناسب فقط من يقفون بالطابور بدلا من إيقاظ الحى بأكمله.
وأصبحت أحفظ عن ظهر قلب صوت ميس نجوى التى تقود الطابور وهى تصرخ وتصيح فى التلاميذ لينتظموا فى الطابور وتختتم الطابور بكلمة ( لونج ليف ايجيبت long life Egypt) وهى ترجمة تحيا مصر بالإنجليزية ولا أعرف لماذا أيضا تصر السيدة الفاضلة على نطق هذه الكلمة الوحيدة بالإنحليزية والتى ربما لا يفهمها التلاميذ الصغار .
هذا بالإضافة لعدد من الميكروباصات التى تقل التلاميذ وينطلق منها صوت أغانى المهرجانات الشائعة هذه الأيام تخيل تلميذ يذهب المدرسة صباحا فأول ما يسمعه فى الطريق إلى المدرسة أغانى المطرب حوكشا الجن وسعيد مسامير ويستنشقون دخان سجائر السائق مما يحول التلاميذ إلى زومبى فى السلوك والألفاظ.
حتى ابنة جارتنا سوزان التى تعينت حديثا مدرسة فى إحدى المدارس لم يمض علي تعيينها شهرين حتى وجدتها لا تذهب إلى المدرسة، عرفت من والدتها أن المدرسة قررت الاستغناء عنها، ولما سألتها عن السبب حكت لى قصة أغرب من الخيال، فأثناء تدريسها لفصل أولى ابتدائى فوجئت بتلميذ من التلاميذ الصغار الذين لا زالوا فى عمر الطفولة يسب زملائه بألفاظ خادشة للحياء فى حضورها فما كان منها إلا أن أحضرت شريط لاصق ( سوليتب ) ووضعته على فمه فإنهار الطفل من البكاء وحدثت مشكلة كبيرة بين أهل الطفل وإدارة المدرسة فقرروا فصل سوزان وهنا تجد تصرف زومبى من مدرسة زومبى ضد طفل زومبى والموضوع زومبى خالص.
ونكمل فى يوم آخر من يوميات زومبى فإلى اللقاء.