بطل من أبطال أكتوبر.. سمير فرج: «مصر عمرها ماهتنهار وهتفضل قوية»

- حرب أكتوبر حرب عظيمة فى تاريخ الجيش المصرى، وكذلك الشعب المصرى - حرب أكتوبر نقول حققت للجيش المصرى كرامته التى فقدها فى 67 وللشعب المصرى كبرياؤه - دايما حلاوة النصر بتتذوقها من طعم الهزيمة اللى شوفتها - كنا بنام فى الخندق وكل عسكرى حاضن بندقيته، والمدفع الأربى جى ويقولك والله يا فندم ما هيعدوا إلا على جتتنا - والله هذا ما حدث.

كتب: على طه

هكذا تحدث بطل من أبطال ملحمة 6 أكتوبر العظيمة، اللواء الدكتور سمير فرج.

أفاض فرج فى الحديث بقلب مفعم بالحنين لأيام العزة والفخار والتضحية والفداء، مستعيدا لحظات الانكسار التى تلتها لحظات من البطولة الخارقة، بكل المقاييس،و التى حققتها مصر بشعبها وفى القلب منه جيش البواسل، فى حرب أكتوبر المجيدة

قال فرج فى تصريحات إعلامية الكلام الآتى الذى ننقله عنه بدون أى تدخل منا:

“حرب أكتوبر حرب عظيمة فى تاريخ الجيش المصرى، وكذلك الشعب المصرى.
حرب أكتوبر نقول إنها حققت للجيش المصرى كرامته التى فقدها فى 67، وللشعب
المصرى كبرياؤه.
دايما حلاوة النصر بتتذوقها من طعم الهزيمة اللى شوفتها.
كنا ننام فى الخندق وكل عسكرى حاضن بندقيته، والمدفع الـ “أربى جى”، ويقولك والله يا فندم ما هيعدوا إلا على جتتنا.. والله هذا ما حدث.. هذا يقول قد أيه الجندى المصرى قوى، وإن أحنا اتهزمنا مش بإيدنا.
إسرائيل فى كل اشتباك كانت بتضرب، يا الإسماعيلية، يا بورسعيد يا السويس، شوفوا عظمة الشعب، الناس كانت بتنزل من بيوتها، من شققها، مش عارفين رايحين على فين (!!).

بورسعيدى

أنا بورسعيدى، وأخواتى كلمونى فى يوم وقالوا لى ألحق أبونا وأمنا مش عايزين يمشوا، رحت أكلمه: يا أبويا.. قال لى نمشى ليه، أللى بيمشوا دول ولادهم فى مدارس.. يا أبويا البلد (بورسعيد) هتقف مفيش رغيف عيش، قال لى مش مشكلة، ما أحنا قعدنا فى سنة 56 وحاربنا.

سلاح جديد

فى هذه الفترة جبنا سلاح جديد، وبدأنا نتدرب على السلاح الجديد، يعنى أنا كنت مشاة فى عربيات لورى، جاءتنا العربيات، التوباز والبوكيات، اللى هى البرمائية، كنت أسيب موقعى على القناة، وننزل مصر 6 أشهر فى دهشور نتدرب، على العربيات الجديدة، وأرجع تانى.
خلال هذه الفترة، كان فيه اشتباكات، أحنا اتعلمنا، حرب الاستنزاف خلال 6 سنين هى اللى علمت الجيش المصرى، لولاها مكناش ننتصر فى حرب أكتوبر.

حائط الصواريخ

الله يرحمه المشير محمد على فهمى طلع بفكرة حائط الصواريخ، جاء على الجبهة كلها
بطول 180 كيلو حط مواقع الصواريخ تقدر تضرب حتى 15 كيلو داخل سيناء، وإن مفيش طيارة إسرائيلية لو دخلت تنضرب.
بناء حائط الصواريخ استغرق 6 أشهر، أنا كنت قائد سرية ففى يوم، كان الإسرائيليون بيبنوا خط بارليف ورائى بحوالى 5 كيلو متر، فجاءت الغارة الإسرائيلية بالليل، بعد الغارة الإسرائيلية ماخلصت، قائد الكتيبة قال لى : “سمير اطلع بشوية عساكر شوف نعمل حاجة، لأن على ما تيجى عربيات الأسعاف من فايد هتاخد لها ساعة، فا طلعت قبل ما تيجى.

وكان الإسرائليون عندهم القنبلة الألف رطل عندما تضرب تعمل حفرة كبيرة نسبيا، فدخلت على الحفرة، كان هناك أشلاء 10 عمال من الصعايدة أللى بيحفروا، ولم نكن نميز من الأشلاء، هذه رأس مين ولا رجل مين، ولا أيد مين، كنا نضع الأشلاء فى البطاطين، ونلفها، وفى الصباح جاءت مجموعة أخرى من العمال، واشتغلت.

كل هذا شريط بشوفه بعد 40 سنة، 50 سنة، لما تقول: الجيش دفع، معاه الشعب، مش الجيش بس.
أللى بنى حائط الصواريخ، هم العمال المصريين، ولم نكن لنعبر قناة السويس من غير حائط الصواريخ، والعدو الإسرائيلى متفوق عليكى فى عدد الطائرات، ونوعية الطائرات التى يملكها.

طالب فى كلية أركان حرب

بدأنا نستعد بقى للخطة الهجومية.. وأنا كنت طالب فى كلية أركان حرب، بعد سنة و 3 أشهر يوم خميس قالوا لنا هتتخرجوا يوم السبت، ليه؟.. حرب أكتوبر، لو قلت لك أن فيه حد فينا كان مصدق، وفى مصر كلها أننا هنحارب ؟! مكنش فيه حد مصدق أننا هنهاجم.

تخرجت فى كلية أركان حرب الأول على الدفعة، كنا 154 ضابطا، كنت أنا الأول، وكنت برتبة نقيب فترقيت إلى رائد وكوفئت، عشان أنا الأول فأرسلوا بى إلى هيئة العمليات، لذلك كنت أنا أصغر ضابط فى غرفة عمليات القوات المسلحة فى حرب 73، وأنا الوحيد الآن الذى على قيد الحياة، فكلهم كانوا عقداء، أو عمداء، أو لواءات، وكلهم توفاهم الله، وقبلها بشهر ونحن طلبة جاء لنا الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان القوات المسلحة، وبقى معنا يومان، كان خلالها بيعمل حاجة اسمها التوجيه 41 ، فما هو التوجيه 41 ؟!.

هو الخطة التى سنعبر بها القناة ونحطم خط بارليف، وأحلى خبر حتى اليوم، لما ألتقطنا إشارة من مخابراتنا، أشارة مفتوحة، ودايما فى الحرب بنبعت أشارات بالرمز، تقعد تحلها تاخد لك ربع ساعة، لكنها كانت إشارة مفتوحة من قائد القوات الجوية الإسرائيلية إلى جميع الطيارين الإسرائليين، لا تقتربوا من قناة السويس 15 كيلو هذا هو مدى حائط الصورايخ، ساعتها وأنا ضابط صغير، قلت أحنا هننجح، وهنعبر، لأن مفيش اليد الطولى الإسرائيلية هتتدخل فى العبور.

مكناش مصدقين

بدأت العمليات، وبدأت النقط القوية تسقط، فى خط بارليف، وبدأت عساكرنا اللى بتحمل الـ “أر بى جى، وصاروخ مولتكا”، تعبر، ولغم على الصدر وأخر على الظهر تعبر، وكل مدرعة إسرائيلية تدخل تتدمر.

فى 6 أكتوبر مكناش مصدقين، مدفع الأفطار ضرب مفيش حد فينا قرب على كوب ماء، حلم كنا منتظرينه 7 سنين، حلم شرف العسكرية اللى ضاع بيرجع تانى، حلم الأرض، اللى ضاعت بترجع تانى، حلم عودة أبويا وأمى إلى بيتهم فى بورسعيد بيرجع تانى، فمهما قلت مش هتقدر تعبّر عنه.

فى كلية كمبرلى بعد 20 سنة

بعد الحرب ذهبت إلى إنجلترا، أنا أول ضابط رحت كلية كمبرلى بعد 20 سنة، وأنا فى كمبرلى عملت مناظرة مع أرييل شارون، لمدة ساعتين فى برنامج البانورما، كان هو يمثل الجانب الإسرائيلى، وأنا أمثل الجانب المصرى.

وبعد المناظرة، وكلانا يعرض ما حدث فى أكتوبر، فى نهاية المناظرة معهد الدراسات الإسرائيلية سأل شارون: ما هى مفاجأة حرب أكتوبر 73 ؟!

.. المفاجأة كانت العسكرى المصرى، ده شارون أللى قال الكلام ده: العسكرى المصرى ده مش هو أللى قابلناه قبل كده، وقال: كنت بشوف الأسرى تعال أنت ايه ؟.. أنا مهندس، وأنا محاسب، وأنا خريج زراعة، قال الجيش المصرى تغير، عشان كده على الجيش الإسرائيلى أن يحذر الجيش المصرى فى أى حرب قادمة فهو قوة لا يستهان بها.

انطباع الناس

شوفوا انطباع الناس عنا فى الخارج أزاى ؟!.. حرب أكتوبر غيرت مفاهيم وفكر، مش فى العسكرية بس، لكن جعلت الجيش المصرى عظيم.
اليوم عندما يصدر مركز “جلوبال فاير باور” كل سنة تقييم الجيوش فى العالم، وضعت مصر هذا العام 2022 أقوى دولة فى المنطقة، أقوى دولة عربية أفريقية، وفى الشرق الأوسط.

يريدون أن يكسّروا مصر

على الشعب المصرى اليوم أن يثق فى دولته، وفى رئيسه، وفى جيشه، أننا لدينا جيش عظيم حقق أكبر انتصار، الجيش اليوم بيساعد فى التنمية، بيساعد فى كل شىء، وألا نسمع للشائعات لأن أصحاب الشائعات يريدون أن يكسّروا مصر، ويهدوا مصر”.

واستدرك البطل سمير فرج قائلا فى نهاية حديثه: “لكن أنا بقولكم مصر عمرها ما هتنهار، مصر قوية، وإن شاء الله هتفضل قوية.

تكريم للضابط الشاب سمير فرج
تكريم للضابط الشاب سمير فرج
صورة تذكارية للواء الدكتور سمير فرج مع مبعوثين أجانب
صورة تذكارية للواء الدكتور سمير فرج مع مبعوثين أجانب
تكريم من وزير الدفاع الأسبق المشير طنطاوى
تكريم من وزير الدفاع الأسبق المشير طنطاوى

 

زر الذهاب إلى الأعلى