د. آيات أحمد تكتب: كلية إعلام بنات الأزهر
تبذل القيادة الواعية لمؤسسة الأزهر العريقة جامعًا وجامعةً قصارى جهدها للدفع بكل ما يحمل اسم الأزهر ليزداد سطوعًا في سماء العالم بقدر ثقله الديني والعلمي وأصالته الضاربة في أعماق هذه الأرض الطيبة، والتي لم تتوانى قيادتها الرشيدة على مر العصور في دعم الأزهر ورجالاته.
وبالتبادل يسعى الأزهر إلى ترجمة سياسات الدولة إلى واقع ملموس يراه الجميع رأي العين وتشهد به جميع المحافل، ولا يمكن لأي مهتم أن ينكر سعي الأزهر الجاد في تمكين المرأة بشكل ينبأ بالمزيد من هذا التمكين على المستوى الرأسي والأفقي بعد أن تبنته الحكومة المصرية في إطار مسعاها لإعلان الجمهورية الجديدة التي يتزامن إعلانها مع نهضة مجتمعية تضمن للجميع حياة تتساوى فيها الفرص، ولا تتوقف على أي متغير سوى الكفاءة بعيدًا عن النوع والسن، فاتحة الباب على مصرعيه للمرأة وللشباب ولأصحاب الكفاءات الحقيقية لتولي المناصب والقيادات وإمكانية العمل في أي موقع يثبت الفرد فيه جدارته.
وانطلاقا من هذه الرؤية الواضحة التي ترجح كفة المرأة وتسعى لإعطائها المزيد من الفرص علاوة على حقوقها؛ تناشد شعبة الصحافة والإعلام بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة بأقسامها الثلاثة ( الصحافة والنشر والإذاعة والتلفزيون والعلاقات العامة والإعلان) المجلس الأعلى للأزهر الشريف كل علمائه الأجلاء ورئيس الجامعة الموقر ونوابه الأفاضل بفصل “الشعبة” عن الكلية الأم وتحويلها إلى كلية “إعلام – بنات الأزهر” بعد أن مرَّ على إنشائها ربع قرن كامل والتحقت به أول دفعة في العام الجامعي 1997 /1998 م وبعد 25 عامًا مضت كانت ثمرة الشعبة 73 عضوةً من أعضاء هيئة التدريس الحاصلات على درجة الأستاذ، والأستاذ المساعد، والمدرس، وكذلك الهيئة المعاونة؛ مدرسات مساعدات ومعيدات.
وما سبق يضمن كفاية عددية للكوادر الأكاديمية وبما يتناسب مع أعداد الطالبات في الكلية حال انفصالها.
وليس مطلب منتسبي الشعبة في فصلها وتحويلها إلى كلية إلا رغبة في منح خريحات القسم حقوقهن كباقي خريحي الإعلام على مستوى الجمهورية، واستبدال اسم المؤهل الممنوح لهن من (ليسانس) إلى (بكالريوس) وهو أبسط حق يمكن رده إلى طالبات القسم اللاتي تجمعن بين الدراسة النظرية والعملية ووفقا لطبيعة (دراسة الإعلام) في الواقع وليس ما أوجبه مسمى الشهادة.
اقرأ أيضا:
-
مستشارة شيخ الأزهر ترد على اتهامات انتمائها لجماعة الإخوان المحظورة
-
الأزهر: فلسفة الإسلام الدعوة للتسامح والتعايش والتعارف بين الأمم
وفي هذا الصدد شهدت قاعات الشعبة تخريج العديد من المشاريع الإعلامية إلى النور طوال السنوات الماضية ونافست هذه المشروعات في سباقات مشروعات التخرج على مستوى كليات وأقسام الإعلام على مستوى جامعات مصر وحصدت مراكز متقدمة دون أن يكون هناك دافع لخروج هذه المشاريع إلا رغبة القائمين على الشعبة على إعداد طالبة تمتلك مهارات المنافسة وإصرار طالبات متميزات على أن يكون لهن دور كمثيلاتهن في كليات الإعلام الأخرى.
ومنتهى أمال بناتنا المنتسبات للقسم في أن تحمل شهادات تخرجهن ما يعبر حقيقة عن مكتسباتهن العلمية والعملية، ويمنحهن فرصة متساوية مع أقرانهن من طلبة (كلية الإعلام – بنين بالأزهر) يمكن أن يتحقق بقرار حكيم يقف خلفه المجلس الأعلى للأزهر ومجلس الجامعة وقفة رجل واحد لإنصاف بناتنا وإعلان (كلية إعلام بنات الأزهر) منارة جديدة من منارات الأزهر التي تحكي تمكين جديد للمرأة في الأزهر الشريف بيد رجالاته في هذا العهد، فنناشدكم من هذا المنبر اتخاذ قرار طالما انتظرناه وأن يشهد مجلسكم إعلان القرار المنتظر في أقرب وقت.
…………………………………………………………………………………………..
- الكاتبة: رئيس قسم الصحافة والنشر بكلية إعلام بنات الأزهر