محسن عثمان يكتب: المظاهرات الفرنسية.. والحرب الروسية الأوكرانية

حالة من الغضب تسود الشعب الفرنسي بسبب ارتفاع مستويات التضخم في البلاد وزيادة أسعار المحروقات والطاقه فضلا عن إجراءات التقشف التي تعتزم الحكومة الفرنسية تنفيذها في هذا الشتاء.

فى 13 خطوة نقدم تصورنا عن الأزمة من خلال تحليل الوضع في فرنسا وما ستؤل إليه الأحداث كالتالى:

١-  منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانيه وقيام الدول الأوروبيه بتوقيع عقوبات اقتصادية علي روسيا اتخذت روسيا قرارآ بتقليص إمداد أوروبا من الغاز.

ومع ارتفاع سقف العقوبات قامت روسيا بإغلاق تام لخطوط إمداد أوروبا بالغاز.

٢ – روسيا تؤمن تقريبآ 17% من إمدادت الطاقة في فرنسا وبالتالي ستؤثر مباشرة علي أسعار الكهرباء والطاقة الفرنسية.

٣-  الحكومة الفرنسية أعلنت عن خطة استراتيجية تهدف إلي ملء خرانات الغاز بنسبة 100% ، الأمر الذي سيترتب عليه تأمين تقريبآ ما يقرب من 25% من احتياجاتها من الطاقة في فصل الشتاء القادم والمتوقع أن يكون الأسوء علي الإطلاق في أوروبا.

خطة فرنسا لتأمين احتاجياتها من الغاز

٤ –  فرنسا لا تعتمد بشكل رئيسي علي الغاز الروسي إلا أنه لا يمكن تغافل تأثير نقص الغاز الروسي لفرنسا وخصوصا بعد تهالك عدد ليس بالقليل من محطات الطاقة النووية التي تنتج الكهرباء في فرنسا .

٥ –  زيارة الرئيس ماكرون في أغسطس الماضي إلي الجزائر كانت بهدف زيادة حجم صادرات الجزائر من الغاز الي فرنسا.

ولكن الجزائر لديها تحفظات كثيرة بشأن التأشيرات المعطاة للمواطنين الجزائريين للسفر إلي فرنسا والتي تم إيقافها أو تقييد استخراجها بسبب قرار وزير الداخلية الفرنسي بتقييد التأشيرات.

٦- أدت هذه الزيارة إلي تقارب وجهة النظر بين الطرفين الأمر الذي ترتب عليه زيارة رئيسة الوزراء الفرنسية علي رأس وفد رفيع المستوي في التاسع والعاشر من أكتوبر الحالي إلي الجزائر بهدف توطيد الشراكة.

٧ – شركة (eng) الفرنسية والمسؤولة عن توفير الطاقة وتوزيعها وإدارتها في فرنسا وقعت اتفاقآ مع شركة سوناطراك الجزائرية بهدف زيادة صادرات الجزائر إلي فرنسا بهدف تعويض النقص من الغاز الروسي.

٨-  ايطاليا سبقت فرنسا ووقعت مع الجزائر عقدا بإمداد ايطاليا ب ٦٠ ٪ من الغاز نظرآ لإعتماد ايطاليا الشبه كامل علي الغاز الروسي.

الغاز الجزائري إلي أوروبا

٩- احتلت الجزائر المرتبة الثالثة في تصدير الغاز إلي أوروبا بعد روسيا وقطر إذ يبلغ إجمالي توريد الغاز الجزائري إلي أوروبا ما يتخطي (30%) من استهلاك أوروبا بالغاز موزعة كالتالي:

(أ)- ايطاليا بنسبة 60%.

(ب)-اسبانيا 20%.

(ج)-فرنسا 12%

(د)-البرتغال 7%.

(ه)-سولوفانيا 1%.

وبالرغم من أن حصة  الجزائر في أوروبا مرتفعه إلا أن الغاز الجزائري يواجه الكثير من العقبات منها رغبة أوروبا في تحديد سعر ثابت لا يتناسب مع الجزائر فضلا عن عدم قدرة الجزائر لتلبية احتياجات السوق الأوروبي المتعطش للغاز بسبب فصل الشتاء.

١٠- عدم قدرة الجزائر لتلبية احتاجات السوق بشكل كافي أعطي انطباعآ لدي المواطن الفرنسي بعدم قدرة حكومته علي تأمينه في الطاقة الأمر الذي ترتب عليه اشتعال المظاهرات في كافة الشوارع والميادين.

١١- لا ننسي مظاهرات السترات الصفراء في فرنسا والدعم التركي اللامحدود لها عن طريق زراع أردوغان في فرنسا (عبدالله الأصفر) الأمر الذي سيعيد إلي أذهان العالم التفكير في حالة الديموقراطية المزعومة وحقوق الإنسان في فرنسا.

١٢-  كما أننا لا ننسي رغبة ماكرون في فترة رئاسته الأولي في إنشاء جيش أوروبي موحد للدفاع عن أوروبا ، وهو الأمر الذي جعل مراكز التفكير (think   tanks)  في أمريكا تفكر في كيفية تفعيل الناتو بعد سكونه منذ حرب العراق عام ٢٠٠٣ خوفا من اتباع أوروبا لرؤي ماكرون، والشروع في إنشاء جيش موحد لأوروبا الأمر الذي سيترتب عليه مستقبليآ تفكيك الناتو وبالتالي تقليل التواجد الأمريكي في أوروبا وبالتالي مزيد من التوغل الروسي والسيطرة علي القرار الأوروبي.

١٣ – اليوم وأمام محكمة أمريكية تعترف شركة لافارج الفرنسيه بتمويل داعش في سوريا بهدف حماية المنشآت والمصانع الفرنسية في سوريا، وهو ما سيترتب عليه إدانة من الكونجرس تجاه فرنسا وبالتالي تتوتر العلاقه بين الطرفين.

   الرأي

كل ما سبق ذكره كفيل بأن يشعل الوضع في فرنسا (أزمات طاقة.. حرب روسيا وأوكرانيا.. دول غربية متربصة لماكرون لإسقاطه.. فضلا عن الأزمات الداخلية المتكررة.. وأخيرا اعترافات شركة لاڤارج الفرنسيه بدعم داعش.

ومن الواضح جدا أن الشتاء القادم سوف يؤثر سلبآ علي فرنسا بسبب نقص امدادات الطاقة .

وما يحدث في أوروبا اليوم بصفة عامة وفرنسا بصفه خاصة اثبت انقلاب السحر علي الساحر متمثلآ في العقوبات الغربية علي روسيا .

  اقرأ أيضا:

باحث استيراتيجى يكشف ما وراء إظلام لبنان.. والدور المصري فى حل الأزمة

زر الذهاب إلى الأعلى