د. كاظم العنزى يكتب: إنَّ من الشّعر لحكمة

الإثنين, 24 أكتوبر, 2022 , 4:12 م

أجمعت المصادر والمراجع التاريخية المهمة في التأريخ وعصر الرسالة الإســـلامية أن الله تعالى قد نزّه رسوله المصطفى (عليه أفضل الصـــلاة والتسليم) عن قول الشّعر وعن وصفه بالشـــاعر , لذا ينزه نفسه نبينا الأعظم (صلى الله عليه وسلم) من قول الشعر أو إنشاده والتمثل به .
وما وثِّق في أكثرالكتب تصــديقاً أن رســولنا الأكرم (عليه أفضل الصـــلاة والتسليم كان له موقف من الشعر يتلخص في حالتين :
الأولى : أن نبينا (صلى الله عليه وسلم ) نهى عن قصائد إثارة السخائم والأحقاد أو القصائد التي تدعو إلى الفاحشة أو الانتقاص من الدين أو هجاء الصحابة الكرام .
الثانية : أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حينما كان يرى في الشعر صورة من التهذيب والدعوة إلى الفضيلة ومكارم الأخلاق وفيه شيء من الحكمة والموعظة وتدعيم مبادى الإسلام , فكان مشجعاً له وموجهاً تارة ومتخذاً الشعر سلاحاً من أسلحة الحرب .
وينظر ( عليه أفضل الصلاة والتسليم ) على أنه ملكة من الملكات التي اشتهرت بها العرب وأحبتها وولعت بها وصارت بعضاً من فكرها وسيرتها وتاريخها ونهج حياتها …
وله ( صلى الله عليه وسلم ) حديث نبوي شريف يقول فيه :
( لا تدع العرب الشعر ,, حتى تدع الإبل الحنين )
ومن قوله أيضاً ..
( إنّ من الشعر لحكمة )
وموضوع مقالنا هذا هو حديثه هذا (عليه أفضل الصلاة والتسليم )
وهناك رواية ذكرت في أكثر من مصدر عن ذكر سبب هذا الحديث وكيف قاله رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأين ومتى ؟؟
في إحدى غزوات المسلمين جرح أحد الصحابة وكان ينزف والدم يسيل منه دون انقطاع ولم ينفع معه ضماد أو تداوي ..
فجاء حسان بن ثابت وقال :
إئتوني بكافور .. !
فأعطوه الكافور ووضعه على جرح الصحابي فانقطع الدم وجف .
فسأله النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من أين اقتبست ذلك يا حسان وكيف عرفت ؟
قال حسان :
من قول الشاعر :
فكرتُ ليلةَ وصلِها في هجرِها
فَجَرَتْ مدامعُ مُقلتي كالعندمِ ( 1 )
فطففتُ أمسحُ مقلتي بخدِّها
إذ عادة الكافور إمساكُ الدمِ
فقال النبي ( عليه أفضل الصلاة والتسلم )
ـ إن من الشعر لحكمة ـ ( 2 )
ولعل في الشعر النبطي والشعبي العراقي الكثير من الحكم والمواعظ المأثورة وعلى سبيل المثال لا الحصر ما ورد في بيت الدارمي المؤرشف في تراثنا وموروثنا الزاخر بالإبداع والعطاء والجمال والألق ما يؤكد ذلك .
( خل روحك بعز دوم بالك تذّلها .. ولا تطلب الحاجات إلا من أهلها )