د. مجدي هاشم يكتب: عن تقنين السناتر مرة أخري

لم يمض علي اعتلاء الدكتور رضا حجازي، منصب وزير التربية والتعليم سوي شهرين حتي خرج علينا باقتراح بتقنين أوضاع مراكز الدروس الخصوصية (السناتر)، وقد جلب هذا المقترح علي سيادته هجوما شديدا لم ينكره عقب الجلسة العامة لمجلس النواب والتي صرح فيها باقتراح تقنين الدروس الخصوصية.

وقد سبق لنا أن استنكرنا هذا الاقتراح – ضمن عديد من الكتاب الذين استنكروه – في مقال نشر في هذا الموقع الذى تقرأ عليه هذا الكلام “بيان الإلكتروني” بتاريخ 25 أكتوبر 2022.

وقد تأسس استنكارنا لهذا المقترح علي مجموعة أسباب من بينها إلغاء المدارس لأنها لم تعد أساس المنظومة التعليمية حيث ستتولي أمرها السناتر، وربما قد يستتبع هذا المقترح الخروج بمقترح آخر بإلغاء وزارة التربية والتعليم نفسها حيث لم يعد هناك مدارس لتشرف عليها.

وأهم وأخطر تداعيات هذا المقترح هو استمرار مسلسل تدهور التعليم في مصر بعد أن قطعت الدولة شوطا كبيرا في طريق تحديث التعليم علي مدار خمس سنوات قضاها الدكتور طارق شوقي وزيرا للتربية والتعليم وكادت أن تؤتي ثمارها.

وكنا نظن أن الدكتور رضا حجازي سيواصل ما بدأته الدولة في زمن الدكتور طارق شوقي من سياسة تطوير التعليم كما أعلن سيادته ذلك حين تولي الوزارة لا أن ينقلب عليها ويطيح بالتعليم في غياهب ظلمات السناتر بلا رجعة.

وتصريحات معالي الوزير والتي بدا فيها أنه يتنصل من مقترح تقنين أوضاع السناتر تضعنا في حيرة، حيث صرح سيادته بأن “الحديث بشأن تقنين الدروس الخصوصية والسناتر، لم يكن قرارا لكنه مجرد اقتراح للحوار المجتمعي” إلا أن الهجوم الشديد الذي أقر به الدكتور رضا والذي جلبه عليه مقترح تقنين السناتر ينفي الحاجه لإجراء حوار مجتمعي حوله لكونه لم يلق قبولا بجلسة مجلس النواب أو لدي غالبية الكتاب والمفكرين الذين تناولوه وكذلك غالبية أولياء الأمور.

وكان آخر هذه التصريحات هو تأكيد سيادته “أن المدرسة في حال قامت بدورها في تقديم الدراسة والنشاط، ستقضي على الدروس الخصوصية” وهو تصريح لا يختلف عليه أحد فهو الدور الرئيسي لوزارة التربية والتعليم ولسيادة الوزير، وندعو الله أن يتفرغ معالي الوزير ومعاونوه للنهوض بالعملية التعليمية لكي تقوم المدرسة بدورها في تقديم الدراسة والنشاط، لأن هذا هو ما سيقضي على الدروس الخصوصية بدلا من أن نخضع لرغبات أصحاب السناتر ونقنن رغباتهم.

ونحن ندرك أن ملف التعليم من الملفات الصعبة إلا أن خبرة معالي الوزير بدهاليز وزارة التربية والتعليم تجعله علي دراية تامة بمشاكل التعليم في مصر ومن ثمّ لديه الحلول الممكنة لعلاجها وذلك لكونه أحد أبنائها المخلصين الذي قضي كامل عمره الوظيفي داخل وزارة التربية والتعليم. مع تمنياتنا لسيادته بالتوفيق والسداد.

اقرأ أيضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى