عاطف عبد الغنى يكتب: انضم إلى الحملة.. ووقّع الوثيقة
«حق مصر فى حجر رشيد» هذا هو عنوان الحملة التى أطلقها عدد من المصريين، الغيورين على تراث بلادهم، وحقوقها التاريخية فى إرثها الإنسانى والحضارى.
المناسبة هى مرور 200 عاما على، اكتشاف حجر رشيد الذى أحدث ثورة هائلة، حين فك رموز الهيروغليفية، اللغة المصرية القديمة، وكان قبله من الصعب معرفة هذه النقوش الفرعونية على جدران المعابد، وغيرها من التراث الفرعونى المادى، ومن ثم كان هذا الاكتشاف مدخل الكشف عن التاريخ المصري القديم.
قبل ساعات من كتابة هذه السطور شهد المتحف البريطاني إحتجاجًا من قبل أحد الأشخاص، ورفع المحتج لافته كتب عليها: “حجر رشيد قطعة أثرية مسروقة يرفض المتحف البريطاني إعادتها”.
وقبل أيام أطلق د. زاهى حواس، حملة لإعادة حجر رشيد إلى مصر، داعيا المجتمع الدولي للمطالبة بإعادة حجر رشيد من المتحف البريطاني والقبة السماوية في متحف اللوفر الفرنسى، ونشر عناوين للحملة، كما نشر موقع “Change” رابط للتوقيع، ودعم حملة د. حواس، والتى قام بالتوقيع علهيا حتى كتابة هذه السطور 61,936 شخصا.
ورابط الحملة لمن يريد أن يدخل ويوقع من خلال الرابط التالى:
وفى وقت سابق قال حواس فى تصريحات إعلامية إن هذه القطع الأثرية كانت موضوعة في اهتمام وزارة الآثار قبل أحداث ٢٠١١، وهذه القطع الفريدة مكانها الحقيقي هو المتحف المصري الكبير”.
وأضاف: “نحن بحاجة إلى أن يعرف العالم إنها تنتمي لمصر، ويؤيد الموقعون على هذه الوثيقة طلب عودة القطعتين الأثريتين إلى موطنها الأصلي مصر، وسيتم إرسال الوثيقة إلى المتحف البريطاني ومتحف اللوفر بعد الانتهاء من التوقيع”.
ومما زادنى حماسا لكتابة هذه السطور، حملة أليكترونية أخرى أتصور أنها سابقة على حملة د. زاهى حواس، وقد اكتشفتها فجر يوم الجمعة الرابع من نوفمبر 2022 فقررت أن أكتب هذا المقال.
الحملة تحمل عنوان: repatriate rashid وترجمتها: إعادة رشيد، ومكونة من فريق عمل يستحق أن نشير إليه بالاسم، للجهد المبذول فى التخديم على الموضوع.
والقائمون بالحملة ، حسب ما هو مذكور على موقعها هم السادة الأفاضل:
الدكتورة مونيكا حنا، القائم بأعمال عميد كلية الآثار والتراث الثقافي الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
نشوى البنداري عميد كلية الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
الحسن أبو النصر منصور.
مصطفى خالد الخضري.
نشوى محمود محمد.
يوسف حسام شاهين.
أسماء عمر يوسف علي.
حبيبة عبد النبي عبد الشكور.
إسراء أحمد عبد الغنى.
يوستينة ايليا فوزي.
مريم أبو ادمة.
بيشوي عبد الماسية عياد.
نور زكريا الطرزى.
فادي عاطف شاكر.
ميلانيا سمير.
بشوي مارك الملاح.
نورهان حسين محمد.
فاطمة عمر يوسف علي.
يسرا صلاح عبد العزيز
وموقع الحملة الأليكترونى، يحمل عدد من عناوين لموضوعات فرعية، تخدم الهدف، وتوضح جوانبه المختلفة، مكتوبة باحترافية عالية، وباللغتين العربية والإنجليزية، ويمكن تلخيص فحواها فى الحث والدعوة لإعادة “حجر رشيد”.
واستند فريق العمل على أسس تاريخية، وقانونية، وإنسانية، تدعم دعواهم، وأكد أحقية مصر فى استرداد تراثها.
كما أورد أصحاب الدعوة عريضة وجههوها للحكومة المصرية ممثلة فى رئيس وزرائها، الدكتور مصطفى مدبولى، ورأيت أن أنقل لكم من كل المواد المنشورة على موقع الحملة العريضة فقط، وجاء فيها:
“نطالب نحن الموقعين على هذه العريضة السيد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري تقديم طلب رسمي لاسترداد حجر رشيد والقطع الأخرى التي خرجت معه من مصر بطرق غير قانونية.
ويستند الموقعون على هذه العريضة أن هذا الأثر البارز في التاريخ المصري قد خرج من مصر استنادا إلى المادة السادسة عشرة من وثيقة استسلام الإسكندرية (١٨٠١)، وهي معاهدة تم التفاوض عليها وتوقيعها من قبل القوات العثمانية والفرنسية والإنجليزية، ولم يوقع عليها مصري واحد، مما يجعل الموقف القانوني للآثار المصرية التي خرجت بموجبها موقفا ملتبساً.
بموجب شروط هذه المعاهدة، تم تسليم حجر رشيد مع ست عشر قطعة اخرى من الجانب الفرنسي إلى الجيش المشترك الذي تكون من القوات الأنجلو- عثمانية، وبعدها استولى الجيش الإنجليزي بدون تنازل عثماني موثق على هذه القطع وأرسلها إلى المتحف البريطاني؛ ليتم عرضها بشكل غير أخلاقي وغير قانوني منذ ذلك الحين.
لقد انتهكت مواد هذه المعاهدة كل القوانين الدولية والعرفية السارية في ذلك الوقت، إذ سلبت مصر حقها في أن يكون لها رأى أو سيادة على تراثها الثقافي، وخاصة لخضوعها في تلك الفترة للاحتلال.
لذا كان السطو على حجر رشيد غنيمة حرب وعمل نهب تم حظره بالفعل في القرنين السابع عشر والتاسع عشر.
إن مصادرة حجر رشيد، من بين آثار أخرى، هو عمل من أعمال التعدي على الممتلكات الثقافية والهوية الثقافية المصرية، ويُعد نتيجة مباشرة لتاريخ طويل من العنف الاستعماري الثقافي ضد الممتلكات الثقافية المصرية.
إن وجود هذه القطع في المتحف البريطاني حتى اليوم يدعم مساعي العنف الاستعماري الثقافي السابقة، ويحرم بلدها الأصلي مصر، ليس فقط من الإعادة المادية للقطع، بل أيضاً من جزء مهم من تراثنا الثقافي المصري الممتد لآلاف من السنين.
لا يمكن تغيير التاريخ، لكن يمكن تصحيحه، وعلى الرغم من انسحاب الحكم السياسي والعسكري والحكومي للإمبراطورية البريطانية من مصر منذ أكثر من قرن، فإن الاستعمار الثقافي لم ينته بعد.
إن إبقاء الآثار والتحف التراثية التي انتزعت عنوة من أماكنها الأصلية عن طريق العنف والمعاهدات غير القانونية دليلا على أن إنهاء الاستعمار الثقافي ليس قصة بسيطة من الماضي، ولكنه قضية معاصرة تحتاج إلى معالجة وتصحيح.
هذه فرصة قوية لمصر لقيادة المنطقة العربية والأفريقية لاسترداد التراث المنهوب تحت الاستعمار.
إن عودة حجر رشيد يعتبر نموذجا على وقف الهيمنة الغربية على التراث المصري، سوف يكون له أيضا أثر هام ليس فقط على استعادة الحقوق الثقافية المصرية المهدرة، ولكن أيضاً يترتب عليه الحقوق الاقتصادية بشكل كبير، كما أن عودة هذا الأثر لموطنه الأصلي في مدينة رشيد سوف يغير الخريطة السياحية لهذه المدينة التاريخية العريقة.
نطالب رئيس الوزراء المصري بالعمل جاهداً عبر كل السبل الدبلوماسية والشرعية؛ لاسترداد هذا الأثر البارز والقطع الأخرى التي خرجت معه من مختلف أنحاء القطر المصري.
كما نطالب أبناء مصر المخلصين بتوقيع العريضة التي تمثل إرادة الشعب المصري في استرداد تراثه الثقافي المندثر، والعمل على إنهاء الاستعمار الثقافي للتراث المصري” (انتهى).
أما وقد قرأت العريضة، فدعنى أطلب منك أن تشارك فى هذه الحملة، بالتوقيع عليها، ويمكنك الدخول إلى موقع الحملة والعريضة من خلال الرابط التالى النشط: فقط اضغط على الرابط، وشارك فى الدعوة لاستعادة حق مصر المسلوب من تاريخها.
الرابط: https://www.repatriaterashid.org/ar