عبد الغنى: إقرار التشاركية وتفعيل المسئوليات أهم مخرجات قمة cop27
كتبت: شيماء وائل
أوضح الكاتب الصحفي عاطف عبد الغني أهمية انعقاد القمة العالمية للمناخ cop27 بشرم الشيخ على كل المستويات، العالمى والقارى والمحلى، مضيفا أن الحدث يناقش قضية وجودية، لشعوب العالم، وكوكب الأرض، وهو ما ركّز الرئيس عبد الفتاح السيسي عليه في كلمته التى ألقاها فى افتتاح المؤتمر، حين أكد على مبدأ التشاركية العالمية في علاج تلك الأزمة التي تواجه الكرة الأرضية وتواجه الحياه على كوكب الارض.
وقال الكاتب الصحفي فى حواره مع الإعلامية غادة فاروق ببرنامج “المشهد” المذاع على قناة النيل للأخبار، إنه خلال العامين الماضيين حدث تسارع بوتيرة كبيرة فى التغيرات المناخية على مستوى العالم مما نتج عنها تأثيرات مدمرة على كوكب الأرض، فى صورة من حرائق الغابات والتسونامي الحادث في أكثر من دولة بجانب الفيضانات والجفاف التي عانت منه أفريقيا تحديدا بشكل كبير، وارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات وذوبان الجليد في جبال الألب فى سويسرا والقطبين الشمالي والجنوبي وتأثير ذلك على ارتفاع منسوب المياه فى البحار والمحيطات، وتهديدها بإغراق مدن كثيرة على مستوى العالم.
طالع المزيد:
وأضاف عبد الغني، ورأينا الفيضانات التي حدثت في باكستان وغطت فيها ثلث باكستان تقريبا، وهو ما ذكره رئيس الوزراء الباكستاني في كلمته بالمؤتمر، مؤكدا أن كل هذه الأمور تدعو كل دول العالم وحكوماتها إلى أمرين وهي: إما أن تتحمل الدول والحكومات مسئوليتها فى مواجهة هذا الخطر – لا أقول المحدق، ولكن الذى أصابنا بالفعل – لإنقاذ كوكب الأرض، أو نندثر من خلال كارثه بيئية.
وواصل عبد الغنى أن أهمية المؤتمر على مستوى مصر، مهم جدا على المستوى السياسي، في كيفية تقديم مصر بهذا الشكل الحضاري، الرائع، وقدرتها على تنظيم مثل هذه القمة العالمية الذي أشاد به جميع الرؤساء والقادة الحاضرين، ومن حيث تقديم مصر كنموذج للعالم بأكمله في كيفية التعامل مع قضية التغير المناخي والتكيف البيئي بجانب تقديم مشروعات مصر الرائعة في هذا الصدد وفي التحول إلى الطاقة المستدامة والطاقة المتجددة.
وأكد عبد الغني أن مصر تحتل المرتبة الأولى على مستوى العالم في تلك المشروعات حيث تقدم مصر نفسها عن قارة أفريقيا التي تستحق التعويض الأكبر في هذه القضية؛ لمعاناتها الكثيرة من تداعيات هذه القضية التى ترتبط باستخدام الدول المتقدمة صناعيا، للطاقة بشكل مفرط منذ الثورة الصناعية وحتى الآن وخاصة استخدامها الوقود الأحفوري الذي يعمل على تلويث البيئة ودفعت الدول الفقيرة ثمن هذا التقدم الغربى في مجال الصناعات وغيره.
وأشار عبد الغني إلى أن مصر تعمل على تقديم نموذج مشرف في توصيل هذه القضية للشباب، وتفعيل دورهم لكونها قضية مستقبلية والشباب هم من سوف يجنون ثمار مازرعناه في الماضي وما نزرعه الآن.
وعن اختلاف تلك الدورة cop27 عن جميع الدورات السابقة لدورات المناخ، قال عبد الغني إن جميع الدورات المنعقدة خلال السنوات الماضية منذ بداية انعقاها، ثم دخول الأمم المتحدة على خط هذه القضية، كانت تخرج بتوصيات، وشعارات، وأحاديث جيدة تتاول القضية، ولكن لا توجد إرادة سياسية من الدول للتنفيذ، ومن هنا جاء بند التشاركية وتفعيل المسئوليات التي تم إدراجها على برنامج المؤتمر هذا العام بالإضافة إلى إدراك التعويضات والخسائر في دورة هذا العام.
وقال عبد الغني إنه يجب التوضيح في هذه الدورة أن العالم بات على شفا خطر كبير بدأت بوادره، ويجب تنفيذ الوعود التي أقرتها الدول في مؤتمر باريس على دفع 100 مليار دولار للدول الفقيرة حتى يتم التكيف مع المناخ وتداعيات تغير المناخ وتحويل طاقاتها ومشاريعها إلى مشاريع خضراء؛ لكونها لا تملك الأموال الكافية لمثل هذه المشروعات.
ولفت الكاتب الصحفي أن هناك هدف وهو تقليل انبعاثات الكربون حيث أصبحت كل دولة مسئولة الآن عن ذلك حيث أن تقليل الانبعاثات الكربونية تقلل الغازات الدفيئة التي تصعد إلى الغلاف الجوي وينتج عنها احتباس حراري ولذلك لابد من وجود أجهزة ونظام للمراقبة وعدم الاعتماد على التقارير الورقية.
وعن قضية توزيع التمويل التى اعترض عليها د. محمود محى الدين، رائد المناخ، والتى تحدد 80% للتداعيات وآثارها، و20% للتكيف مع التغيرات المناخية، أوضح عبد الغني أن القسمة ملائمة؛ من حيث الواقع الذي نمر به حيث أن هناك آثار مدمرة ناتجة عن هذا الأمر، ولابد أن نتعامل معها بشكل مباشر وفورى، والـ 20% المتبقية من أجل التكيف مع التغيرات المناخية، لافتاً أنها قسمة عادلة تناسب التعاطى أولا مع التداعيات الكارثية الطارئة التى تصيب البشر والحياة، ولا تنتظر، ثم يوجه 20% للتكيف.
وبالنسبة آلية دفع الاستحقاقات والتعويضات، أوضح عبد الغني أن الأمر ستتولاه الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية ولكن ستكون الدول ملزمة بتعهداتها وعليها أن تدفعها إما في شكل استثمارات أو نقدا أو إعانات.
وأكد عبد الغنى على أن الدول الغنية مثل أمريكا والصين ودول الاتحاد الأوروبى، تستحوذ على نسبة كبيرة من اقتصاديات العالم، وتمتلك ثروات كبيرة جدا، بجانب وجود برامج لديها للمنح والتمويلات، فبالتالي لن يكون الأمر صعبا بالنسبة لها في توفير هذه المبالغ لأن هذا سيعود عليها بالفائدة والإيجاب أيضا؛ نظراً لأن الأضرار لا تقتصر على الدول الفقيرة وحسب ولكن تطول هذه الدول أيضاً.
وواصل عبد الغني أن الدول المتقدمة هي الفاعل الرئيسي في تلك الانبعاثات حيث أن أوروبا يخرج منها صناعات ملوثه للبيئة وتتخلى الآن عن هذه الصناعات وترسلها للدول الفقيرة لاستغلالهم أن الدول الفقيرة تحتاج إلى الاستثمارات ولذلك تقبل بمثل هذه المشروعات ولكن كل الآثار الناتجة تصيب كل الدول بلا استثناء.
وعن جهود الدولة المصرية في الاقتصاد الأخضر، أوضح الكاتب الصحفي أنه منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، منح هذه القضية اهتماما كبيرا حيث أعطى للحكومات المصرية المتعاقبة رؤية استشرافية للمستقبل فيما يخص هذا الأمر، موضحاً أن مصر تعمل على ثلاث محاور ( استراتيجية وطنية فيما يخص الطاقة – رؤية مصر 2030 – البرنامج الانمائي للأمم المتحدة 2050).
وأكد أن مصر لديها استراتيجيات نحو الاقتصاد الأخضر وقدمت نموذجا تمثل في أنها تتجه للوصول فى الوصول لاستخدام مزيج من الطاقة مع عام 2035 ، تكون نسبة الطاقة الجديدة والمتجددة 45%، كما أنها تشجع مبادرات القطاع الخاص للاستثمار فى مشروعات هذه الطاقة، كما أثنى على جهود جميع مؤسسات الدولة المتميز، فى نشر الوعي.
وأشار عبد الغني إلى أن القيادة السياسية كان لديها استشراف جيد عندما أطلقت مبادرة منتدى شرق المتوسط للغاز، وأننا بدأنا نلاحظ نتائج اقتصادية مهمة لهذا الأمر، والآن تطلق مبادرة ومنتدى للهيديروجين الأخضر، وستعمل مصر على تصدير هذه الطاقات للغرب وبالتالي سيكون هناك عائد اقتصادي جيد على مصر، موضحاً أن مصر الان تستشرف طاقة الهيدروجين الاخضر التي يتم توليدها من المياه وسيتم تصديرها قريباً للخارج.
وعن اللقاءات التى أجراها الرئيس خلال المؤتمر، قال عبد الغنى إن لقاء الرئيس السيسي مع القادة الأفارقة بخاصة،
لدعم مصر في قضية مياه النيل (سد النهضة)، ومصر تقدم – أيضا – دعمها لهذه الدول، والمثال اضطلاع شركات مصرية بإنشاء سد جوليوس نيريرى بتنزانيا، بالإضافة لحرص القيادة المصرية على متابعة هذا العمل حيث تتصرف مصر بذكاء في إبرام المعاهدات الاقتصادية وعقد شراكات يتم الاستفادة منها>
جدير بالذكر أن هاني الجمل، رئيس تحرير برنامج المشهد المذاع قناة النيل للأخبار، ومن إخراج مروة السباعي.
شاهد الحلقة كاملة: